<!--
<!--<!--الباب الرابع عشر
فى المواعظ وخطب المجتمعات
قمت خطيباً فى جمعية وألقيت هذه القصيدة:
والعلم خير مهذب ربانى لغدا يشير إليه طرف بنانى تنساه تصبح منه فى نسيان بالطبع تحيى دوحة العرفان وثمارها من خيرة الشبان بصفائها والروض بالأغصان
|
|
الدهر أصدق قائل أنبانى والحلم ثوب لو توشحه الفتى والعلم ينفع لو عملت به ولو هو كالصديق إذا أبر خليله أما الحياة كروضة أغصانها والغصن بالأوراق وهى كما ترى
|
لرأيته قفرا وشر مكان ويظل من يأتيه كالحيران هم نقمة فى هذه الأزمان هذا أخو خمر وذلك زانى بحقوق ربى العالم الديان
|
|
والروض لو ذبلت غضون غصونه منه يخاف السالكون طريقه فكفى معيباً للزمان فأهله إذ قد ترى فى أرض مصر شبيبة نبذوا الصيام مع الصلاة وأجحفوا
|
***
حب الغرور فهام بالولدان يشقى الفتى فيهيم بالنسوان هتك الحرائر وهو فى استحسان إفشاء سر حيط بالكتمان فارتد من سر إلى إعلان أبصرته كالواشق السعران شاهدته يمشى بغير جنان ما ظل يمشى مشية النشوان كولى عهد فاز بالفرمان مصر البلاد حليفة الأحزان وهو الوفى أخو الهوى المتفانى
|
|
إنى لأعجب من فتى أودى به ويهيم طورًا بالظباء وتارة جعل المحرم شرعه وحلاله إن واصلته سعاد جاءك يبتغى ولكم تباهى مثله بحديثها وإذا تغيب عن مزار ديارها وإذا تدللت الحبيبة ساعة وإذا تعطفت التى هجرته يو وإذا أتاه كتابها أبصرته لولا النساء وحبهن لما غدت كم قد سمعت هوى فلان فلانة
|
ذا نعمة كبرى وذا إحسان وغدا بحبة قلبها الاثنان ويريد إيذاء الفتى المتدانى إلا بصيب القتل والعدوان لكلامها مالاذ للعصيان وأذاق أختيه كئوس هوان يبدونها فى مجمع الإخوان ألقى النصائح صمت الأذنان لا يخلط الطاعات بالهذيان يا ليتها كانت بحد سنان تتلى على المضنى بغير بيان إن النساء مطية الشيطان
|
|
لكن إذا ألفت سواه مبجلا مالت إليه ولم تراع عهودها فتهب عاصفة الغرور بفكره فيدبران مكائداً لا تنتهى كم من أخ آذى أخاه إطاعة كم عق والده وآذى أمه كم صام عن أخدانه لنصيحة وإذا أتى جمعية وخطيبها قام الخطيب وقال قول مهذب ورماه من حد اللسان بحكمة عاف النصيحة سامعاً لزخارف ويجيز من يأتى له بكتابها
|
***
عيناك شخصاً ساد بالعصيان نادى الخطابة زدت فى الطغيان جروا ذيولك نحو بنت الحان تبكى على الأخرى بدمع قانى وتبين للوعاظ قلب جبان قد زينت بمعالم الأحزان أن الشراب منور الأذهان جمعت مقال الزور والبهتان ذا فطنة ينأى بغير توان أو كنت بين الناس ذا إيمان وانظر بعقل محكم القرآن كالعابثين بسنة العدنان
|
|
يا أيها المغرور حسبك هل رأت مالى أراك إذا خرجت مغادراً فكأن إبليس اللعين وجنده ولقد أراك إذا سمعت نصيحة وتبين فى الحانات شوكة ضيغم ومن الغرائب أن تجيىء لحانة وتبيع عقلك بالشراب وتدعى ولقد كذبت على الشراب بآية إن الشراب هو الزعاف فمن يكن وإذا أردت مع الحياة سعادة راجع أحاديث النبى المصطفى واعمل بأحكام الكتاب ولا تكن
|
***
وتوافق الأصوات والعيدان أضحت تحيتهم بكل مكان تخذوه خير متمم الأديان كذبوا وهذا آخر الإذعان من كل رجس طائع الرحمن سلفوا وشاموا اما أبى العمران ضلوا عن التقليد والعصيان لصلاتهم لا مسجدا لديان وهو المهدم دينه كالبان فغدت وأضحت جمة الفيضان فكأنها قدت من الصوان (إن الحياة دقائق وثوان) كيما تكونوا من بنى الإنسان
