جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
خالتي شريفة..
...
نشأت بين أشجار العصور . ونحتت خيولا كثيرة على شاهق الصخور . تركت للعطر أسمه يسترسل في هطول .
خالتي شريفة تعتق اسمها فينا
فاصبحنا شعبا مهابا منيع الحصون
تقول خالتي شريفة : أنها لم تعرف في حياتها علوم
لم تتقمص مذاهب كي تفهم معنى الحبور
كانت ذات مرة على نافذة بيتها الطيني وهي منكمشة الخاطر منقبضة الشغف . منطوية النفس . متكتمة الوهج . وهي ترى بأم عينيها أحزابا مثل الرماد الأحمر سكارى وماهم بسكارى .
صادفتها تلك المشاهد من حمير تنهق في سراب خوف جاف .
فقراء يتناسلون من إبط الوهم يخلفه لصوص يرقصون على أغصان تبكي بكاء خافتا مثل الأنين .
في تلك اللحظة المشهودة تسللت الى بيتها الطيني حمامة وردية . انتبهت لسحرها الوردي الجذاب الذي تحول الى حسناء شقراء تعشق الظلال وتتسلى بخيوط الشمس . راقها جمالها الذي طاوع البحر البهيج لكي يغني . قد تكون حورية ترفرف على دفق القلوب وشعلة الشموس . الحمامة الوردية - مثل رئيسة كرواتيا تشغل زمن العشب على ضوء سنابل ترقص .
المشعل الرئاسي لا يقتات من نتوءات الصخور الوراثية
حملته خالتي شريفة تاجا أخضرا سميكا . رقصت هي الأخرى رقصة محلية فشاعت أعراس تمطر أمل الفقراء . فجأة أذن الفجر أنقراض كائنات شربت فولاذها .
رئيسة كرواتيا وخالتي شريفة على مشعل الورد
انقرض الجمع الصخري الملعون
انقرض فصل المداحين والمداحات وشيوخ الموعظة التي تنخر عظام الفقراء الهشة . أما البحر فقد استغلظ بملحه الجارف ليبدد جرذان الخطاب وكل قنوات وصحافة الخذلان
والوطن ازدهر بمطر الشجعان في ريعان الشباب .
فاستحال النحت حركة نبض بين الأرض والسماء أسراب حوريات ومواكب فرسان وخالتي شريفة تسن قانون العدل على قواعد الحب والأمان .
محمد محجوبي
الجزائر
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية