جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
العالم الذي يشرب الضباب
فاته غباء الأحياء
وتجاوز عن قلة حيلة الناس
الذين يستمتعون بضبابهم العالمي
يقفلون الأبواب حتى تنهار عزائم الكهنة الصغار
ويسدون نوافذ النهار حتى لا تأتي الطيور محملة بغنائها القديم
العالم يأبى أن يخوض في أحشائه رجال لفظتهم وديان فنالوا شطب حروب أخوية ولم يعودوا رجالا قوامين
العالم الضال
يختبئ بين وشم نساء قديمات
وبين مواد تجميل حديثة تؤهل نسوة لكي تخوض رهانات التحرير العالمي فتجاهر بما أتيح لهن من تحديث المشي المنهك
والعالم فرجة مدهشة لمن أتقن عطوره وفنونه التجميلية
رجالا ونساء
يتجاذبهم عالم كفيف
في نفس العالم الجاثم بسؤال
الثقافات تحدث عن أخبار سحقها جليد
المنابت الترابية والصخرية تجف
فتبكي الجذور سحيق السؤال
مراجع الأبجديات تتوارى عن أنظار لم تعد مشدوهة بسراب
تارة يكبر دخان العالم ليخلط أوراق العبث
وتارة أخرى يتضاءل
من وهج نجوم مجنونة بالشعر
عجائن الكلام تصنع رغيف سياسة للمقموعين ببديهايتهم
تقدم لهم مشروبا عالميا يلغي مطاباتهم الصبيانية
يبقى للمجرورين بجرم العالم أن يضحكوا كثيرا
وأن يعلقوا شعاراتهم على لوحة الأحداث المتتابعة التفاهات
وأن يبتعدوا بعيدا عن لوحة الخطر
فكم هو مكابر هذا العالم المحشو بمفاهيم
وكم هي ضامرة خفقات الانسان في تبعيته لرغيف
ليتباهى وجه العالم
حكاية لا تمل النوم في تسويف
محمد محجوبي
الجزائر
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية