دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

مضى زَمَنُ الأماني
شعر: صالح أحمد (كناعنة)
///
للَيلٍ يســتَـفيقُ على شُــجـوني
....... وعُـمـرٍ يســـتَـظِــلُّ بـأمـنِـياتي
وصبرٍ لا يُطيــقُ الصّبرَ مِثلي
....... وعُـذرٍ يَكتَــسـي ألــوانَ ذاتي
أبُــثُّ مَـرارَتي والـبَـــثُّ داءٌ
....... بِعُمــرِ مَـواجِعي يَرمي صِفاتي
ويُبقيني إلى تَشـــتاتِ عُـمـري
....... وهامِـشِ عالَمي يحلـو التِـفاتي
فلا صَـوتي تَـفَـتَّـقَ عن يَـقينٍ
....... ولا خَطـوي تَـوَلَّــدَ عَن ثَـباتِ
ولا جُرحي سَـقاني بَردَ عُذري
....... ولا دَمعـي شَــفيعـي في لِـداتي
ولا صَمــتي كَسـاني غيرَ ذُلٍ
...... دُخانَ اليأسِ صِرتُ لدى الحُواةِ
على نَحري وَقَفتُ شِفارَ سَيفي
....... فـأنكَرَني الـقَـتيـلُ مَعَ الجُـناةِ
على أفـقي نَثَرتُ رمادَ عُمري
....... نُبِذتُ مِنَ التُّـقاةِ، منَ العُـصاةِ
قَرَعتُ البابَ، بابَ العَطفِ عُذرًا
....... طُرِدتُ منَ الرُّؤى ماضٍ وآتِ
دخلتُ ممالِكَ الأهـواءِ غَــرًّا
.......أُطيعُ على الغِـوى قَسرًا غُواتي
أنا الأندى هُـناكَ بُطــونَ راحٍ
....... ولكني شَــقـيـتُ بـأُعـطِـياتي
هـنـالِكَ أنكَرَ الغـاوونَ كَفّي
....... ولم تَـقـبَـل ظِلالي ذِكرَيـاتي
بعيدًا عن دموعي عن جِراحي
....... بعيدًا عن جُذوري عن رُفاتي
هَوَت بَغدادُ فاستّدعيتُ نَبضي
....... فَخالَـفَـني، ولم تَـفـزَع قَـنـاتي
ورُحتُ أُسـائلُ الأحلامَ عُـذرًا
....... وأنبِـشُ مَجدَ حطينَ الفَـواتِ
وسافَــرَ مَدمَعي لـيَرومَ صوتًا
....... بأندَلُـسِ المَـلامَـةِ والعِــظاتِ
هوى صوتي على أطلالِ مَجدي
....وصارَ المَوتُ صوتَ مُوَشَّحاتي
ألا يا ليلُ مَن سَــيَصونُ كَرمي
......وقَد عَطَّلتُ زَحـفَ الصّافِـناتِ
وعُدتُ أسـائِلُ الكُثبانَ عَونًا
.......على شوقي، فأشواقي عِداتي
فعَـزَّ بها على المَطرودِ حِضنًا
.....مضى زَمَنُ الحِمى فَخرُ الحُماةِ
بعيدًا عن أصولي صرتُ صوتًا
.......تَعَـرّى في مَـطاراتِ الشَّـتاتِ
ألاحِقُ من حَنين الروحِ لـونًا
....... تَــنـاهى مِن أنيـنِ الأمّـهـاتِ
فَـتَنسَــلِخُ الأماني عن صَداها
.......وتَـنفَـصِـمُ الـنَـواةُ عـنِ الـنَواةِ
وتُطفِئَ دَمعَتي أشـواقَ روحي
.......فَـما شَــوقي بليلِ الظّاعِـناتِ؟
وما صبري وخطوي صارَ خَصمي
.......رَماني في سَــرابِ البارِقـاتِ؟
وما أبـقى لقلبي مِـن دَلـيـلٍ
....... سِوى وَلَعي بخارِطَةِ انفِلاتي
فأنزِفُ في بلاطِ الرومِ روحي
....... ويسـكَرُ يزدَجِردٌ من أهــاتي
فلا لَوني يُشـابهُـني، وصوتي
....... نَعاني في الـرّعِــيَّـةِ والـرُّعاةِ
غَـريـبٌ خانَني وعـدي لِـذاتي
....... وأسـقاني جُـنـونَ تَـناقُـضاتي
ضَلَلتُ، أهيمُ عِشقَا في ضَلالي
..... مُجيري مَن شُكاتي، مِن قُضاتي
وغبتُ أرومُ حظًّا في غِـيـابي
....... فـأغـرَقَـني بِسـحرِ تَـداعِـياتي
نَما بي سِــرُّ إنساني لأبـقى
....... أعـيرُ دَمي حُروفي الخالِـداتِ
فمن يا ليلُ خانَ سكونَ حرفي
