<!--
<!--<!--<!--<!--<!--
الباب السابع عشر
فـى الـــــوداع
قلت مودعاً مصر:
فإنى بها صب وذى لى عاشقة تطوح بالمضنى وتقصى رفائقه إلـى حيث يلقـى إلفـه ومفارقه جوارحه بالوجد تصبح ناطقة ولولا أنينى قلت نفسى وامقة فبالصبر نفسى عن سواها لفائقة
|
|
أفارق مصر اليوم لا عن ملالة ولكن أحداث الزمان لها يد ولـو أنصفت أيدى الزمان رمت بـه ومن كان ذا وجد وفارق إلفه ولولا زفيرى كنت أظهرت زفرتى ولكن أؤسى النفس فالصبر دأبها
|
حتى قلت:
لهم نفس ذى الأشواق والوجد تائقة بموعده إذ قرب الليل غاسقه
|
|
فإنى بعدوا عنى زماناً وأصبحت فإنى قنوع بالخيال إذا وفى
|
متفرقــات
قلت مهنئاً حضرة الأخ المهذب شقيق الروح أمين أفندى فهمى أحمد بميلاد نجله السعيد أحمد مجد الدين ، أقر الله به عين والديه:
وعزت به الأوطان وابتسم الثغر تحيط به آباؤه الأنجم الزهر لترقى به مصر ويفتخر القطر وتزهو به الدنيا فلا أفل البدر به افتخرت مصر وحق لها الفخر وراقت به أيامه وصفا الدهر تحلى بها جيد المودة والصدر بأحمد مجد الدين قد رحمت مصر 55 47 95 104 648 320
|
|
بأحمد مجد الدين قد رحمت مصر هلال تبدى فى سماء سعوده وشمس المعالى أرضعته لبانها بإشراقه تلقى الحياة منيرة تهن أمين أن أحمد ذو علا به اكتسبت جنات سعدك نضرة نظمت له در القريض قلائدا وهاك الذى قال المؤرخ حاليا سنة 1329 50
|
وقلت فى غادة هيفاء تخجل بدر السماء إذا تبدت فى الملس:
تبدو وتظهر فى الغلس لما تبدت فى الملس وبحسن طلعتها ائتنس
|
|
نفسى الفداء لغادة شبهتها بدر الدجى تخذت فؤادى مسكنا
|
وعلى أريكته جلس
|
|
فكأنها ملك بدا
|
ـهى من معتقة الكئوس ل وذاك يلعب بالنفوس
|
|
رشفت الرضاب لدى أشـ فالخمر تلعب بالعقو
|
وقلت مشطراً قول ابن سكرة:
والدهر أنشدنى يا خير مؤتنس تحت الظلام ولم تحذر من العسس وكيف يستر ضوء البدر فى الغلس وناب إشراقها ليلا عن القبس ليل الشعور وطيات من الملس برق اللثاث وعطر النحر والنفس
|
|
أهلا وسهلا بمن زارت بلاعدة جاءتك فاطمة تسعى بمفردها تسترت بالدجى عمدا فما استنرت وخلتها البدر إذ حاكته طلعتها وطواها الدجى عنى لأظهرها وإن ضللت بذاك الليل أرشدنى
|
كيف سامته بصد مستمر لا ريها دمع عينى المنهمر ترتجيه يوم لا تغنى النذر ومريد العذل كذاب أشر قد أبادته بذا اللحظ الخفر فى هواها هل لها من مزدجر أو ليس الشعر من حظى العكر من سواد الحظ مازان الشعر بالدجى هل فى الدجى يخفى القمر من هموم القلب ما آذى الفكر عبرا فالدمع قدير وى العير وشقائى والنوى أين المفر وعذولى بعد عذلى قد عذر ولنا فى جنحها طاب السمر أنا صب فى هواها ما غدر وأنا أصبحت مضنى بالسهر هل أنا تحسبنى ممن هجر غير من يصطاد فى الماء العكر
|
|
سائلوها عن فؤادى المستعر سائلوها هل سقتنى صدها سائلوها هل لها من شافع سائلوها كيف ودت عاذلى سائلوها عن فؤاد ذى جوى سائلوها إن نفسى ذهبت سائلوها شعرها لم أليل سائلوها كيف هذى سرقت سائلوها كيف غطت وجهها سائلوها رحمة أنفى بها سائلوها حفظها من عبرتى سائلوها من هواها والجوى سائلوها كيف لا تعذرنى سائلوها عن ليال قد مضت سائلوها كيف ترضى بالقلى سائلوها كيف يهوانى الكرى سائلوها عن دواعى هجرها أن من يصطاد فى الماء النقى
|
***
حرب غدت ذات انقياد علمتنى كيف الجهاد ومحاصرى جيش السهاد لف مثل حظى فى السواد ك وأنت فى زمن الرشاد شق من هيامى كل واد
|
|
ما بين لحظك والفؤاد أمحا ربى بصدوده حاصرت جيش عواذلى إنسان عينك والسوا قد ضل عقلى فى هوا ولأجل بعدك صرت أع
|
بشبا كات القنص أورثت قلبى الغصص لو يرى الدنيا رقص وعلى الاسم قص مثـــل طيـــر فى قفــص
|
|
رمت صيدا الغيد يوماً فرمتنى بسهام خلفتنى كسجين وإذا جاء بشير طـــار قلبـــى مـن سرورى
|
(وادى الضلال)
لونابارك فى مصر الجديدة
علام يؤم ساحته اللبيب ؟ إلى رشد وعن عنت تتوب فؤادا لا تروعه الخطوب كان مقابل السلم الحروب أهل مصر فتى . حر . أديب؟ وحاذر أن يشب لها لهيب تلاد المال والعقل المصيب وقد حلت بساحتها الكروب وأضحى فوق خديها ندوب بغض الطرف علك لا تئوب عظيم لا تعادله ذنوب وكل فتى يهذبه المشيب (كلونابارك) وهو فتى نجيب عليه كأنه وادٍ خصيب ..!! وفى ملهاه كمن خربت جيوب
|
|
ألا يا دهر مالك لا تثوب تريش لنا سهاماً صائبات تحارب مصر وهى تريد سلما فواعجبى لما حاربت مصراً ألا فاخمد سعير الحرب يوماً فحسبك أن يكون لها وقودا فقد دمرت دوراً عامرات فأمسى فى حشاشتها كلوم وكم ذنب أتيت به وكنا فألفيناك جئت لنا بذنب ومن هول المصايب شبت طفلاً فكيف يروق فى عينيه ملهى توافد كل عشاق الملاهى يعمر بالرجال وبالغوانى
|
***
علام يؤم ساحته اللبيب ؟ يمج لقاءها الرجل المهيب من الوابور ترتجف القلوب ومن مال الغنى له نصيب يبيت الطفــل يقتلـــه الحبيب
|
|
ألا يا عاذلى بالله دعنى وما فيه سوى ألعاب طفل تشوه خلقة المرآة حتى له من مكسب الفقراء شظر وليلــة أن نـرى الإبــاء فيــه
|
إليه وليس يصحبها رقيب يغازلهن ذياك الغريب وملجأ من تحيط بها الخطوب؟ وننذر آلهن ولا مجيب
ويتهم المهذب والأريب
ويبكى مــن عـواقبهـا اللبيب
|
|
ومن عجب تسارع ذات بعل وتقصده الأوانس مسرعات (ألو نا بارك) مدرسة العذارى فتأويه الحسان بلا حياء
ويختلط الأسافل بالغوانى أمــور تضحــك السفهـاء منها
|
ومانلت من دهرى المعاند مأربى ولا أنا أفاك ولست بمذنب ولا أنا صب بالبنان المخضب ودهرى عدو الماجد المتأدب تعود إيذاء الأديب المهذب تـزوج كرهـاً بنتـه ذلك الغبـى
|
|
خطوب زمانى كدرت صفو مشربى وما أنا سفاك ولست بمجرم ولا أنا سكير أصافى مدامة ولكننى أهوى المكارم والعلا ومهما يسىء دهرى إلىَّ فإننى ولكننـى لـم أغفــر ذنب والــد
|
فواعجبى من والد متصبب يقولون إن البنت تهدى إلى الأب
|
|
رآها فهامت نفسه بزواجها (بأى كتاب أم بأية سنة)
|
وأصبح ذا قلب معنى معذب فأوسعها ضرباً وقال تحجبى فهيا إلى دار لخالتك اذهبى لخالتها قالت لها الزوج مغضبى ولا تأنفى بيتى ومنى تقربى ولا تمكثى عندى بوجه مقطب وأصبح ذاك البعل أقبح مذنب
|
|
ولما غدا الوغد الزنيم أخا جوى أراد ابتعاد الام عن خدر بنتها وقال لها إنى غنيت عن النسا فقامت وولت وجههاً شطر منزل فقالت لها أهلا ببتى ومرحباً وعيشى معى عيش الأبى بلا عنا وهشت وبشت ترتضى بنت أختها
|
|
وأيقظها ليلا ولم يتأدب وقالت له قد رمت عنقاء مغرب فصاحت فقال ارضى إذا وتأدبى ولا تقترب إن التحصن مأربى وضاقت به ذرعا ولم يتجنب فقالت له رفقا ببنتك يا أبى ومن تخذته كالرداء المهدب إذا شئت هذا فاقترب أنت واضرب عقيلة خدر ما هممت بأجنبى تقول له رحماك لست بثيب فلا تك بين العالمين معذبى وأين عفاف الوالد المتأدب وأنى حنان الغاصب المتلهب فحييت من بنت وخيبت من أب أسأت إلى التقوى أسأت إلى النبى كأنهما كلب يعيث بربرب ومنه إلى مصر وفى مصر قد ربى بجانبه يا ليته جنب عقرب فقالت لمولاها أجب كل مطلب
|
|
فقد راح يسعى نحو حجرة بنته وراودها عن نفسها فتعففت أبى ذلك الديوث إلا افتضاضها فقالت معاذ الله إنى عفيفة فجاذبها كرها وصدته جهدها وأشهر سكينا وهددها بها أتقتل من صار العفاف شعارها أتعدم من تحيى لك المجد فى الورى بربك لا تغلظ على فإننى فجاذبها والدمع يعقل قولها وما ثلمت عرضى يد البغى والخنا وأين حنان الوالدين وعطفهم وصاحت لكيما تستغيث بعطفه ومرغمة باعت- وكرها قد اشترى أسأت إلى مصر أسأت إلى الورى وخمسة أعوام قضى مع بنته وأصبح من زفتى إلى الثغر راحلا وعند أخيه حل ضيفا وبنته وأمرهما قد أدركت زوج عمها
|
|
|
بحلم عن البنت ابتعد وتجنب فراح إلى ذاك الأثيم المخرب فأهمله فعل الحكيم المجرب تهور ذاك النذل أقبح مذنب فأنكر أقوال الأخ المتأدب أقرت ودمع العين يدرى بصيب وقالت لهم قد صار زوجى إذا أبى فلا زال هذا النذل يا قوم مرهبى على الثغر كى يلقى عقاب المعذب
|
|
تقدم إلى ذاك اللعين وقل له وقد شرحت ما شاهدته لزوجها وأوسعه زجرا فأشهر مدية وراح إلى دار الحكومة شاكيا فجئ به عند الملاحظ ضحوة فجئ بتلك البنت بعد سؤالها وقد شرحت بالصدق أسرار حالها ألا فانقذونى من يد الجهل والخنا فحول جانيها – وتلك – وعمها
|
|
|
|
|
|
|
|
* * *
أتى جرمه والجرم ليس بطيب ويــوم لقـاء الله يجزى بأصعب
|
|
فيا لعنة الجبار صبى على الذى ولابـد فـى الدنيـا يلاقـى جـزاءه
|
* * *
بإعدامه فالسجن ليس بمطلبى مقابرنا ليست مساكن للغبى كجرثومة إعدامها خير مأرب فنجم القضاء الحر أضوأ كوكب
|
|
ألا يا قضاة العدل إن شئتم احكموا ألا قطعوه واحرقوه فإنما ولا تجعلوه فى الحياة فإنه وإن قيل هاتيك القضية أظلمت
|
(المشاغبون)
ونيل المنى بين الأنام مقسم وذو الشمم العالى مهيب مكرم على الظلم لكن فى الشكاية أحجموا إلى هوة فيها الشقاء المجسم يؤملها الطفل الرضيع ويحلم وما قادهم للخزى إلا التندم عليهم بلا جدوى اختفوا وتندموا وإن قيل صدق أعرضوا وتبرموا وراحوا إلى التاميز والحظ مظلم طنين ذباب ليس يبعد عنهم وحارسه جدنيه المتهكم خليفتهم من لم يفد التوهم علينا فعدنا القهقرى وتقدموا ولو أنصفوا قالوا نسبئ ونظلم وأبناؤنا من مالنا ما تعلموا تقلدها بين البرية مسلم وما عرفوا الإنصاف لكن توهموا كبير يسوس الأمر فينا ويحكم
