دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

ما وراء الرمال .....
يحكى أن ....في زمن بعيد وسط رمال صفراء كوخ صغير لامرأة نبتت في العراء تحتضن طفلتها الصغيرة... لم تكن تعرف حدودا لزمان ولا لمكان ....بدأت حياتها حين فتحت عينيها ذات يوم لترى رمالا ممتدة ...مشت كثيرا وطفلتها فوق كتفيها حتى عرفت شجرة النخيل الوحيدة الممتدة في تلك الواحة.....
تساءلت كثيرا كيف نبتت في جوف الصحراء نخلة باسقة خضراء تحمل من الرطب ألذها وأشهاها ؟؟
كانت هذه الشجرة زادها وزوادها ....تجلس أمامها ساعات وابنتها في حضنها تحادثها ....تشير بيدها إلى السماء تشعر بقوة تزيدها صلابة ....تحاكي الغيوم المترامية وتبتسم ...
ذات ليلة سمعت صوته كان قويا ....ارتجفت في مكانها تسمرت للحظات ...انتظرت طويلا حتى لاحت خيوط الفجر الأولى ....خرجت لتراه لأول مرة. ...ذئب صغير لم يشتد عوده بعد ....ما الذي أوصلك إلى هنا ؟
أخذته بين ذراعيها ....أدخلته البيت ومرت الأيام .....
كل صباح ذات الرحلة التي اعتادتها مع ابنتها والذئب الصغير إلى تلك النخلة ....تتسلقها لتأتي منها برطب تكفيها مع ابنتها ولا تنسى أن تطعم الذئب الجائع ....
في أحد الأيام رأت حملا صغيرا نائما تحت النخلة ....ظلت طوال اليوم تسأله كيف وصل إلى هنا ولا تجدإجابة ...
في نهاية اليوم حملته بين ذراعيها احتضنته بقوة ....أهلابك فردا جديدا في عائلتي ..وتتابع الأيام رحلتها ....كبرت الطفلة واشتد عودها وقد اعتادت أن تذهب مع عائلتها إلى النخلة لتأخذ منها الطعام ....الحمل الصغير كبر أيضا وصار قادرا على مدهم بلبن سائغ عشقوا طعمه ...
كانت الطفلة تكرر على. واحتها الصغيرة نفس القصة ......كان ياما كان واحة ممتدة صفراء وامرأة وحيدة مع ابنتها وشجرة باسقة وكوخ حقير وذئب وديع وحمل كريم ...كم بودي لو نستطيع أن نجتاز هذه الصفرة .....أنا أدرك جيدا أن وراء تلك التلال حياة مختلفة أشعر أن اللون الأخضر يمتد فتورق الحياة ......تشير بيدها للشمس تخاطبهم قائلة : هناك وراء التلال لن تحرقنا الشمس هكذا .....الحياة هناك مختلفة ..هناك طعام مختلف وبشر كثيرون وتمضي الأيام .........
استفاقت ذات صباح لم تسمع صوت أمها .....بحثت عنها في كل مكان .....مشت كثيرا إلى أن وصلت إلى النخلة .....رأتها جثة هامدة ....لم تبك. ......لم تصرخ لطمت ثم حفرت حفرة جانب النخلة ووارت الجثة في التراب ....حضنت الذئب والحمل وأمضت يومها تخبرهم أن وراء الرمال خضرة كثيرة .....ترجو أمها أن تعود ..سنعبر الرمال ......غفت فوق قبر. الراحلة سويعات استفاقت بعدها لم تجد أحدا ....كان الذئب قد فتك بالحمل وترك لها قلبه وهرب بعيدا .....انهارت .....حملت قلبه الصغير بيدها .......حفرت قبرا آخر .....وارته التراب .....قبلت نخلتها .....ودعتها ....فاضت دموعها حلقت روحها بعيدا .....نظرت للسماء .....صرخت بقوة ....هناك وراء الرمال حياة أخرى ....قررت الرحيل إلى ما وراء التلال ...بقلمي 
السيدة غدير محمد وليد عبارة ....سورية /حمص 
كتبت في مصر-المنيا ٢٢/ ١٢ / ٢٠١٧م
ذات ليلة سمعت صوته كان قويا ....ارتجفت في مكانها تسمرت للحظات ...انتظرت طويلا حتى لاحت خيوط الفجر الأولى ....خرجت لتراه لأول مرة. ...ذئب صغير لم يشتد عوده بعد ....ما الذي أوصلك إلى هنا ؟
أخذته بين ذراعيها ....أدخلته البيت ومرت الأيام .....
كل صباح ذات الرحلة التي اعتادتها مع ابنتها والذئب الصغير إلى تلك النخلة ....تتسلقها لتأتي منها برطب تكفيها مع ابنتها ولا تنسى أن تطعم الذئب الجائع ....
في أحد الأيام رأت حملا صغيرا نائما تحت النخلة ....ظلت طوال اليوم تسأله كيف وصل إلى هنا ولا تجدإجابة ...
في نهاية اليوم حملته بين ذراعيها احتضنته بقوة ....أهلابك فردا جديدا في عائلتي ..وتتابع الأيام رحلتها ....كبرت الطفلة واشتد عودها وقد اعتادت أن تذهب مع عائلتها إلى النخلة لتأخذ منها الطعام ....الحمل الصغير كبر أيضا وصار قادرا على مدهم بلبن سائغ عشقوا طعمه ...
كانت الطفلة تكرر على. واحتها الصغيرة نفس القصة ......كان ياما كان واحة ممتدة صفراء وامرأة وحيدة مع ابنتها وشجرة باسقة وكوخ حقير وذئب وديع وحمل كريم ...كم بودي لو نستطيع أن نجتاز هذه الصفرة .....أنا أدرك جيدا أن وراء تلك التلال حياة مختلفة أشعر أن اللون الأخضر يمتد فتورق الحياة ......تشير بيدها للشمس تخاطبهم قائلة : هناك وراء التلال لن تحرقنا الشمس هكذا .....الحياة هناك مختلفة ..هناك طعام مختلف وبشر كثيرون وتمضي الأيام .........
استفاقت ذات صباح لم تسمع صوت أمها .....بحثت عنها في كل مكان .....مشت كثيرا إلى أن وصلت إلى النخلة .....رأتها جثة هامدة ....لم تبك. ......لم تصرخ لطمت ثم حفرت حفرة جانب النخلة ووارت الجثة في التراب ....حضنت الذئب والحمل وأمضت يومها تخبرهم أن وراء الرمال خضرة كثيرة .....ترجو أمها أن تعود ..سنعبر الرمال ......غفت فوق قبر. الراحلة سويعات استفاقت بعدها لم تجد أحدا ....كان الذئب قد فتك بالحمل وترك لها قلبه وهرب بعيدا .....انهارت .....حملت قلبه الصغير بيدها .......حفرت قبرا آخر .....وارته التراب .....قبلت نخلتها .....ودعتها ....فاضت دموعها حلقت روحها بعيدا .....نظرت للسماء .....صرخت بقوة ....هناك وراء الرمال حياة أخرى ....قررت الرحيل إلى ما وراء التلال ...بقلمي 
السيدة غدير محمد وليد عبارة ....سورية /حمص 
كتبت في مصر-المنيا ٢٢/ ١٢ / ٢٠١٧م

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 118 مشاهدة
نشرت فى 31 ديسمبر 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

559,405