دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

40- الفيل المسكين
تتواجد في كل عاصمة عربية شارع مهم يخترق وسط المدينة المزدحمة بالمارة والسيارات من شتى الانواع والموديلات والمناشيء انه الشارع الذي تقف على اعتابه حضارة ذلك البلد سوى في المفهوم المتقدم أو المتخلف أي انه رمز لتلك المدينة ... هكذا يفسرون أصحاب الشأن وبتلك المعايير أنها حالة وليست كل الحالات فجأة ظهر في هذا الشارع وفي وقت الازدحام خروفا انيقا يحمل لافته بيضاء لم يكتب عليها شي . ووقف في وسط هذا الشارع المزدحم مما أضطر الجميع الى الوقوف تحية بان هذه اللافتة وهذا الخروف هو جزء من النشاط المروري التي تتمتع بها تلك المدينة ولابد من الانصياع الى هذا الموقف وعدم تجاوزه . واستمر الوقوف لاكثر من دقائق بل ساعات حتى ظهر في الوجود فيلا ضخم جاء ليكمل مسيرته في هذا الشلرع غير ابه بتلك اللافتة ومامكتوب عليها واستمر في المسير حتى اللذين كانوا يقفون دون حراك حاولوا إفهام الفيل بعدم التجاوز واحتراما لارادة القوانين النافذة والتي يعبر عنها الخروف بلافتته البيضاء ولكن عنجهية الفيل وعدم الاكتراث للاوامر والقوانيين السائدة في تلك المدينة تجاوز الخروف ولافتته وبعد خطوات من هذا التجاوز قتل الفيل رميا بالرصاص من دون معرفة الجهة التي قتلته ومن أي مكان او زاوية . واصاب الواقفين الذهول نتيجة هذا الحدث المؤلم . فهم من قال ان سلوك الفيل غير مبرر ولايجوز تجاوز القوانيين والانظمة المعمولة والاخرين تأسفوا لهذا الحادث المريع الذي ذهب ضحيته هذا الفيل دون ان يعرفوا الاسباب اما الاخرين فقد اصابهم الذهول لما يحدث في الشارع المزدحم . الى ان جاء قادما اليهم ابن اوى مستفسرا من الواقفين عن سبب انقطاع الطريق وعدم السماح بالمرور في هذا الوقت العصيب فاأجاب احدهم انظر بعينك الى الخروف ولافتته . فقال نعم ان الخروف واللافتة موجودة ولكن لم اجد شي مكتوب على اللافتة من تحذير لسبب من الاسباب فقال أحدهم الايكفيك انه الخروف وهي لافتة سوى مكتوب عليها ام غير مكتوب انه واقف في منتصف الطريق وكيف نتجاوزه نحن اللذين نؤمن بالانظمة والقوانيين ونحترمها كل الاحترام لانها السبيل لبناء حضارة متقدمة في هذا العالم . ضحك ابن اوى ولم يتكلم وطلب من احد الواقفين ان يعطيه سيارته فترجل وادار السيارة في الاتجاه المعاكس وغادر المكان ولحقه جميع من وقف في هذا الطريق وذهب بهم الى مسافة بعيدة أخذت حيزا كافيا من الوقت ورجع ابن اوى وهو يقود السيارة باتجاه الخروف ولافته فلم يجد الخروف ولا لافته واكمل مشواره سوى راى فيلا ممدودا في الطريق وهو ملطخ بالدماء فقال احدهم لابن اوى كيف قادك التفكير الى تلك الحيلة وكيف تصرفت وعرفت ان الطريق سوف يفتح ثانية هل من الممكن ان تعرفني على نفسك ومن انت بالذات . قال ابن اوى اني مواطن من روسيا وهذا الخروف مواطن من أمريكا . 
السؤال المطروح من هو الفيل ؟ .
السؤال المطروح من هو الفيل ؟ .

المصدر: رئيسة مجلس الادارة
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 54 مشاهدة
نشرت فى 13 يوليو 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

561,246