جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( مقعدُُ وذكريات )
عَبَرَ بالقُربِ من رَوضِهِ ... وكانَ قَد أهمَلَ
مِقعَدُُ تَحتَ الظِلالِ كانَ لَهُ مَوئِلا
يا لِقاءاً لا يَزالُ مُؤجٌَلا
كَم تَعَلٌَلَت بِسَرابٍ ... بِئساً لَهُ التَعَلٌُلَ
قالَ الفَتى : مُتَسائِلا
إنٌِي أراكَ صامِتاً يا مِقعَداً ... هَل صِرتَ مُهملا ؟
هَيٌا تَكَلٌَم ... أما تَشوقكَ لَمسَةُُ ؟ هَمسَةُُ ؟ ... تَدَلٌُلا ؟
ضَمٌَةُ ... ورَعشَةُُ في الشِفاه ... تَتلو رِعاشَها القُبَلَ
لِما أراكَ صامِتاً ؟ ... هَل أصبَحَ خَطبُكَ جَلَلا ؟
أم الخَريفُ أوحى لَكَ في إصفِرارِهِ المَلَلا ؟
شَلٌَ مِنكَ اللِسان بَردُهُ ... أم يَغمِرُ جِسكَ في لَيلِهِ بَلَلا ؟
وَيحَاً لَهُ الخَريف ... لا يُجيبُ التَساؤلا
تَساقَطَت أوراقَهُ .. هَل يُسقِطُ الأمَلَ ؟
جاوَبَت لِلمِقعَدِ أخشابهُ ... ألفُ ... ألفُ لا ...
قالَ الفَتى : نَطَقتَ آخِراً ... يا شاهِدا مُكَبٌَلا
هَيٌا تَحَرٌَر من القُيودِ لا تَكُن غافِلا
فَرَوى لَغوى الهَوى ... وإستَرسَلَ
فَبَكى الفَتى ... وقَد تَزاحَمَت في ذِهنِهِ الجُمَلَ
هَل يَعودُ الوِصال ؟ ... يالَيتَهُ في الحالِ أقبَلَ
تَجَسٌَدَ طَيفها أمامَهُ ... فَهَلٌَلَ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية