جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
في أنوار ذكراه
الـرُّوح ُتَـسبَحُ في أنـوار ِذِكـراهُ
تَـرنو لطَيـبَـةَ كي تـَحظى بلُقياهُ
والعـَينُ تَلمَعُ كالمِرآةِ في لَـهَفٍ
عـَلَّ الـفُـؤادَ يـَرى ٰفيها مـُحَيـَّاهُ
هُوَ النَّبِيُّ الذي في خُلقِهِ اجتَمَعَت ْ
أسـمى السـَّجايا فإنَّ الحـَق َّربـَّاهُ
يا بائعَ المِسكِ ما ضَوَّعْتَ مِنْ عَبَقٍ
إلا شَــمَمْتُ بـِمـا ضَوَّعـْتَ رَيـَّاهُ
لا البـَدر ُضاءَ كَما ضاءَتْ شَـمائِلُه
ولا النـُّجومُ تـَراءَتْ مِــثـل َمـَرآهُ
إقرأ يَقـولُ له ُجِبـريل ُفانـفَـتَحَتْ
آفـاقُ مـَجـد ٍلنا تَـحكـِي مَـزايـاه ُ
هـذا الحبـيب ُحـباهُ الله ُمـُعجـِزَةً
أسـرى بـِهِ، وإلى المـِعراج ِناداهُ
أُضرِمْتُ حُبّـَاً ْمَتى أبصَرتُ وَجهَ أبـي
يـُثنِي عـَليـهِ ويـَبكِي في مـُصَلَّاهُ
فَصِحْت ُماذا دَهى قَلبِي ْودِفْءَ دَمي
مـاهـٰذِهِ العَـبَرات ُالـبِـيـض ُأُمَّـاهُ
مـِن ْضَوعِ سـِيرِتِهِ عَطَّرتُ قافِـيَتي
ليـزرَع َالحَـرفُ في الآفاقِ مَعنـاهُ
فاسـم ُالحـَبيب ِفراديسٌ نلُوذُ بِـها
لا نـَرتـَجي بـَعد َرَب ِّالـعَرشِ إلَّاه ُ
إنّي رأيتُ الصَّفـا تـَكسـوهُ أُبـَّهَـةٌ
إذ ْيَجَهَرُ المُصطَفىٰ ما كانَ أخـفاهُ
ما أبصَرَ النُّورَ مَنْ لم يَرتَعِد ْفَـرَقاً
في مَوقِفِ الجَهر ِقَدْ خانته ُعَيـناهُ
رَبـَّاهُ إنـِّي ضَئـيلٌ حيـنَ أمـْدَحـُهُ
هَلْ يَصلُحُ الشِّـعر ُبَعدَ الذِّكر ِربَّاهْ
تَنـزيلُ رب ِّالسـَّما أثرى مُخَيِـّلَتي
إنَ ّالإلــٰه َإلى المـُخـتـار ِأَوحـاهُ
يا ثانِي َاثنين ِإذ ْفي الغار ِقُلتَ لَهُ
لا يـَحزَنُ العـَبدُ إن ْحـامَى ٰلَه ُالله ُ
عـُد ْيا سُراقَة َمِنْ رَملٍ تـَغوصُ بِهِ
يأتيك َأمنٌ ومِـن ْكِـسرىٰ سـِواراهُ
وفـي المـَديـنَةِ أشْـواقٌ مُبعثـَرَةٌ
فالأوْس ُوالـخَزرَجُ اشـتَدَّت بِهم آهُ
يَسْـتَبـشِرون َإذا لـِلأرضِ نـاقـَتـُهُ
نَـخَّت ْفَيََـسعَد ُمَنْ نَخـَّت بـِِمـَأواهُ
نورُ الـهُدىٰ يُنقِذ ُالإنسان َمِن ْدَرَكٍ
ويَـسمَع ُالجـِن ُّمـا الرحمـٰنُ آتـاهُ
يـَستيقِظ ُالـوَرد ُفي آثارِ خُخُطوَتـِهِ
ويـنـبـُعُ الـماء ُسـَلسالاً بـِيـُمنـاهُ
اللـينُ فـِطرَتُه ُوالجـُود ُشِـيـمـَتـُهُ
قرآن ُرب ِّالـوَرَى ٰأسـمَى سـَجاياهُ
لـَولَم نـُطِعْ أمرَه ُفالعـُمر ُمَضيـَعَةٌ
لا المـال ُيـَنـفَعُ أُخـرانا ولا الـجاه ُ
يَهـدي الأنـام َكمـِشكاة ٍتـُنـيرُ لنـا
عتـم َالدُّجى ما عـَرفنا الحـَق َّلولاهُ
فـَتـح ٌمـِنَ الله بـِالإسـلام ِأنـجـَزَهُ
لا يـُهـدَم ُالصـَّرحُ والـدَّيـَّان ُأنشـاهُ
بَحر ٌمِنَ الطِّيبِ في روحٍ مـُقـَدَّسـَةٍ
صَوتٌ يُضِيء ُوعـِطر ُالفَجرِ يـَهـواهُ
أصحابُهُ الـغـُر ُّكالأسـيافِ في يـَدِهِ
طـَوع ُالبَـنـان ِلـِما يـُومِيْ ويـَرضاهُ
في السِّلم مَرحَمَةٌ في الحَرب ِمَلحَمَةٌ
في الـلـيل ِفـارِسـُهـُمْ للـحـَقِّ أوَّاهُ
يـَسعىٰ بدَعوتِِـهِ كالسّـَيل ِفي نـَهـَرٍ
والفـُرْسُ والـرُّومُ والأعْرابُ مَـجْراهُ
حتى هـَدَى ٰأُمـَمـَاً للنـورِ مِنْ ظـُلَمٍ
صَلـَّىٰ عَليـهِ الـَّذي بـِالحـِلـْم ِحـَلَّاهُ
عبد العزيز الصوراني...
المصدر: أكاديمية المثقفين العرب