القلق العام والاكتئاب والأمراض الجسدية التى ترجع لأسباب نفسية هي أكثر الأمراض التي تنال من نفسية المصريين، والتي تصيب 17 من كل 100 شخص من ساكني المحروسة، بما يجاوز 13 مليونا من إجمالي المصريين. وهو مايجعلها تتفوق علي مرض السكر الذي تبلغ نسبة انتشاره 12% وفيروس سي الذي يصيب 14%. واللافت أيضا أن سكان الصعيد والأرياف ليسوا أحسن حالا من سكان القاهرة في المعاناة من المشاكل والاضطرابات النفسية. وذلك وفقا لما كشفته دراسة أجريت بالتعاون بين الأمانة العامة للأمراض النفسية بوزراة الصحة ومنظمة الصحة العالمية علي أكثر من سبعة آلاف وربعمائة مواطن ممن تتراوح أعمارهم 18 عاما فأكثر في 10محافظات هي القاهرة والجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان. وبحسب الدكتور عماد حمدي استاذ الطب النفسي بطب القاهرة ورئيس وحدة الأبحاث بالأمانة العامة للأمراض النفسية بوزارة الصحة والباحث الرئيسي بالدراسة، ان سكان الصعيد لديهم وعي وصراحة حيال الحديث عن المرض النفسي علي عكس الصورة المتوقعة ان الحديث عن المرض النفسي هو من المحظورات لديهم. ووفقا للدراسة جاء انتشار الامراض النفسية بنسبة 16.4% في الصعيد مقارنة بنسبة 18.5% في القاهرة و16.9% لمحافظات الوجه البحري. وتشير دلالات هذه الأرقام إلى تفشي الأمراض النفسية بين المصريين مثلها مثل الأمراض المزمنة كالسكر والضغط. بما يوجب إعطاء مزيد من الانتباه لنوعية هذه الأمراض والتعامل معها. مشيرا إلي أن من بين الحالات التي تعاني من الاضطرابات النفسية 0.4 % منهم فقط هم من يتلقون العلاج في حين بلاد أخري مثل أمريكا 30-40% من المرضي مقيدين في برامج علاجية. ومن الملاحظات التي أكدتها الدراسة هي قابلية النساء للإصابة بالأمراض النفسية أكثر من الرجل بنسبة 1.5: 1. كما يعتبر الأشخاص الأقل حظا من التعليم أوالأقل نصيبا في المستوي الاجتماعي أوالأقل إحساسا بالرضي عن أحوالهم المعيشية والأقتصادية هم الفئات الأكثر استعدادا للاضرابات النفسية المختلفة. يضاف لهم الأرامل والمطلقات والرجال الذين يفتقدون الي فرصة العمل. ويوضح الدكتور عماد حمدي ان انتشار الأمراض النفسية في الصعيد يساوي لما هو عليه الحال بين سكان القاهرة وأيضا مساو تقريبا للمواطنين في أمريكا، وفقا للأبحاث والإحصائيات العالمية. ولكن توجد اختلافات في طبيعة المرض عن الدول الأخري، ومنها مفهوم المرض النفسي فغالبية المصريين يرجعون المرض النفسي للاعتقاد بالقوة الخفية أوالأرواح. كما يشيع بينهم اللجوء إلي المعالجين غير التقليديين كالدجالين والمشعوذين. أيضا هناك اختلاف في نوعية الأمراض النفسية فمثلا يكثر بين المصريين الإحساس بأن الشخص ممسوس أوملبوس، كذلك تكثر نسب الاصابة بمرض الهيستريا وهي الخلل في الوعي نتيجة المشكلات ومحاولات الهروب منها يضاف لذلك نوبات الفزع والقلق العام.
صدى الأخبار العربية
Sada Arabic News شعارنا الشفافيه »
صدى العربية
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
468,717
صدى العربية
شارك في نقل الحـدث
ساحة النقاش