إن سلوك الطفل في البيئة المحيطة به محدد مهم في تشخيص التأخر المعرفي لدي الطفل, حيث يجب توافر ثلاث شروط في الطفل لكي يمكن تشخيص التأخر المعرفي لديه:
- إنخفاض درجة الذكاء بمقدار إنحراف معياري أو إنحرافيين معياريين على إحدى مقاييس الذكاء المقننة المعترف بيها.
- وجود سوء توافق سلوكي لدي الطفل مقارناً بسلوك أقرانه في نفس عمره الزمني
- توفر الشرطين السابقين قبل بلوغ الطفل عمر 18 عاماً.
من خلال ما سبق يتضح لنا أهمية السلوك التوافقي عند تشخيص التأخر لدى الطفل.
فإذا نظرنا إلى السلوك التوافقي نجد إنه يضم جوانب متعددة من شخصية الطفل , ومن ضمن هذه الجوانب , الجانب الإجتماعي .
حيث يعتبر الجانب الإجتماعي من أكثر الجوانب أهمية في حياة الطفل , و أيضاً يعتبر من أكثر الجوانب أهمية لأولياء الأمور عند مناقشتهم في عملية تأهيل الأطفال.
وترجع أهمية هذا الجانب إلى عدة أسباب منها " نظرة المجتمع إلى ذوي الإحتياجات الخاصة و إلى ذويهم حيث تعتمد بشكل كبير على سلوك الطفل داخل المجتمع و في المواقف المختلفة" فإذا كان سلوك الطفل يتسم بالفوضى و عدم الإتيان بالسلوك المقبول إجتماعياً كان هذا سبباً لنظرة المجتمع إلى الطفل على إنه شخص مختلف او غير طبيعي, و بالعكس إذا كان الطفل ذو سلوك مقبول إجتماعياً كان هذا سبباً لنظرة المجتمع للطفل على إنه شخص عادي .
والسلوك إلإجتماعي قد يختلف في كونه مقبول او غير مقبول من مجتمع إلى آخر و هذا الإختلاف يكون تبعاً لإختلاف ثقافة المجتماعات .
و أيضاً داخل المجتمع الواحد ,فإن البيئات تختلف و بالتالي يختلف السلوك داخلها...
مثال: فإذا نظرنا الى المجتمعات , نجد ان السلوك المقبول إجتماعياً في المجتمع المصري قد يختلف عن السلوك المقبول إجتماعياً في أي دولة عربية اخرى , و إذا نظرنا داخل المجتمع المصري نجد بيئات مختلفة فهناك البيئة الريفية و البيئة البدوية و البيئة الساحلية .....
ولكل بيئة منهم السلوك المقبول إجتماعياً و السلوك الغير مقبول إجتماعياً
و لكن بالرغم من هذه الإختلاف و هذا التباين ,فإن هناك سلوكيات لا تتغير من مجتمع لآخر مهما إختلفت البيئات و المجتماعات..
مثال: سلوك الإستئذان عند طلب شيء..لا يختلف من مجتمع لآخرو لكن يختلف أسلوب التعبير و هناك الكثير من هذه السلوكيات المتواجدة في أي مجتمع.
لذلك من المهم الإهتمام بالتنشئة الإجتماعية لدي الطفل المتاخر معرفياً منذ الصغر , ومن المهم أيضاً الإشارة إلى أن هذا الإهتمام يبدأ من الأسرة و ليس عند إلحاق الطفل بمركز للتأهيل.
فالأسرة أول بيئات الطفل و منها يتعلم الكثير من السلوكيات سواء المقبولة أو الغير مقبولة إجتماعياً.
و التنشئة الإجتماعية تحتاج إلى توافر بعض العوامل الأولية لكي يتعلم الطفل السلوكيات الإجتماعية المقبولة, ومن هذه العوامل :
- القدرة على الإنتباه:
فالقدرة على الإنتباه تساعد الطفل على ملاحظة السلوكيات التي تحيط به, هذا يحتاج بدوره إلى تنمية قدرة الطفل على الإنتباه و التركيز.
- القدرة على التقليد:
أول مراحل التعلم " التقليد" فكل ما يمكن ان نعلمه للطفل يحتاج إلى قدرة على التقليد.
- توافر نموذج إجتماعي:
و يقصد بالنموذج هو مدى توافر النماذج السلوكية المقبولة إجتماعيا في البيئة المحيطة بالطفل سواء في المنزل أو في مركز التاهيل.
- توافر وسط بيئي مناسب :
يقصد بالوسط البيئي المناسب هو المدرس أو الشخص الذي يقوم بعملية التربية أو بالتنشئة الإجتماعياً ومدى قدرته على التعامل المناسب مع الطفل المتأخر معرفياً.
فإذا توافرت هذه العوامل يمكن أن تكون بيئة الطفل مناسبة للتنشئة الإجتماعية .
و في الختام :
يمكن القول أن السلوك الإجتماعي له دور مهم في تحديد درجة قبول الطفل المتاخر معرفياً داخل مجتمعه , مما يستلزم الإهتمام بهذا الجانب بتوفير البيئة الإجتماعية المناسبة لتعلم هذه السلوكيات.
إعداد
أ/ هبة إبراهيم حسن
أخصائية التربية الخاصة
ساحة النقاش