جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
.. .....مانحة العطر…
إذا فاحَ بالأفنانِ عطرٌ من الزّهْرِ
فأنتِ لزهرِ الرّوضِ مانحةُ العطْرِ
وإنَّ نسيمَ الصّبحِ يدنو بكفّهِ
لِيَسْترِقَ الأعطار في غَفْلَةِ الْفَجْرِ
يُهَدْهِدُ فوق الغُصنِ طيرُ خَميلَةٍ
فيغرقُ في حُبِّ العُطورِ ولايَدري
يُرَتّلُ للصّبحِ الجميلِ بِشَدْوِهِ
فَيثملُ بالألحانِ وردٌ على زَهْرِ
وَكَمْ مالَ بالأزهارِ من كُمٍّ وَكَمْ
تَحدّرَ بالأوراق جذعُ على جَذْرِ
وإنّي على بابِ العطارَةِ مُدنفٌ
أذوبُ على الأبوابِ من جمرةِ الهَجْرِ
أباتُ على جنحِ الظّلامِ وإنّني
تُمزّقُني الآلامُ في كَفّةِ الأَسْرِ
إذا الليلُ أمسى في سوادٍ رداءُهُ
فتُلْبِسُني الأطيافُ ثوبًا من القَهْرِ
ممزّقةَ الأوتادِ باتَتْ قصيدتي
ويقذفُ بالأسبابِ عجزي على صدري
أنا الشاعرُ المكلومُ بعدَ وداعِها
وياليتها تدري بآهٍ غزتْ شعري
تنامُ على خدِّ القصائدِ أَدْمعي
وتَصْلبُني الأشعارُ فيها بلا عُذرِ
تُحَرّقُني فالحرفُ يُلهبهُ الجوى
كأنَّ دماءَ الشّعرِ تغلي على الجَمْرِ.
أدهم النمريني.
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية