قراءة في قصيدة " العباءة الحمقاء " للشاعرة السورية/نفن مردم 
بقلم : ثروت مكايد
(4-؟)
تبدأ الشاعرة في تفصيل ماأجملته في سطرها الأول ، ومن ألوان البلاغة : التفصيل بعد الإجمال ..
ولعلها سمعت إنكارا من المجتمع أو انتقادا لنبرة التحدي في كلامها ، فجاءت ب : 
" تستفزني..
تمتص أواخر الرحيق ، 
من روحي ونفسي " ..
والمرأة في أعمق توصيف لها : سكن ..
وهذا السكن لا يتفق بحال مع وضع الاستفزاز .
والرجل حين يتغابى ، يتعالى ..
وحين يتحامق أو يفقد رجوليته ، ولا يبقى منه غير ذكورة مصطنعة أو بقايا رجل فإنه لا يكف عن زرع بذرة القلق داخل الأسرة ..
والأسرة المرأة ..
حتى وإن لم ينفذ الرجل ما يتوعد به ..
إنه يصل في خسته في وضع المرأة على حافة انتظار كارثة ..
وعندي أنا كاتب هذه السطور أن انتظار الكوارث كوقوعها ..
وكيلا أكون ممن يطلق القول دونما بينة فهاك مثلا : 
الزواج من أكثر من واحدة حتى أربع نسوة ، مباح في شرعنا الحنيف لحكم كثيرة جدا حتى إن بعض الدول طبقته حين ألجأتها الظروف إليه ..
وهو بعد مباح أي لا يخرج عن هذا الحكم إلا بشروط يدركها أهل الفقه في الدين ..
وإذن فالزواج ذاته ليس فرضا يجرم تاركه ، وقد كان من أكابر العلماء من لم يتزوج مثل الإمام الطبري ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ومئات بل ألوف غيرهما ممن وصلوا إلى درجة من العلم في الدين عظمى بل من الأنبياء من لم يتزوج مثل يحيى وعيسى عليهما السلام ..
فالزواج من واحدة أو أكثر ليس له علاقة ألبتة بالتدين من عدمه غير أن الرجل اللزج لا يكف عن تهديد المرأة بالزواج من أخرى ! ..
فإذا سألته عن علة ذلك لم ينبس ! ..
وثمة من لا يعرفون عن الإسلام غير التعدد ..تعدد الزوجات غير ناظرين إلى أن العلة تدور مع المعلول وجودا وعدما ..
وهناك من صور الاستفزاز النفسي الكثير الكثير وهي حالة تدعو لثورة المرأة على هذا الظل ..
ظل الرجل النذل ...
وإلى لقاء نكمل فيه الإبحار في عالم نفن مردم الشعري.