جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( لا تُغادِري الدِيار )
جاءت تُوَدٌِعُ كوخها ... والدَمعُ يَنسَكِبُ
والجَوٌُ في الريف ... كادَ يَنتَحِبُ
والغُروبُ يُشعِلُ الآفاق ... فَتَلتَهِبُ
والغُيومُ راحِلاتٍ ... وأطرافها ذَهَبُ
سَألتَها : لِما الرَقحيل ؟ هَل بِكِ كَرَبُ ؟
قالَت : بِئساً لَها الأجواء حينَ تَضطَرِبُ
أجبتَها : عَلٌَها كَمَوجَةٍ سُرعانَ ما تَذهَبُ
قالَت : قَد تَنقَضي أعمارَنا ؟
والشِتاءُ ما يَزالُ ... يُلَوٌِحُ بِقَبضَتَيهِ لَنا
يُهَدٌِدُنابالرَحيل ... غادِروا الوَطَنَ الأصيل
وتسبقُ الطُيورُ خَطونا.
سَألتَها : هَل نُمضي في الكوخِ لَيلَنا ؟
نُوَدٌِعُ الكوخَ ... أو بَعضَنا ...
فأومَأت بِرَأسها ... وراقَت فِكرَتي لَها
فأشرَقَ وجهَها .... وأمضَينا في الوداعِ لَيلَنا
وفي الصباحِ غَيٌَرَت رأيَها
خاطَبتَها : ألا تَزالي تَرغَبينَ بالرَحيل
تَنَهٌَدَت ... ثُمٌَ قالَت : لَن أُغادِرَ ... وطَني ... إنٌَهُ جَميل
وأشرَقَت شَمسُُ ... وجاءَ أصيل
غروبُُ ... ولَيلَةُُ .... ووداع ...
وفي الباحِ تُغَيٌِرُ رأيها
حِرتُ في أمرِها ... فالغُروبُ يوحِشُها
واللٌٌَيلُ يُؤنِسُها ويُسعِدُها
وفي الصَباحِ ... كَم بَدٌَلَت قَرارَها
قُلتُ في نَفسي : يا وَيحَهُ اللٌَيلُ ... بل يا وَيحَها
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية