من هو المعاق سمعياً؟
من الناحية الطبية: هو ذلك الفرد الذي أصيب جهازه السمعي بتلف أو خلل عضوي منعه من استخدامه في الحياة العامة بشكل طبيعي كسائر الأفراد العاديين.. وقد يكون هذا الخلل قد أصاب الأذن الخارجية أو الوسطى أو الأذن الداخلية .
من الناحية التربوية: هو ذلك الشخص الذي لا يستطيع الاعتماد على حاسة السمع لتعلم اللغة أو الاستفادة من برامج التعليم المختلفة.. ويكون هذا الشخص بحاجة إلى برامج تعليمية خاصة تعوضه عن فقدان السمع.
هذا بالنسبة للمعاق سمعيا أما ضعيف السمع : فهو الشخص الذي يعاني من فقدان في القدرة السمعية قد يمكنه تعويضها بالمعينات السمعية وارتفاع شدة الصوت ، و لا يحتاج إلى برامج تربوية خاصة للاستفادة من التعليم مع ضرورة استخدام المعينات السمعية ؛ إذ بدونها يتحول ضعيف السمع إلى معاق سمعيا .
ما هي أسباب حدوث الإعاقة السمعية ؟
أولا : العوامل الوراثية و إصابة الأم الحامل بالأمراض مثل الحصبة الألمانية أو الحمى الشوكية – تناول الأدوية أثناء الحمل – التعرض لأشعة اكس و نقص الأكسجين عند الولادة .
ثانيا : العوامل المكتسبة بعد الولادة مثل ارتفاع درجة الحرارة للطفل وإصابات البرد المتكررة –التهاب الأذن الوسطى– الحصبة العادية والنكاف وثقب الطبلة نتيجة التعرض لأصوات عالية .
كيف نستدل على وجود إعاقة سمعية لدى الطفل ؟
في حال لم يتم اكتشاف الإعاقة مبكرا.. بإمكاننا ملاحظة إحدى العوارض التالية :
· الشكوى من آلام في الأذن أو صعوبة السمع و عدم الارتياح لوجود أصوات غريبة في الأذن أو رنين مستمر.
· الحرص على الاقتراب من مصادر الصوت و رفع صوت التلفاز بشكل مزعج للآخرين .
· إفرازات الأذن وصعوبة التنفس نتيجة التهابات الإذن الحادة .
· عدم الانتباه والاستجابة للمتكلم حين يتكلم بصوت طبيعي.
· التأخر الدراسي وخاصة في الاختبارات الشفوية .
· يتوقف الطفل عن إصدار الأصوات منذ الأشهر الأولى من عمره .
ما هي أنواع الإعاقة السمعية؟ و كيف تصنف ؟
تصنف الإعاقة السمعية حسب ثلاثة محاور:
أولا: حسب المرحلة العمرية :
1- صمم ما قبل اكتساب اللغة أو الصمم الولادي : وهم الأفراد اللذين يولدون بالإعاقة أو تحدث لهم في المراحل الأولى من الطفولة قبل أن يكتسبوا اللغة وبالتالي هم يجدون صعوبة في إنتاج اللغة واستخدام الكلام كطريقة للتواصل .
2- صمم ما بعد اكتساب اللغة: هؤلاء الأفراد قادرين على إنتاج اللغة نظرا لاكتسابها قبل الإصابة بالصمم.. مع ضرورة توفير المعينات السمعية ( أي السماعات الطبية ) حتى تتم عملية التواصل بشكل فعال.
ثانيا: حسب الخسارة السمعية :
1- الإعاقة السمعية البسيطة : مقدار الخسارة السمعية هنا من 20 – 39 ديسبل وهؤلاء تكون مشكلة السمع لديهم بسيطة ويستطيعون التعلم ضمن مدارس العاديين .
2- الإعاقة السمعية المتوسطة : مقدار الخسارة السمعية عندهم من 40 – 69 ديسبل يطلق عليهم ضعيفي السمع ، لديهم صعوبات في السمع لكنه قادرين على التعلم في المدارس العادية باستخدام المعينات السمعية .
3- الإعاقة السمعية الشديدة : تكون الخسارة ما بين 70 – 89 ديسبل وهؤلاء الأفراد لديهم مشاكل أكبر في التواصل وتعلم اللغة ويحتاجون لخدمات تربوية متخصصة .
4- الإعاقة السمعية الشديدة جدا : تزيد الخسارة السمعية هنا عن 90 ديسبل وهم أيضا بحاجة لخدمات تربوية متخصصة .
ثالثا: حسب مكان الإصابة :
1- ضعف السمع التوصيلي: تكون الإصابة في الأذن الخارجية والوسطى فقط وتؤدي إلى ضعف سمعي بسيط ويمكن معالجته بمعالجة السبب.
2- ضعف السمع العصبي: وتكون الإصابة في الأذن الداخلية وخاصة المنطقة الواصلة بين الأذن والمخ ، تكون فرص العلاج أضيق ولا بد للمصاب من استخدام المعينات السمعية .
