جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
عذرا رسول الله
قَولٌ هو الصَّمتُ بينَ الآهِ و الألمِ
و دمعتي - مُذْ جَرَتْ - ممزوجةٌ بِدَمِ
كَمْ طَرَّزَ الدمعُ هذا الحرفَ و اتَّقَدَتْ
لي مقلةٌ ، فَتَوَالَتْ سَوْرَةُ الْكَلِمِ
يا سيدي يا رسولَ اللهِ معذرةً
خَجلى هيَ الرُّوحُ و الوجدانُ في سقمِ
زوراً نُهَنِّئُ في ذِكراكَ ، لا ثِقَةً
أَنَّ الرَّبيعَ رَبِيعُ النُّورِ لا الظُّلَمِ
قد جِئْتَ بالنُّورِ لَكِنَّا على جُرُفٍ
مِنَ الضُّلالةِ نحيا عَيْشَ ألفَ عَمِ
يمضي بنا رَكْبُ إبليسٍ لِمَهلكَةٍ
و ما بِنَّا مِنْ "" نَبِيٍّ "" غَيرُ مُتَّهَمِ *
لا عَهدُنا العهدُ لا ميثاقَ يَجمَعُنا
و لا نَبرُّ بِحِلفانٍ و لا قَسَمِ
على المعاصي عجيبٌ أمرُ جُرأَتِنا
نَسعَى إليها بِلَا كَلٍّ و لا سَأَمِ
و كم تَرَانا سِرَاعاً نحو معصيةٍ
و إن دُعِينا لِجَنبِ اللهِ لم نَقُمِ
يا هاديَ الخَلْقِ ما اخْتَرنا الهُدى سبباً
إلى الجنانِ فما جُزْنَا إلى القِمَمِ
نرومُ وَصلاً بأقوالٍ لِخالِقِنا
و كم رَجِعنا بغيرِ الوصلِ ألفَ ظَمِي
في قِمَّةِ العجزِ بِتْنا ، لا شبيهَ لنا
وُجُودُنا - ضِعفَ مليارٍ - كَمَا الْعَدَمِ
في الشَّامِ دَمْعٌ و في صَنعَاءَ مَقتَلَةٌ
و في العراقِ أباحوا صَلْبَ مُعتَصِمِ
أَمَّا الحجازُ فَ - وَااااحُزْناهُ - صِبيَتُهُ
باعوا الكَرامَةَ قَبلَ النِّفطِ للعجمِ
تروي لكَ الحالُ أَنَّا أمةٌ جَهِلَتْ
دربَ الإِلَهِ فَصَارَتْ عِرَّةَ الأُمَمِ
لم تَنْهَ عن مُنكَرٍ بادٍ و لا أَمَرَتْ
يوماً بما بُعِثَتْ للنَّاسِ كُلِّهِمِ
فالكُلُّ منشغلٌ لَاهٍ بِفَانِيَةٍ
حتَّى رُمِينَا بِهذَا البُؤسِ و النِّقَمِ
بِلادُنا بَعضُ أعوادٍ مُفَرَّقَةٍ
في ليلِها نَوْحُ مَقهُورٍ و مُنهَزِمِ
مَنْ يَهجُرِ الْحَقَّ فالخِذلانُ عاقِبَةٌ
أو يَهجُرِ الدِّينَ فالدَّيَّانُ لم يَنَمِ
يا سيدي ليسَ مِنْ عُذْرٍ أُقَدِّمُهُ
غيرَ احتِراقَاتِ هَذا الْقَلبِ و النَّدَمِ
يا سيدي في رحابِ الشَّوقِ أُمنِيَةٌ
أَنِّي أفوزُ بحبلٍ غير مُنصَرِمِ
عدنان الحمادي 2018/11/20
المصدر: أكاديمية المثقفين العرب