جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( كوخُُ تَحُفٌَهُ الزُهور )
أشرَقَ الصَباحُ في هِضابِنا
والنورُ عَبرَ الشُجَيراتِ لاح
والطُيورُ غادَرَت أعشاشَها ... تَسعى لِرِزقِها
وَقَد صَحَت أفراخَها تُزَقزِقُ خَلفَها ... زُغبُ الجَناح
حَواصِلُُ فارِغات ... وصَبرها شارِدُُ كَما الرِياح
والديكُ في الجِوارِ صاح
حَيٌِي على الفَلاح
إستَيقَظَت غادَةُُ في كوخِها
صَلٌَت فَرضَها ... شَكَرَت رَبٌَها ...
يا ربٌُ عَفوَكَ ... نَرتَجي مِنكَ السَماح
قالَت وفي سِرٌِها : قَناعَتي هيَ لِروحيَ السِلاح
فبالرِضا كَرامَتي لا تُستَباح
حَياتنا إلى الفَناء ... لا تَستَحِقٌُ نَكأها تِلكَ الجِراح
ولا الصِراعَ عَلى حُطامِها ... ولا النُواح
والحَقٌُ في عُرفِنا قَد ماتَ مُنتَحِراً ...
والضَميرُ كَم بِه ... في كُلٌِ لَحظَةٍ يُطاح ؟
يا رَبٌَها ... وتِلكُمُ البَراءَةُ في طُفولَتِنا
كَأنٌَها بَراعِمُُ تُحاطُ بِالوَردُ الأقاح
فالسُندُسُ والبَيلَسانُ حَولَها كَما السِياجُ والوِشاح
قَد إستُبيحَ أمننا دَمَنا ... أطفالَنا شُرٌِدوا من حَقلِهِم
والبَغيُ في السُهولِ ساح ... تَحتَهُ إسمُ ( الكِفاح )
والنِفاقُ سَيلُُهُ عارِمُُ ... و العَدلَ ... أسَفي عَلَيهِ راح
يا وَيحَهُ غيرُ مَأسوفٍ عَلَيه تَمٌَ دَفنَهُ بلا عَويلٍ أو صِياح
فلا أرى ... ولا سَمِعتُ سِوى النباح
فِئةُُ مَسعورَةُُ ... وكلٌُ شيءٍ في زَعمِها مُستَباح
تَمتَمَت غادَتي في سِرٌِها : يا رَبٌُ قَد رَضيتُ بِعيشَتي
كوخُُ وتَنمو الزُهورُ في ساحِهِ
وأرفَضُ بَغيِهِم ... تَحتَ تَهديدِ السِلاح
قَوافِلُُ لِلمَوتِ في وَطَني .... وتَزهَقُ الأرواح
مَطامِعُُ ما لَها حَدٌُُ ولا هِيَ تُزاح
كَأنٌَها في سَعيِها جَيشُُ من الأشباح
رَبٌِي لَقَد قَنَعتُ في عيشَتي ... كوخُُ آمِنُُ يَضمٌُني
أفضَلُ من كُفرِهِم ذاكَ البَواح
في عِزلَةٍ عَنِ إثمِهِم ... أحيا بِهِ أرتاح
ناشَدَت رَبٌَها ... في سِرٌِها ... في الخَفاء
فأستَجابَ الرَحيمُ لِلدُعاء
وأصبَحَ كوخَها في حِمايَةِ السَماء
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية