عفواً رسول الله
روحي على ذكر الحبيب تلوب
وتلهفاً مني الفؤاد يذوب
ذكرى لها كل الوجود ترقبٌ
لتعم أرجاء الحياة طيوب
يا من ملكت حشاشتي في حبه
أنت الوحيد وللقلوب حبيب
كل القلوب بدون حبك.. سيدي
بيدٌ بها ريح الخراب هبوب
ذكراك يا خير البرية كلها
هلّت علينا والزمان عصيب
يا سيد الأكوان صرنا أمةً
يلهو الظلام بأرضها ويجوب
لبست جلابيب الثكالى والأسى
والدمع من كثر المصاب سكيب
تبكي على ماضٍ تليدٍ باعه
مَن فكره التكفير والتخريب
وتقسمت فيها الشعوب طوائفاً
ومذاهباً وتتابع التشعيب
فتثلثت وتربعت وتكورت
ليسوسها البسطار والترهيب
وخوارج مثل الجراد تكاثروا
والقهر والتكفير والتكذيب
وتعددت راياتهم ولواؤهم 
القتل والتشريد والتعذيب
يا سيدي.. الإسلام أمسى سلعة
فيها يتاجر ماجنٌ وغصوب
فكأنما هذي البلاد غريبة
و الدين فيها عابرٌ وغريب
سوق لكل رذيلة وبذيئة
والبيع فيها رائج وخصيب
مات الضمير وشيعوا جثمانه
والظلم في كل البلاد يجوب
والمال يعبده الأمير وهمه
الغانياتُ سلافةٌ وطروب
في كل بيتٍ كربلاءٌ.. سيدي
ودمُ الحسين بصحنه مسكوب
أهلوه آلام المصاب تلوكهم 
والنائبات تنوشهم وخطوب
والعدل يبكي الجن لو سمعوا به
والحق فيها سيفه مسلوب
في كل ساح للضلالة راية
وبكل شبرٍ مخبر ورقيب
وتغول الحكام في طغيانهم 
وشذوذهم أمرٌ غريبُ عجيبُ
حتى المساجد أطفأوا أنوارها
وعلا المنابر عاهر وكذوب
واستعذبوا نهب البلاد كأنما
بقرٌ لهم هذي الشعوبُ حلوبُ
عملاءُ مأجورون ليس يهمهم
وطنٌ ولو فيه تموتُ شعوب
ماهمهم إلا العروش وعزها
ولهم جميع العائدات تؤوب
زمن به المأفون يفتي للورى
وبه الرويبضةٌ الجهول نقيب
عفواً رسول الله هذي لقطة
مما يلم بأرضنا ويصيب
عفواً رسول الله أدرك أمةً
يخشى عليها في الوجود تغيب
صلى عليك الله يا خير الورى
ما ذاع عطراً في الطروس نسيب
إن الصلاة على الحبيب وآلهِ
والصحبِ للقلب العليل طبيب
صلوا عليه وأكثروا من ذكره
فالعيش في ذكر الحبيب يطيب
د. عبد السلام حمد
سوريا