3- ضعف السمع المختلط : وتكون الإصابة في أجزاء الأذن الخارجية والوسطى والداخلية ؛ ما يؤدي إلى وجود ضعف سمعي توصيلي وحسي عصبي في آن واحد وقد يصعب علاج مثل هذه الحالات .
ما هي البرامج التربوية للمعاقين سمعيا؟
تقدم البرامج التربوية للمعاقين سمعيا بشكل يختلف عن أقرانهم العاديين إذ لا بد من إتباع إحدى طرق التواصل التالية خلال البرامج التعليمية أو حتى في الحياة العامة:
1- التواصل الشفهي: ويتم تعليمهم هنا عن طريق الكلام وقراءة الشفاه.
2- التواصل اليدوي: أي استخدام لغة الإشارة أو التهجي الإصبعي أثناء التواصل معهم.
3- التواصل الكلي: ويكون بدمج التواصل الشفهي مع اليدوي حسب الموقف التعليمي.
كيف تكون الوقاية من الإعاقة السمعية ؟
- الوقاية من العوامل الوراثية بتجنب زواج الأقارب.
- العناية بصحة الأم الحامل ووقايتها من الأمراض وتوفير التغذية الضرورية.
- الوقاية من أمراض الطفولة من خلال التحصين ضد الأمراض باللقاح المناسب.
- معالجة أمراض الأذن وعدم إهمالها.
- التشخيص المبكر لأمراض الأذن واكتشاف الحالات مبكرا وتوعية الأهالي والمعلمين بذلك.
ماذا عن إختبارات قياس السمع?
اختبارات فحص السمع .. بعضها بسيط وأخرى معقده
تساعد اختبارات فحص السمع الطبيب على تحديد نوع الصمم، والى أي درجة يؤثر على قدرة الإنسان السمعية.
وأبسط اختبارات السمع ما يعرف باختبار(رين) واختبار(ويبر) باستخدام الشوكة الرنانة.
في اختبار رين توضع الشوكة الرنانة المهتزة أمام عظمة الخشاء وهى عظمة بارزة في الجمجمة خلف الأذن،لاختبار قدرة العظمة على توصيل الصوت. ثم توضع الشوكة بالقرب من قناة الأذن الخارجية لاختبار توصيل الهواء للصوت.
في حال الإصابة بما يعرف بالصمم التوصيلي، يكون العظم أكثر قدرة على التوصيل لأن الذبذبات تسير عبر العظم إلى القوقعة، فتتجاوز بذلك مشكلة الأذن الخارجية أو الوسطى.
أما في الأذن السليمة أو تلك التي بها صمم حسي عصبي، فإن الهواء يكون أكثر قدرة على توصيل الصوت من العظم لأن الصوت ينتقل بصورة أكثر كفاءة من خلال جهاز الأذن الوسطى السليم أفضل من انتقاله عبر العظم.
أما في اختبار ويبر والذي يستخدم في تشخيص الصمم الأحادي الجانب، فإن الشوكة الرنانة المهتزة توضع على منتصف الجبين، فان كان هناك صمم توصيلي، ستسمع الأصوات بشكل أفضل فى الأذن المصابة بضعف السمع ، وذلك لان الأذن لم تصب بالتشتت من الأصوات الخارجية وذلك لعدم وجود عيوب أو إصابات فى الأذن الخارجية والوسطى.
الاختبار السمعي أكثر تعقيدا، وينبغي إجراؤه على يد متخصص.ويرتدى فيه المريض سماعات رأس مبطنه بعازل للصوت، ويجلس داخل غرفه معزولة الصوت، ومن ثم يستمع إلى الأصوات التي تنقل إلى إحدى الأذنين فقط في كل مرة.
وبرفع تردد الأصوات بالتدريج من التردد المنخفض إلى التردد المرتفع إلى أن يتمكن المريض من سماعها.
كما يتم اختبار المريض لمعرفة قدرته على التمييز بين الكلمات المتشابهة في النطق ككلمة بين وفين.
اختبار المعاوقة، وفيه يتم قياس قدرة طبلة الأذن على نقل الموجات الصوتية، الأمر الذي يحدد ما إذا كانت مشكلة الصمم نابعة من الأذن الوسطى أم لا.
فإذا كان الضغط على الجانب الداخلي من طبلة الأذن شديد الارتفاع أو شديد الانخفاض، فلا يمكن لطبلة الأذن نقل الصوت بشكل جيد.
كما يقيس اختبار المعاوقة قدرة طبلة الأذن على الاهتزاز والحركة، وذلك بتسجيل الأصوات المرتدة من طبلة الأذن المواكبة لتغير الضغط.
إعداد
د/ أحمد غانم - أخصائي علاج طبيعي
أ/ هبة إبراهيم - أخصائية تربية خاصة
ساحة النقاش