بقلم محمد عطية
لا تراني بعين من حدّثك عنّي ، وَ اسمع مني لا تسمع عنّي ، وَ أنقد قولي وَ أترك شخصي ؛ فإن كنت كذلك ! فأنا منك وَ أنت منّي .
لا, تسمع عنه وإسمع منه هو, عاشره, اقترب منه, فإذا عاشرته سيتبين لك هل هو بهذه الصورة السيئة التي رسموها لك أم هو عكس ذلك, وربما يرسمون لك صورة جميلة له أنه الطاهر الطيب الجميل, فبمعاشرتك له أو حتى باحتكاكك به سيتبين لك ما يقولون.
اسمع منه ولا تسمع عنه؛
لا تبتعد عن أحد أو ترسم لأحد صورة فقط لأنك سمعت عنه, نعم ارسم له صورة أولية فقط لا تبني عليها قرارات في حق هذا الشخص مثل أن تبتعد عنه, ولكن ارسم له صورة نهائية بعد أن تتعامل معه ليس شرط أن تعاشره ولكن على الأقل تعامل معه ثم احكم عليه.
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"
لا تسمع عني بل اسمعني، اسمع مني، تواصل معي، حتى وإن كانت تنتابك الشكوك، صدق ما أقول ولتكن التجربة برهاناً، ولكن لا تحكم عليّ بناء على مواقف مسبقة لا يوجد لها أي دليل.
ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن بالاخرين
فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.
إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين المجتمع
فلا تحمل الصدر غلاًّ ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم :
فعن أبي هريرة قال، قال رسول الله :
"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا"
لا تسمع عنى وإسمع منى و إنزال النفس منزلة الغير:
فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه
لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه:
{لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً}
"لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً".
ساحة النقاش