<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->
المعلـــم الـــذي نريـــد
بقلم/ خالد مطهر العدواني
إنّنا نلقي إلى المعلّم بفلذات أكبادنا ، معادنَ وخاماتٍ ليجعل منها أدوات نفيسة القدر ، عالية الهمّة ، شريفة المهمّة ، وينقش عليها نقوش الحقّ ، التي تؤهلها لجليل المهام ، ولا تمحوها الليالي والأيّام ، كما يأتمنه الناس على تربية أولادهم، وتأديبهم وتعليمهم .
وتلك لا شكّ مسئولية المعلمين أولاً، الذين تحوّل عملهم في كثير من الأحيان إلى عمل وظيفيّ آليّ، وغلبت على كثير منهم الملالة والسأم ، وأداء العمل بصورة شكليّة رتيبة ، وغابت عن كثير منهم الأهداف التربويّة ، فلم يتوخوا تحقيقها في عملهم ، وكانت النتيجة انحطاط التعليم ، وضياع المتعلّمين .. متناسين أن علاقة المعلّم علاقة إنسانيّة تربويّة ، فميدان عمله : النفس البشريّة ، ومهمته صقل العقول ، وإيقاظ القلوب ، وتهذيب النفوس ، وغرس الفضائل ، واجتثاث الرذائل ، وتنشئة الأطفال تنشئة قويمة سويّة .
غير مدركين أن مهمّة المعلّم تتعلق بسيدّ المخلوقات في هذا الوجود .. بالإنسان الذي خلقه الله بيديه ، وأسجد له ملائكته ، وجعله في أحسن تقويم ، وحمله ما ناءت السموات والأرض والجبال بحمله ، فشرّفه بالأمانة ، وخصّه بالتكليف، ليكون في أرفع المنازل عند الله تعالى ، إن وفّى بعهد الله وأمانته .
فالجانب الأساسيّ في المعلّم هو المستوى العلميّ والسلوك الأخلاقيّ المناسب ، والقدرة على التعليم والعطاء ، بما ينسجم مع طبيعة المهمّة الملقاة على عاتقه .
فكم من معلّم نفّر الطالب عن التعليم ، وصدّه عن العلم ، وقطعه عن المدرسة ؟!
وكم من معلمّ أورث في قلوب طلابه عقداً من المادّة التي يدرّسها ، لا تنسى ما بقوا على قيد الحياة ؟! وكم من معلّم كان سبب انحراف بعض طلاّبه وجنوحهم عن السبيل القويم ، الذي تتوخّى غرسه في نفوسهم مناهج التعليم ؟
فلا بدّ للمعلّم من أن يكون متمكناً مما يريد تعليمه .. ملمّاً بجوانبه محيطاً بمسائله كما أنه لا غنى للمعلّم المتمكن عن الأسلوب الناجح المؤثر ..
وشتان بين معلّم مبدع موهوب في مهنته وعمله ، وبين معلّم قد لجأ إلى هذه المهنة لأنه لم يتقن مهنةً سواها ، فهو لا يزال متأفّفاً منها متذمراً . !
كما أنه لا يمكن أن تُتصوّر رسالة المعلّم تؤدّى في المفهوم الإسلاميّ و التربوي مجرّدة عن تمتع المعلّم بقسط وافر من الأخلاق الفاضلة ، والصفات الزكيّة الحميدة ، ولقد أثنى الله تعالى على نبيّه أعظم الثناء بما منحه من زكيّ الأخلاق ، فقال سبحانه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4.
إن الكلام في هذا الجانب قد يطول ولكني أحببت الإشارة والتنويه إليه ولا حاجة إلى الشرح والتفصيل (فاللبيب بالإشارة يفهم).