....... ومَـن عَـرّى أنينَ الأغـنِـياتِ؟
ومن أشقى الكلامَ بلونِ شَكّي
.......ومن أهدى المعاجِمَ سَفسَطاتي؟
ومن سَـلَّ المَعاني مِن لِساني
....... لترتَكِبَ الزُّحـوفَ تَخـيُّلاتي؟
ومَن بالشِّـعرِ أغراها نُجومي
......ليَستَعصي السُّباتُ على سُباتي؟
أنـا يا ليلُ بتُّ أخافُ مِـني
......ومِن خُطَبي ونجوى وَشوَشاتي
من الجَفنِ الذي يشتاقُ صَحوي
......من الصّحوِ الذي يشكو مَواتي
من الصّمتِ الذي يقتاتُ صَمتي
.......ويكتبُني بســـفرِ المُعـجِـزاتِ
من الحَرفِ الذي قَـد فَـرَّ مِنّي
....... لِـيَمنَحَني قبيح الـتّــرجَـمـاتِ
من الموتِ الذي قد صارَ لَوني
....... ومُـتَّهِـمي بِـسَـعــيي للــنَّـجاةِ
أنا يا ليــلُ مَن فارَقتُ ظِـلّي
....... لأسـكُنَ في سَـرابِ الغابِراتِ
هَوتْ قُدسي وكنتُ أرومُ عُذرًا
.......على عُذرِ السّـيـوفِ المُغمَداتِ
بكت شـامي فَرُحتُ أريدُ سَـترًا
....... لِـشَــكواهـا بِأوكارِ ا لــزّنـاةِ
ذُبِحتُ وما أخذتُ بإرثِ ماضٍ
....... ولـكـنّي جُلِـدتُ بِـفَـيـهَــقـاتي
أنــا المَصلــوبُ كلٌّ جَزَّ رأســي
....... ومَوتي سِـرُّ طوفانِ الطُّـغاةِ
ألا يـا غَـضبَةَ الشّـريانِ كوني
....... نَدى الـثُّـوّارِ صبرَ الـثّائِــراتِ
وكوني يا جِـراحـي للــثَّـكالى
....... إذا نـادوكِ ثالِـثَـةَ الــرّئـاتِ
أمِـدّي بالـنَّـشـيـجِ المُـرِّ حُرّا
....... تَـعَمَّدَ للكِفـاحِ دِما الـثَّـبـاتِ
فَـقَـد يحيـا ضَميـرٌ في قُلوبٍ
....... عَماهـا الكِبرُ باتَت مُظلماتِ
فعـاثوا في مَـواطِـننا فَـسـادًا
.......وتاهـوا في جُنـونِ الـقاصِفاتِ
أبـادوا كل رائِعَـةِ الـمَعـاني
....... تَـمادوا في عَـذابِ الكائِـناتِ
ونَـمّي بي غِـمارَ الرّوحِ كوني
.......مدادَ الصّبرِ مِسكَ التَّضحِياتِ
فقد ولّى زمانُ مَن اسـتَـبَـدّوا
....... بأقدارِ الشُّـعـوبِ مِن البُغـاةِ
وكلُّ رصيدِهم في الكونِ حَرفٌ
....... تجَرّدَ مِـن مَعاني المَكرُماتِ
لأبقى فَــوقَ أوطاني شَـريـدًا
.......على ظَـمَـأٍ ويَـبكيـني فُـراتي
ونيلي في انشغالٍ عن هُـمومي
....... يغارُ على الـبُكاةِ منَ البُكاةِ
وصَحـرائي تَـئِنُّ بِلا جِراحٍ
....... وقد ناءَت بإرثِ العائلاتِ
أنا يا ليلُ من فارَقتُ عُذري
....... لأخـرج من أباطيـل الـرّواةِ
من الصّوت الذي لا صوتَ فيهِ
....... مِـنَ اللّـونِ المُـمَهِّـدِ للـوَفـاةِ
من الصّمت الذي يقتاتُ عمري
.......من الوعدِ المُخَدِّرِ، من لُهاتي
لأرفعَ رايَـتي عُـنـوانَ مَجدي
....... أطاعِـنُ كلَّ جَبـارٍ وعـاتِ
فلي شَـرَفُ الفِـدا لتُرابِ قُدسٍ
.......تُحاضِـنُهُ دمـوعُ الـفـاضلاتِ
سـأفدي بالـدّما إنسانَ أرضي
....... ليولَدَ بي هَـديرُ السّـاقِــياتِ
:::::: صالح أحمد (كناعنة) ::::::

المصدر: مجلة عشتار الالكترونية
magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 54 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2017 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

559,482