دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

في ليلة صيف قمرية 
===============
جلست معشوقتي الجميلة 
على أرجوحة في حديقة منزلنا 
وبالقرب منها ضوء خافت 
فراشات تتهادى
على أزهار وردية 
وجدول يجري منه الماء 
على أنغام موسيقية 
============
بيدها ما كانت تحتفظ 
به من ذكريات 
بدأت تداعب بأناملها 
أوراقها العطرة الشذية 
دنوت منها
وجلست على أريكة مقابلها 
أحضرت معي فنجان قهوتي 
كعادتي في كل مساء 
وتبغي المفضل رفيق دربي 
وغليوني بني اللون 
بدت عليه خطوط سنين العمر 
أشعلته بولاعة قديمة
كنت أحتفظ بها من جدي 
استهوتني طريقة عملها 
حيث انها تقدح شرار 
وتحدث صوت موسيقى هادئة 
بدأ الدخان يملئ المكان
وتتعمق الفراشات 
في سرابها الممتد هتا وهناك 
تحوم حول أوراقها المبعثرة 
على أرجوحتها 
بدأ الأنزعاج ظاهرا في عينيها 
وأنا ابتسم في وجهها 
لأثير حفيظتها
ظهر التوتر عليها
من حركة قدميها 
وهي تجري عملية تبادل لهما
تارة يسارا وتارة يمينا 
مع نفور من ثغرها 
يصدره نفسها 
بدأت أدندن بصوت خافت
بأغنية 
لها ذكرى جميلة في حياتنا 
أضافت لها رونقا جميلا
وهي تتصفح ذكرياتها 
أصرت على صمتها
وأنا أتمادى في اثارتها 
مما أثار حفيظتي
وهي على غير عادتها 
لا مبالية 
============
ماذا هناك يا ترى ؟؟؟؟
وأنا أعلم حين تكون هكذا
لا تريد أحدا يكلمها 
شاهدت دمعة صمت
على خدها 
انسابت من العين 
حتى وصلت ثغرها 
تحركت شفتاها 
وتمتمت بكلمات لم أفهمها 
لكن أدركت فحواها 
ناظرتني بنظرة قاتلة ..
. منتصبة سهامها
رموشها حادة في هدفها 
بدأ غليوني يتراقص بيدي
وأشتد نفسي
وبدأ الدخان يتصاعد بكثافة 
كأن السماء قادمة
بعد غيث بمطرها ..
.اقتربت أكثر منها .
كأنها صاعقة أصابتها
تأكدت اني سأغرق بمطرها 
أسرعت الى حضنها
لأحتمي من غضبها 
ألقيت ما بيدي 
ألا يكفي نار دخانها 
ولا أعلم ان كنت من رمادها 
بدأت أداعب ما على صدرها
ما كان من ورود حمراء على ردائها 
حتى وصل لي أنفاس صمت لهيبها 
حبيبتي رفقا بحالي أنا اليوم شهيدها 
قبل أن تتكلمي
دعيني أقول لك ..
.انني لم أجد عطرا كعطرك
تساقطت الأوراق المتبقية في يديها
وأسدلت على نظري بشعرها
المتناثر على منكبيها 
لا أدري بحالي أين أنا
أصبحت هائما في فضائها
لا أعلم ما قرارها 
وصلني قطرات من غيثها
وهي تردد على ألحان صوتها 
هل أنت هنا أم أنا في الأحلام يا ترى ؟؟؟
أين ما كان في يدي
لقد كنت أراك 
في كل حرف مر على ناظري
أنا وصمتي 
لا تدع الدمع يذرف من عيني 
ابق كما أنت
فلا أحد في الكون
أحبك مثلي 
فان جاءك الموت فهو عشقي
ستبقى في دائرة كوني 
تبقى أنت خالدا في ذاكرتي ....
لماذا أصابك الصمت ؟؟؟؟
لا حراك لك هل جاءك القدر ؟؟؟؟
ما بال فراشاتي اختفت فجأة 
هل تدرك ما صنيعها 
انها تهئ لك ركنا لتبقى بقربي
في سواد الليل أنا ودمعي 
هاج البحر من غضبي 
الى متى سأبقى أسيرة 
وعصفورتي التي أفتقدها 
هوت يوم فراقنا 
والله مهما تزينت لك الدنيا بجمالها 
لن تجد حضنا حانيا كحضني 
عد كما يعود الصباح 
فظلام الليل حتما سيمضي 
...........................
بقلمي د. رسمي خير

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 108 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

578,936