|
|
حياة الفتى شطران بؤس وأنعم وذو النفس ذات الخبث فى الناس مبغض وطائفة التفريق فى مصر أجمعت ومن عجب أن الغرور يقودهم أمانيهم شبهتها بزخارف وما ساقهم للبغى إلا غرورهم لهم كل عام غارة كلما انقضت فإن قيل أفك أقبلوا وتكاتفوا ومن جهلهم خلوا الحكومة جانباً ونادوا بصوت خافت وطنينه وأصبح فى أسيوط عرش مليكهم فأضحك ثكلاهم وأبكى عروسهم يقولون إن المسلمين تكاثروا يقولون إنا قد غبنا بأرضنا يقولون أرغمنا على دفع مالنا يقولون سووا بيننا فى وظائف يقولون انا منصفون فانصفوا يقولون ما منا مدير وحاكم
|
|
محاسبة النظار بئس التهكم فنالوا الأسى يا ليتهم ما تكلموا وأظهر آراء بها الحق مفعم بأيديهم وهو الصديق المكرم
|
|
ومن عجب أن يجمعوا أمرهم على وهم نطقوا جهلا وشادوا على شفا فقام (أبو شادى) وبدد قولهم أبان لهم أن الوظائف جلها
|
|
من العد والتقسيم والصدق أحسم تبيِّن لهم عوراتهم كيف تعلم بقوة آراء يبلغها الفم ومن كان ذا جبن وحورب يهزم وقولوا بصدق فهو أحرى وأحزم لكى تحفظوا حق الوفا فنبذتم لكى ترغبوا فى حفظه فكرهتم نشيد له صرح العلا ويهدم ولم نقترف ذنباً ولا نحن نجرم ولا أمنا من بعد حواء مريم وترغب فى عفو متى ساء مجرم وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم)
|
|
وكان بياناً وافيا ما رأيته وقامت لهم (مصر الفتاة) وغيرها ومؤتمر المصرى شتت شملهم وحاربهم بالسلم والجبن دأبهم فيا من سعيتم للتفرق أنصتوا ألم نسقكم كأسا من العز والهنا نلقنكم صنع الجميل تسامحا وكل فتى منكم نريد رقيه نجازى على فعل الجميل بضده ولا ندعى أن المسيح بيننا ويامن تلوم الكاتبين وقولهم (إذا كنت لا تدرى فتلك مصيبة
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
<!--[if !mso]>
<style>
v\:* {behavior:url(#default#VML);}
o\:* {behavior:url(#default#VML);}
w\:* {behavior:url(#default#VML);}
.shape {behavior:url(#default#VML);}
</style>
<![endif]-->
الباب الثامن عشر
فـى المـراثـــــــــى
لم تر الناس أصعب وقعاً ولا ألماً لها من فقد ما تود له البقاء ،ولا مسلى لها على أحزانها غير أن تعبر عما ألمَّ بها ، ونشكو لواعج حرورها وتملى بصدق رويتها على فكر صاحبها فيثبت القلم كل ذلك الألم ، وإليك نفثات ذلك الصدر المحزون التى لو سطرتها بماء العيون لكنت مقصرا فإنى ما عرفت ساعات الشقاء إلا بعد أن مات والدى الكريم فسلام عليه فى جنات النعيم وتحية تليق بحنانه الدنيوى ورضوانه الأخروى.
وها بعض ما قلته راثيا إياه وقد ألقيتها على قبره يوم الأربعين فى حفلة حضرها نيف وأربعة آلاف نسمة وكان ذلك فى الواحات الداخلة مقر وظيفته التى مات وهو بها قاض لها:
أقب�
المصدر: إيمان مهران، ديوان القاضي ..مؤلِّف النشيد الوطني المصري ، مكتبة الأنجلو المصرية، 2015
| |