دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

الشيطانُ بين أناملي
مُـسْتنْهِضًا جِنّيَّهُ الغافي على حَذَرٍ
إنّي سأدْعَكُ خاتَمي السِحْـريَّ
بيْن أنامِـلي..
سيروقُكمْ ألَقُ الحكايةِ في البدايةِ
بُرْهة ً
ويروعُكمْ نَزَقُ الأساطيرِ القديمةِ 
تنْتمي لِــمراحِلي..
لِـمَ تعْجلونْ؟
مِنْ عادةِ الشيطانِ
أنْ يأتي على عجل،
بلَى..
مِنْ عادةِ الوسواسِ
كالذكْرى، و كالنسيانِ ،
كالأحزانِ،
أنْ يـتـسلّلاَ..
لكنَّ شيطاني بطيءْ
متمهّلاً يمْضي بفتنتِه الفتيّةِ 
في الزّمانِ،
وبعْدَ لأْيِ مِنْ سِفارٍ 
في مَـليءِ الدهشةِ العذراءِ
يأتي..
لِمَ تـعْـجَــلُــونْ؟
لا تعجلوا..
سيجوسُ أفْـقِـيّاً عمُـوديَّ َ المدَى
ويجوبُ كوِْنَ البدْءِ، رحْبَ الرّوحِ 
حتّى المنْـتَهى 
بِـمحطّةِ النصِّ الأخيرِ 
بــِـساحلي..
سـيرودُ في قَعْرِ المحيطِ 
مجرّةَ الأشواقِ
والفيْضَِ البعيــــدْ
ويقيس عُمْقَ الرّوحِ،أوْســـاعَ السؤالِ،
لَـظى النّــــدى
بالمُضْمراتِ من الكنايةِ في النّـــشيدْ..
سيجيءُ مارِدُ خاتمي في مُخملِ الأضواءِ،
قدْ جدلتْ يدي مِنْ مخملِ الأضواءِ تلكَ 
حبــائلي..
وَ يجيئني بعد الغوايةِ طيّـعاً 
في موجةِ الحَـزَنِ القصيِّْ
أسْرَجَها الهوَى
في ســوْرةِ الولْـهانِ يـَـهْــذِى
من صبابتِهِ الأجيجةِ 
شفّـهُ الشّوقُ الصّميــمُ، تـوجّـعَا..
سَــيجيئني بعد الغوايةِ طيّـعاً
لأنَا أشمُّ النّارَ عاريةً هـُـنا
تَرْقى الوتينَِ• إلى الوريدِ إلى اليديْنِ،
وتستحيلُ مع الأصابعِ أصبعَا ..
للنّارِ رائحةُ المجيءِ،
إيقاعُ رقصتِها يُغذّي رغبتي 
ألوانُ بهجتِها النديّـةِ 
في التفاصيل الحميمةِ مِنْ دمِي،
مـنْ مُسْكِراتِ 
دواخلِـــي..
ناءٍ هو الشِّــعْـريُّ عنْ كثبِ
غافٍ هو السِّـحْـريُّ 
بيْن أناملِ اللهبِ..
لو لمْسةٌ مِنْ أملسِ الكفّيْن
ناغمَـتِ الوتيـرةَ في الوتـــرْ
طارتْ إليّ حقيقتي، 
ورأيتُ روحي مـحْضَ سِــــرّْ .
لو لمْـسةٌ حَـكّتْ عن الوتـرِ الغُـبارَ
نَـمـا بـِـقيـثاري الغناءُ السرْمَـديُّ
فــاسْـتعرَ الجَـوى
حطّتْ على وجَعي فراشاتُ الضِّمادِ،
عَــــفتْ دِمِتْرا•
بعْدَ حُـزْنِ العُـشْبِ أحْـقابًا
فأورقتِ الحياةُ بِـفجْرِها 
وزهتْ كرومُ الضوءِ بيْن مروجِها
وشدتْ بِمِنْقارِ الخلودِ 
بــلابـِــلي..
لو لمْسةٌ تنضو المسافةَ 
عنْ شُحوبِ مسافتي،
اسْتيْقظتْ غرناطةٌ 
دانتْ بِــديني فارسٌ
ورمى المجوسُ مجوسَهمْ
وصَــحـتْ بـِبابي عنْدَ قرْطاجَ الجديدةِ
بابِــلِي ..
هو ذا يُطِلُّ المارِدُ المزهُــوُّ منتصِرَا،
لبّيْكَ أولى سيّدي:
أنا حِـــبْرُكَ الشَـرْعيُّ 
فاكتُبْ سيرةَ الحِبْــرِ المُقدّسِ
واهْــتــدِ 
للنّبْـرِ في ما يلْـفظُ الشهداءُ مِنْ بوْحٍ
وفي بُشْرى العُـروجْ..
لبّيْكَ أولَى سيّدي إنْ تهْـتـدِ
لِـدَمِـي طيورًا راقصاتٍ 
ولِهمْسِ تكْــتكَةِ الزّنادِ 
ارتختْ عنها أصابعُ قاتِلي..
لبّيّْكَ أخرى إنْ تُــمِـطْ زيَّ التفاصُحِ
عنْ لُغى النصِّ الهجينْ،
إنْ تُصْغِ للفُصْحى تُــهسْهِسُ 
في نسيمِ الورْدِ يسْكَرُ بــالعبيرِ
على تُــخومِ زلازلي..
لبّيْكَ ثالثةَ الخِتامِ 
إذا رصَـدْتَ الثّائرينَ
الصّاعدين إلى القضيّة والنّضالِ
مُزَوّدينَ بِــحُلمِنا مَحْضاً
و بِدولةِ الإنسانِ خالصةً لوجْه اللّهِ 
والإنسانِ يعْرى 
مِنْ قميصِ رذائلِ..
أنا طوْعُ أمرِكَ سيِّّــدي
لو كُنْتَ طوعَ فضائلي..
------------- 
• عرق يجري في الظهر متصلا بالقلب. 
• ربة الخصبِ والزراعة.
_________
سيف الدّين العلوي

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة
نشرت فى 10 أغسطس 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

576,916