ملحمـــــــــــــــة أنا فلسطيني
أنا الفلسطيني
أنا الفلسطيني أنا العربي
أنا المسلم أنا المسيحي
أنا من مت قبل مولدي
أنا من شردت يوم فطامي
أنا الفلسطيني
أنا من سكن بلا خيمة
في غزة في اليرموك
في عمان في البقاع
سلاحي دون ذخيرة
هكذا حكموا عليّ
أنا الفلسطيني أنا الثائر
أنا من أجبر على القتال دون بندقية
أنا من عاش دون شهادة أو هوية
أنا الفلسطيني
أنا من سكن كل الأقطار بلا تأشيرة أو جواز سفر أو هوية
أنا المنفي قصراً
أنا العائد سراً
أنا الميناء بلا سفنٍ
أنا من تمنى العودة لقريتي المنسية
أنا من ضُحوا به قرباناً للجاهلية
أنا من فلسطين الأبية
أنا من هُجر من صفد وعكا شمالاً
أنا من هُجر من القدس شرقاً
أنا من هجر من يبنا والمجدل و اسدود جنوباً
أنا الفلسطيني
أنا البرئ من دم يوسف
أنا من أحمل قميصه دواءً وتيمنا
أنا الفلسطيني
أنا من جبت الشوارع والعواصم والموانئ
فلم أجد مرفأً
أنا من أنتظر العودة شوقاً
أنا من قدموني قرباناً للمعبد مرةً وللكنيس مراتِ
في دير ياسين حطموا المعبد علي رأسي
في صبرا وشاتيلا ذقت ألماً ملئ كأسي
في قانا وبحر البقر اسمعوني لغة الثأر
وقالوا لا تنطق فأنت النعش والمسمار
وعاودوا الكرة بعد الكرة كأنها مزمار
أنا من تصدى للقنابل عارياً
في الشجاعية في بيت حانون في جباليا
في الوسطى وخانيونس
وفي مهد البطولة الجنوبية في رفح
أنا البداية والنهاية
أنا الحرب والسلم
أنا المنفي في أصقاع العالم
أنا لا أبحث عن أرض أو هوية
أنا لا ابحث عن عنوان أو جنسية
أنا الفلسطيني
أنا البرئ من دم يوسف
أنا من البس قميصه تيمنا
أنا من عاصر إعلام العاهرة
لا تعرفني كوني طاهرا
أنا لا يشرفني من كان متعريا
أنا من تغني بأروع قصيدة ” انتهى الدرس لموا الكراريس”
أنا من عشق ” بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا ”
كبرت وعرفت أنني بلا وطن أو هوية
واسمي فقط لاجئ
تمسكوا بالمطار والميناء ولا تتركوا البندقية
هما الساحل والشمس والهوية
ليس لي وطن إلا على الحبر في دفاتر الجامعة العربية
سبعة وستون عاماً وما زالت القضية
ذل وخنوع وانكسار وما زال التآمر على القضية
أنا الفلسطيني
أنا من أنتظر في المطارات والموانئ تحسرا
أنا من ينتظرني كل مخبر ومتآمرا
أنا من مات قبل أن يولدا
أنا لا أدخل أقطار عُربي يافعا
إذا جاوزت الخمسين ممكنا
أنا من لا تعترف الدول بجوازه إلا لاجئا
أنا الفلسطيني
أنا البرئ من دم يوسف
أنا من البس قميصه تيمنا
باعوا القدس قبل أن أولدا
وباعوا الشام تآمرا
وعين على العراق تُمزقا
ويا حسرتي على مصر تُفرقا
ويا ويلني على يمن تُشيعا
أنا الفلسطيني
أنا من أجبر على القتال دون بندقية
أنا من عاش دون شهادة أو هوية
أنا لا أدخل أقطار عُربي يافعا
إذا جاوزت الخمسين ممكنا
ما زلت أكتب رغم قسوة الأقلام
ما زلت أحلم بالعودة رغم جبروت القاصي والداني
ما زال المفتاح في جيب أحفادي
ما زلت أتكاثر رغم صغر خيامي
ما زلت انتظر انتهاء السنين العجاف
أنا الفلسطيني
أخي في الشام في السودان
أخي في العراق في الجزائر
أخي في مصر في الخليج
هل سمعتم بصرخة قدسكم
تنادي حيّ على الصلاة
حيّ على الجهاد
أنا المجني عليَ
الجاني دكتوراة في الإجرام وبشهادة أممية
والمجني عليه يحفر الأنفاق ويهاجم خطوط عدوه الأمامية
ليحمي عرضه ويصون بعضاً من الكرامة العربية
ما زلت أنتظر عودتي
والأمم المتحدة وعدتني بخيمة ذهبية
أنا الفلسطيني
أشعلوا قناديل السلام
أشعلوا شموع الحب في كل مكان
وهذا قميص يوسف لعيون المبصرين
أنا مهند حلبي أنا حذيفة سليمان أنا ثائر أبو غزالة
أنا حامل السكين وقلبي حجر
أنا محمد الجعبري أنا عبد الوحيدي
أنا شادي حسام دولة أنا فادي علون
أنا الانتفاضة في وجه الطغيان
أنا من وهبت حياتي ليعيش شعبي
رافعا هامته فوق العنان
أنا الفلسطيني
أنا المرابط في أقصى جريح
أنا المدافع عن شيخ كسيح
أنا صاحب الحق ودوما على مائدة
المفاوضات أصيح
أنا المقهور سنينا وغيري طريح
ذقت المر من قريب وبعيد ودوما أنا الذبيح
لن أمل الدعاء والصلاة والتسبيح
أفيقوا يا مسلمين وكفى بكاء وكفى نـــــواح
أفيقي فصائل المقاومة فتوحدكم نعم الفـلاح
قـدس تدنس و غــزة تحاصر في عـز الصبــاح
أين رفـاقي أين الوليـــد أين عشــاق السلاح
أين الكتائب أين السرايا أين عشاق الكفـــاح
أطــفالنا تحـرق وزيتوننا يدمـع وأرضنا تستباح
نسينا الدرة ومحمد خضير تعودنا على النباح
لن تجدي محكمة الجرائم كم تألم من جـراح
أذن يا بـلال أذن حي على الجـــهاد والكـفاح
أبشري يا قـدس فصهيل الخيـل سر النجــاح
أين الكتائب أين السرايا أين عشاق الكفـــاح
أنا فلسطيني واسألوا اليرموك ودرعا وحمص السورية
أنا فلسطيني واسألوا جرش والزرقاء والبقعة وشنلر الأردنية
أنا فلسطيني واسألوا الدهيشة والأمعري وشعفاط في الضفة الغربية
أنا فلسطيني واسألوا الشاطئ والمغازي ورفح الغزاوية
أنا فلسطيني واسألوا باب الأسباط والمغاربة والعمود القدسية
الكل سيهتف وينادي فلسطين إسلامية إسلامية
شاعر فلسطين : صالح إبراهيم الصرفندي