جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حادثة انتحار شاهدتها منذ ثلاثة اشهر لفتاة اعرفها فكانت هذه القصيدة ومازال المشهد امامي .
* نهاية مؤلمة *
_
حَسناءُ ..تَبدو كالرَبيع .. بِسِحرِها
وكأنَّ .. ضَوءَ الفجرِ قَد .. وَافاها
مَرَّتْ عَلى طُولِ الحَياةِ ..وَحَيدَةً
وَتَجَاهلَ الدَّربُ الطَويلُ ..خُطاها
هِيَ .. غَضَّةٌ .. وَجَميلةٌ .. وبَريئَةٌ
لا الحُسنُ ..أسعفَها .. ولا نَجواها
فِي عَقدِها الثَاني وفي مَيعِ الصِبا
لم تَحظَ .. حُضناً دافئاً ... يَهواها
وَطَنٌ ... كَبيرٌ ... جَنةْ ... وخَمائلٌ
ومَلاعِبٌ .. تَحلُو ... بِرَحبِ رُباها
لكنَّ .. وَحدَتَها .. وجَورَ ... زَمانها
قد أتعَباها ... والقَريبُ .... سَلاها
***
مَرَّتْ على صَخَبِ الحَياة جَميلةً
والحُزنُ شَارَكَها .. وَلَم .. يَنسَاها
لا الأُمُ ..حاضِرةٌ لِتمسَحَ .. دَمعَها
أبداً .... ولم تعرف اباً ... يَرعاها
هِيَ وَردةٌ بَيضاءٌ .. قَلَّ .. نَظيرُهَا
ومشاتِلُ الأَحلامِ ... عَزَّ .... لِقاها
لا يَنتهي عَصفُ الرَّياحِ ..لحِسنِها
كُلٌّ .. يُحاوِلُ .. أَن يَنالَ ... بَهاها
هِيَ .. عُرضَةٌ للعابثينَ ..ومَطلَبْ
وغَنيمَةٌ ... تَبدُو .. لِمَن ... يَلقاها
البَعضُ .. طَارَحَها الغرامَ ..مُنافِقاً
والبعضُ ..أعرضَ ناصِحاً .. إيّاها
***
ضَجًّتْ بها سُبٌلُ الحَياةِ ..صَغيرةً
وتَعَلقَتْ .... بالمُوبِقَاتِ ... يَداها
ضَاعَتْ مَحاسِنُها وطَار ..وقارُها
وكأن صَوتَ المَوتَ قَد ...ناداها
في الطابقِ العِشرينَ كانَتْ شُرفَةْ
فِيها خَيارُ المَوتِ .. قَد ...أَغراها
أدلَتْ بِشَعرٍ ...كالسَنابِلِ .. لاهِثٍ
وَهَوَتْ بِنَفْسٍ .. لَمْ تَنلْ ..دُنياها
واستقبَلَتها الأَرضُ ..مِثلَ غَمامَةٍ
شَقراءَ ... تَسكُبُ للربيعِ ..دمَاها
وَتَناثَرَتْ .. وَسَطَ الزَحامِ ..كأَنَّها
قِطعٌ الزجاجِ وأُغمِضَتْ ..عَيناها
كانَ الزجاجُ ..مُخَضَبَاً ..ومُكَسَراً
وَطَوَى بِسَاطُ الأرضِ ..كَلَّ مُنَاها
***
عبد الهادي الملوحي
الحقوق محفوظة
المصدر: واحة التحديد