جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
واقعنا
أسوء الأنظمة هي تلك التي تنشأ تحت الاحتلال، أو ينشئوها الاحتلال، والأمثلة حاضرة وكثيرة في المنطقة العربية، فغالبية دولنا انشأها الاحتلال الغربي وثبت اركانها قبل أن (يرحل)، ولنا في العراق وفلسطين نموذج حي على حجم الخلل في (الحكومة/الدولة/السلطة)، فمن المفارقات الكبير في بنية هذه الدولة/السلطة أنها تظهر بشكلها كدولة/ لكن في جوهرها تمثل عصابة/قبيلة/عشيرة/فئة جاءت لتنهب الشعب وتكفره بالحياة وبكل ما فيها، فمن خلال الأفراد الذين يتم تعينهم في الوظائف، على كافة المستويات، من الفراش وحتى رئيس الوراء، يتم تعينهم بواسطة (الواسطة) بمعنى أنهم كلهم على علاقة بمراكز السيطرة واتخاذ القرار، من هنا، لو أن هذا الموظف ـ صغيرا أم كبيرا، مهما أم عاديا ـ لم يقم بواجبه/بوظيفته، وحتى أنه قام بتخريب العمل وعطل مصالح الشعب والوطن، يبقى في مركزه، وإذا تمت (محاسبته) فأنه ينقل إلى موقع آخر أكثر حساسية، ليحدث خلالا آخر في الموقع الجديد.
وهذا ما يجعل عملية التغيير الإيجابي مستحيلة واصعب: "من أن تدخلوا الفيل في ثقب إبرة" وعلى رأي "لينين" ما العمل؟، وما هي السبل التي نستطيع من خلالها إحداث خلل في بنية هذا الدولة/السلطة؟.
وإذا ما عرفنا أن كل من يتعرض لظلم يتجه إلى الفئة/الطبقة الفاسدة ذاتها لتعيد له شيئا مما سلب منه، بمعنى أنه يعالج المرض بالسم!!!، مما يجعل طبقة/فئة الفساد تكبر وتعظم مكانتها أكثر.
من هنا نذكر بما قاله "مهدي عامل" أن المشكلة ليست في النظام الرسمي العربي، بقدر وجودها في "حركة التحرر الوطني" التي لا تمتلك برنامج واضحا، وإن امتلكته لا تجد من يطبق هذا البرنامج" فأين نذهب؟، إلى من نلتجئ؟ ولمن نشتكي؟
المصدر: مجلة عشتار الالكترونية