جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كلام في الحب .....
الحب عالم مترامي الاطراف له حدود معلومه بينه لا تقبل التأويل دواخله أرض فسيحه خضراء مزهره فهو سهل المراس لا فيه تعب ولا نصب ، خالي من الدرن من يدخله يسيح فيه فيضًا يغازل موجوداته
وتغازله كل الذات تشتغل فيه الروح والقلب
والعقل والنفس ، الحقوق فيه متاحه ...
فيه روضات لكل روضة خواصها وأجوائها
مستقيله داخلهُ لا تقبل التثنيه والتداخل
فَروضُ الله عز وعلى موجود شعار مرفوع
فيها توحيده وتوقيره ....
وروض الوطن موجود شعاره العمل المخلص
وحمايته وبذل النفس في سبيله .....
وروض الوالدين موجود شعاره الطاعه ولا تقل لهما أُفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ......
وروض الصداقة موجود شعاره المصداقيه والنصح والنقد البناء والجاد ......
وروض الحبيب موجود شعاره التضحيه والأيثار والعطاء ووضوح الرؤيه والثقه ....
وهناك الكثير منها ولكل منها خصوصيتها .
عند الدخول لهذه الروضات لا بد من الالتزام
بشروطها ، هذه المحاب بمجموعها تشكل هيكلية الحب ، وهذه الهيكليه تربطنا بكل الموجودات ولكل منها روضه وخصوصيه
وكل روض يشتغل بجزء من الذات الانسانيه
فمنها من يشتغل بالروح فقط ومنها بالقلب فقط ومنها يشتغل بالروح والقلب ومنها من يشتغل بالروح والقلب والعقل والنفس ، علينا ان نكون حريصين على استخداماتها وفي موقعها الصحيح ......
عندما ننظر واقع الحال نستقرئ ثلاث حالات
كلٌ منها تدعي الحب وكل منهاٌ يتباكى عليه
(الاولى) الحب الصافي الرقراق الذي يداعب
شغاف القلب وهذا هو المطلوب ...
(الثانيه ) الذي يظهر لك الحب ويبطن الكراهيه ، وهذا أخطر أنواعه ...
( الثالثه ) الحب الحرام ، وهذا النوع هو التمرد على حدود روضات المحاب وأدخال الدرن فيها ...
علاقة الأنسان مع ذاته ومع من حوله من الأشياء بكل عناوينها ومكوناتها ، هذه لا
يربطها إلا الحب ، وجوده أو عدمه ، وقد
تطلق عليه تسميات شتى علينا إدراكها
وتعلمها والعمل بموجبها .
الحب حقيقته سمو المبادئ ، أذا أردنا معرفته
وتقييمه فينا علينا أن نبدأ من قمة هرمه وليس من القاعده لنتمكن أن نضع درجته فينا
نحو كل الأشياء التي نتعامل معها ، وقبل هذا وذاك أن نحدد تلك المبادئ لكي تكون ميزانًا
نتحاكم بموجبها ، وأن لا نتوهم الحب ونحن بعيدين عنه كل البعد ، واعتقد يجب علينا
غربلة مشاعرنا وأحاسيسنا نحوه لكي نكون
ثابتين الخطى بعيدين عن الوهم ...
نايف السعيد
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية