يرى بعض علماء التحليل النفسي وخاصة في الستينيات أن التوحد سببه سوء معاملة الوالدين للطفل،ولقد كان كانر أول باحث كتب في دور العوامل الوالدية كاحد أسباب هذا الاضطراب وقد وصف والدي الطفل التوحدي بأنهم أذكياء وميالون إلى الاستحواذ واعتادوا على وضع قواعد كبدائل للتمتع بالحياة وهم يتسمون بالبرود العاطفي وأحيانا قلقين .
وفي دراسة لنرود وآخرين Lenerd 1965 توصلوا إلى أن والدي الأطفال التوحديين يوجهون أسئلة واستفسارات أكثر مما فعلت أسر الأسوياء
أما بتلهيم Battle him 1976 فقد افترض أن التوحدية تنشأ من الخبرات المبكرة الغير مشبعة من قبل الوالدين وتشيربعض الدراسات إلى أن الأطفال المصابين بالاضطراب التوحدي تكون بيئتهم أقل تفاعلية وتتسم بالجمود والانسحابية والميل إلى العزلة مما يؤثر على قدرات الطفل من حيث نموه النفسي والاجتماعي وعلاقته بالآخرين واهتماماته وأنشطته حيث لن تجد مبادرات الطفل الدعم اللازم من قبل الوالدين ولا توفر له البيئة الاستشارة اللازمة لدفعه إلى عملية التعلم والنمو ولقد ظهرت بعض البحوث الحديثة لتؤكد عكس ذلك وهو أن والدي الطفل التوحدي لا يختلفان جوهريا عن والدي الطفل الذي يعاني من مشكلات عضوية سيكاترية . ومنها دراسة ميروا وآخرين Mwer , M , k & Others 1972 عند مقارنتها بين خصائص والدي الأطفال التو حديين ووالدي الأطفال ذوي المشاكل السلوكية ولم تتوصل الدراسة إلى وجود خصائص نفسية أو بيولوجية لوالدي الطفل التوحدي وتتفق مع هذه النتائج دراسات بايس وميرل Byassee & Murrel مع الدراسات السابقة في عدم وجود فروق بين خصائص والدي الأطفال التوحديين ووالدي الأطفال العاديين .وفى الحقيقة ومن خلال التواصل بينى وبين العديد من أولياء أمور أطفال توحديين لاحظت أن معظم أباء الأطفال التوحديين (مختلفين) فعندما تتعامل معهم تشعر أن هناك شي مختلف عن الآخرين في بعض الأحيان أذكياء وفى أحيان أخرى مضطربين وفى بعض المرات لديهم العديد من الاستفسارات وهنا نتساءل لماذا هم كذلك وهنا لا بد من أن نأخذ في الاعتبار طبيعة الظروف الخاصة التي يمرون بها الوالدين فوجود طفل منعزل في عالم خاص به عاجز عن الاتصال قد يمثل حالة خاصة بالنسبة للوالدين ينتج عنه تغيرات فى السمات الشخصية الخاصة بهم مما يجعل ردود أفعالهم غريبة في بعض الأحيان وقد يودى هذا إلى ردود أفعال عكسية على الطفل نفسه وينتج عنه معامله خاصة خالية من التواصل الفعال للطفل مما يدعم المرض وقد يكون الخلل في طبيعة المواجهة التى يواجهها الوالدين مع هذا اللغز الغامض الذي يسمى بالتوحد وقد يكون هذا ما يحدث فى معظم الأمراض طويلة المدى فنتيجة لطول المرض وعدم الشفافية فى هذا المرض فالأسباب غير معروفة وأساليب العلاج غير معروفة كما أن التوحد خاص بأساليب التعامل والتواصل والتفاعل مع الاخرين فهو يمثل تهديد للاحتكاك المباشر بالعلاقات الإنسانية كما انه يمثل تهديد للأسرة من خلال نظرة المجتمع لهذا الطفل الذي يراه البعض على انه( مجنون) ويراه الآخرون على انه (عبيط) ويراه البعض نتاج للوراثة ويراه البعض نتاج للتربية الخاطئة ويتبرع البعض بإعطاء النصح للوالدين عن أساليب التربية الصحيحة وعن أنواع العلاجات السليمة والغير سليمة وربما كان الوالدين من أصحاب المؤهلات الثقافية والاجتماعية العليا وربما كانت مؤهلاتهم تجعلهم اعلي بكثير ممن يقدمون لهم أساليب النصح والإرشاد ولقد رأيت ذلك بنفسي فوجدت بعض أصدقاء الأهل يقدمون النصح بالذهاب إلى الدجالين لإخراج الجان من جسد الطفل أو إعطاء أعشاب معينة ويضطر الاهالى إلى إتباع ذلك فى محاولة منهم لإتباع كافة الوسائل والسبل لمحاولة الخروج بالطفل من هذا النفق المظلم ومن هنا يمكن القول أن السبب في اختلاف الوالدين قد يعود في الأساس إلى طبيعة العلاقة القائمة بين الوالدين والطفل بعد تشخيص الحالة ذلك لان كل البحوث والدراسات التى أجريت على الوالدين لم تجرى الا بعد تشخيص الطفل وليس قبل عملية التشخيص
المصدر: www.kayanwgypt.com
نشرت فى 14 نوفمبر 2010
بواسطة kayanegypt
جمعية كيان لرعاية ذوي الإحتياجات الخاصة
جمعية أهلية , لا تهدف للربح . تعمل في مجال رعاية و تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تقديم الخدمات التأهيلية لهم بشكل متكامل , بواسطة فريق من المتخصصين. تهدف إلى تقديم نموذج رائد للتأهيل في مصر و الوطن العربي, و تنمية و تاهيل الكوادر المتخصصة و تكوين توجه إيجابي »
تسجيل الدخول
ابحث
أقسام الموقع
عدد زيارات الموقع
1,701,017
مركز كيـــان للتدريب
" إن التدريب بمثابة إستثمار للموارد البشرية المتاحة في مختلف مستوياتهم و تعود عوائده على كل من المؤسسة والموارد البشرية التي تعمل بها "
- بدأت فكرة إنشاء مركز كيان للتدريب والتنمية والاستشارات في بداية عام 2007 حيث عقد مجموعة من الدورات التدريبية التمهيدية في جمعية كيان للوقوف علي مدي احتياج مجال التربية الخاصة وذوي الاحتياجات الخاصة للتدريبات.
- بدأ تجهيز قاعة مخصصة لمركز التدريب في بداية عام 2008 و بدأ النشاط الفعلي للمركز في شهر مارس 2008.
ساحة النقاش