مقال للدكتورة / رهام حجة ( كيان 2011 )
العلاج عن طريق ركوب الخيل هو واحدة من الوسائل العلاجية الحديثة نسبياً والذي بدأ ينتشر مؤخراً في علاج الكثير من حالات الإعاقة وأهمها حالات الشلل الدماغ والصلب المفتوح والعديد من الاضطرابات الحركية والحسية سواء كانت للأطفال والبالغين .
تعتمد هذه الوسيلة العلاجية في المقام الأول على التوافق الحركي بين حركه الحصان وراكبه حيث تنتقل تموجات الخيل الناتجة من تحركه للأمام والخلف أثناء سيره مباشرة إلى فهم الطفل، فتساعده على فهم كيفية حركة الإنسان السليم، من خلال إدراك المعاق لها رغم افتقاد الشعور بها. اذا فهي وسلية شبيه بالسوائل التي نستخدمها حالها في التحفيز الحسي الحركي وتحفيز الإتزان كطريقة بوباث وغيرها فلماذا الحصان تحديدا ؟ وما الذي يميزه عن أدواتنا العلاجية من كرات إتزان وغيرها ؟
أولا حركة الحصان ديناميكياً لا يمكن الحصول عليها إلا عن طريق هذه الحركة الأمامية الخلفية التي تصدر عن الحصان , وهنا يستوقفنا سؤال أخر ماذا لو استخدمنا حصان الذي يوفر علينا بالتكلفة بالإضافة أن السيطرة عليه تكون أسهل ؟
وهنا تجيبنا الأبحاث أن الحرارة المنبعثة من الحصان لها تأثير قوي على إرتخاء العضلات خلال وضع التمرين إذاً فنحن نحصل على الحرارة والتمرين في آن واحد وبالتالي نخفف من ارتفاع نغمة العضلة في حال وجودها
بالإضافة إلى الشعور الذي تبعثه شعيرات الخيل نفسها وما لها من تأثير في التحفيز الحسي أثناء الجلوس عليه.
والنقطة الأخيرة هي أنه أثناء ركوب الخيل يبذل الشخص المعاق جهداً معيناً في البقاء على الوضع الصحيح للجسم وتوازنه ويقوم بتحريك مجموعة من العضلات اللازمة لذلك.
وهذه الحركات التي يقوم بها أو يساعده المختص على القيام بها من خلال تعليمات شفهية محددة أو مساعدة يدوية تفيد جدا في تطوير توازن الجسم وفي تحسين وتطوير الحركة في مجموعة مهمة من عضلات الجسم وتقويتها مثل عضلات الظهر وعضلات الرجلين ومجموعة أخرى من العضلات الصغيرة في الجسم، ويمتد هذا التأثير الجيد إلى حركة المفاصل وليونتها ووضعية الجسم.
أذاً باختصار فوائد ركوب الخيل حركياً هي التالي :
- تكمن في أنه يحسن التوازن ويقوي العضلات .
- يسرع الإستجابات.
- يزيد السيطرة على وضعية الجسم .
- يخفف التشنج .
- يزيد في مجال حركة المفاصل .
- يمدد العضلات القاسية والمتشنجة ويرخيها.
- يزيد القدره عل التحمل .
- ويحسن إدراك مجال الرؤية.
بالإضافة إلى الجانب الحركي والصحي فإن استخدام الخيول لها آثار نفسية على المريض حيث أنها تعزز ثقته بنفسه وتحسن قدرته على الإحساس بالمخاطر وتساهم في دمجه في المجتمع بثقه لإحساسه أن ركوب الخيل يحتاج إلى مهارة عالية
ويمككنا من خلال هذه الفوائد أن نتوقع من هي الفئات المستفيدة من هذا العلاج ومن ضمنها كما ذكرنا سابقاً الأطفال المصابين بالشلل الدماغي وإصابات العمود الفقري , الجلطات الدماغية ,حالات فقدان الأطراف وحالات الضعف الحسي والبصري .
ويقوم بمهمة التدريب على هذه الوسلية العلاجية أخصائي العلاج الطبيعي والوظيفي بالإضافة إلى مدربي الخيول إن لم يكون المعالج قادراً على السيطرة على الخيل.
ولا يقتصر العلاج على الجلوس على ظهر الخيل فيمكن استخدام وضعيات مختلفة مثل النوم على الظهر أو البطن أو الوقوف في حال كانت المهارة أعلى والإشراف أعلى على الطفل.
هل هناك مخاطر من ركوب الخيل للمعاقين؟
البرنامج العلاجي بركوب الخيل يصممه في العادة فريق عمل مكون من الطبيب والمختص بالعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وتخصصات أخرى. وقبل البدء بإعداد البرنامج العلاجي يتم إجراء تقييم طبي ونفسي وحركي شامل للشخص المعاق من أجل ملاحظة مدى ملاءمته لهذا النوع من البرامج العلاجية وبشكل خاص من أجل ملاحظة وجود أمور معينة تشكل خطراً على الشخص المعاق عند ركوبه الخيل مثل تشوهات معينة في العمود الفقري أو عضلات الرقبة أو اضطرابات عصبية خاصة وغير ذلك من الأمور الطبية.
والذي يقوم بتدريب الطفل على ركوب الخيل هو شخص مؤهل تلقى تدريباً خاصاً بذلك وغالبا ما يكون من المختصين بالعلاج الطبيعي أو الوظيفي مع تدريب إضافي على برامج العلاج بركوب الخيل. والمدرب هنا يستخدم الخيل وحركته كوسيلة علاج من خلال تدريب الشخص المعاق على الجلوس بوضعية معينة أو القيام بحركات خاصة. ويكون في العادة كذلك هناك متابعة طبية للشخص المعاق لملاحظة أي تغيرات عصبية أو عضلية في الجسم.
ومن الحالات التي لا يمكنا استخدام العلاج بركوب الخيل الأطفال الذين لا يستطيعون الاتزان في الجلوس وليس لديهم ثبات في عضلات الرقبة نهائياً والحالات التي تعاني من تشجنات أو خلع في مفصل الورك .
باختصار تعد هذه الوسيلة العلاجية نقطة مضيئة في عالم التأهيل حيث أثبتت وسوف تثبت المزيد من من فعاليتها في علاج اطفالنا
د /رهام حجه جمعيه كيان
ساحة النقاش