تيهي دلالاً...
1.في نُقطةِ الّلا وعيِ أوقفني دَمِي
شبَحاً يُراودُني بِلحيةِ آدمي
2.ضَجّتْ بِحُنجرتي الهواجِسُ فانبرتْ
صمتاً وقوراً في ضلوعِيَ يحتمي
3.أأهزُّ جذعاً من نخيلِ تحيُّرِي
متسائلاً بفمِ العراقةِ أنتمي؟ 
4.مازالَ خيطٌ بالترابِ يشدني
عِرقاً تدلى من نخيلِ الأنجمِ
5.فتّشتُ عنّي في مَسامِ رِمالِهِ
طيراً يحومُ صبابةً كالمُغرَمِ
6.وصرختُ مِنْ وأدي رجاءً حافِياً
إيّاكِ يانفسي أسىً تتأقلمي
7.أهلي، كأشهرِهِ الحرامِ قداسةً
لكنّهم قتْلاً فغيرُ مُحرَّمِ
8.وعلى شِفاهِهم صراخةُ ظامئٍ
قُطِعَتْ بِبَحّتِها كُفوفَ(العلقمي) 
9.فالدهرُ ذَبّاحٌ تمادى غيُّهُ
في كُلِّ(شَمْرٍ)إذ يجيءُ و(مُلْجِمِ)
10.حَتّامَ مِن حُرَقِ المواجِعِ نحتسي
خمراً معَتّقةً بِمحضِ العلقَمِ؟
11.فنميلُ رَكْباً في مسارٍ داكِنٍ
كفقاعةٍ في الجِلدِ بعدَ تورُّمِ
12.مازِلتُ أهذي في العراءِ كعاشِقٍ
نَكرَتْ هواهُ خليلةٌ لمْ ترحَمِ
13.ومتى استبدّ الشوقُ بي فوجدتُني
في التيهِ جوّالاً بِسَلَّةِ حِصْرِمِ
14.فجمعتُ أشتاتي لعلَّ بَقِيّتي
تَجِدُ الطريقَ وليسَ بابَ جهنّمِ
15.قد صِرتُ صوتاً غيرَ صوتيَ كُلّما
لجَّ العناءُ وليتني لمْ أبْصُمِ
16.لاذنبَ لي أنّي عِراقيُّ الهوى
هل صارَ ذنباً للعراقةِ أنتمي؟ 
17.أيتَمتمُ عِشقي وتِلكَ جِنايةٌ
وربطتمُ قيداً بفوهةِ مِعصمي
18.ماعادَ طيريَ يُتقِنُ الإنشادَ إذْ
هرعت بحوصلتي مرارةُ يُتَّمِ
19.والتاعَ غصنُ الياسمينِ وخانَهُ 
عَذْبٌ يسيلُ إلى الدخيلِ ويرتمي
20.أرضَ السوادِ أماكفاكِ مناحةً
وكأننا من حُزنِنا لمْ نُفطَمِ!!
21.مازالُ أفقُكِ عابِساً في أوجُهٍ
للهِ كمْ ضرِعَتْ لِصُبحٍ مُفعَمِ
22.تيهي جمالاً وارقصي وتأنّقي
مادامَ بينَ النخلِ.جذوةُ مُغرمِ
23.وعِمي صباحاً واخلعي ثوبَ الأسى
أحرى بِمثلِكِ حُرّةً تتبسّمي
24.ياأيّها اللاهينَ عن أوجاعِنا
مهلاً،ففي الأرجاءِ فورةُ عنْدمِ
25.وحذارِ من غضبِ الكريمِ إذا انبرى
هولاً توثُّبهُ وعزمةَ مخذَمِ
....
حسين عوفي ابوليث