|
|
ظنوا التمدين بين كاسات الطلا زعم الكثير بأن بنجور التى وتهتك الأحرار والفسق الذى أو أن تقليد الفرنج تمدين إن التمدين أن تكون مطهراً لو أنصفوا بحثوا تواريخ الأولى لكنهم جهلوا فضلوا ليتهم فالأزبكية عمروها مسجداً بل هدموا ما شاده آباؤهم كم صخرة منها تفجر أنهر وقلوب من سمعوا الرشاد بحالها مع أن شاعر مصر قال بحكمة فإذاً عليكم بالتقى وتصادقوا
|
***
أمر من المولى العلى الشأن لابد توضع تلك فى الميزان إن كانت الحسنات فى رجحان ويكــون قصرك عـالى البنيان
|
|
اليوم خمر يا فتاى وفى غد وجميع ما حصلته بصحيفة فإلى النعيم تجر ذيل مسرة وتظــل فـى نعـم وسعد دائــم
|
أخذ الفتى رغماًً إلى النيران عليه أن يسعى بغير توان ويتوب عن وصل لبنت الحان ويفوز فى الأخرى بخير جثان
|
|
وإذا تكاثرت الذنوب بكفة فالعاقل الوجل الذى يخشى الله ويسير سيرة خائف من ربه كيما يفوز لدى الحياة برفعة
|
وقلت بخصوص يوم شم النسيم:
وعلى القوم العابدين ترحم قد شجانى والجسم منى تألم مسلم صلى للنبى وسلم أو بغاة المسيح عيسى ابن مريم ولعيد الإفرنج شاد وعظم ولصرح الإسلام هدو هدم فأتانا زمان من ليس يرحم شربها قد رأيت أمرا محتم أم نبينا لتركها كان حرم أن طه لها أباح وكرم شاربوها مأواهم بجهنم بفسوق وكل فعل مزمم هل بعيد الفصح ذا لم يحرم هل يقال أغتدى أصم وأبكم ليس يمحى أم ابتعادك أسلم ر ألم يختبل ونفسك تسأم كن بصيراً هول القيامة أعظم من سنين وكنهه سوف تعلم وإذا لات الحين ساعة مندم
|
|
طير أيك على الغصون ترنم وبكا أهل ذا الزمان بكاء حيث قال المهدى إلى شجونى مسلم يقتدى بمثل يهودى مسلم يأخذ المواسم عيداً ولعيد الأقباط شاد صروحا وأنينى على زمان تفانى قد أتانا زمان خمر ولكن ليت شعرى هل الإله أمرنا أم نرى ذاكراً صحيح البخارى بل نرى فى القرآن حكم إلهى أيها المصرى افتخرت علينا وأخص الآثام فى عيد فصح إن شممت النسيم من غير سكر يا فتى هل بتركك الفسق عار ما الذى قد يعود للعقل من خمــ فتدبر تسلم من الدهر لكن يوم حشر على العصاة كألف ذاك يوم تشيب فيه النواصى
|
وقلت فى تبرج الغانيات:
لم تخف منه خافية تك وهى طبعاً واهية ديلا أضل الغانية أعجاز نخل خاويه يرضى بزوج باغية كانت عليه القاضية
|
|
فعل النساء بمصرنا يلبسن أثواب التهـــــــ ولبسن فوق الخد منـــــــ أما الرجال كأنهم عجبى من الرجل الذى رضيت به يا ليتها
|
وقلت حينما صعدت على منبر جمعية مرتجلاً:
وما مثلى يكون إذاً خطيباً أكون لدعوة الداعى مجيباً
|
|
دعانى للخطابة خير شهم فقمت ملبياً دعواه حتى
|
الباب الخامس عشر
فى التضمين والتشطير والتخميس والاقتباس
قلت مضمناً الآية الشريفة:
وفسوقه أو ما يؤدى للتلف (إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف)
|
|
يا من أراه تائباً عن غيه أبشر بجنات حواها قوله قولها
|
وقلت مقتبساً الآية:
بعد الصدود وبعد الهجر والتيه حبل المودة من ذا الصب بتيه (فذلكن الذى لمتننى فيه)
|
|
جادت حبيبة قلبى بالرضا كرما إذ جئتها ونساء الحى قلن لها قالت لهن كفى لو ما كفى عذلا
|
وقلت مضمناً:
يا ليل الصب هو رب الحسن وأوحده فنبى العفة يرشده لصحيح اللوعة يسنده ونعيم الحب تودده يحلو للمغرم مورده بلهيب الخد يخلده يفتى من هجرك ينجده وحسام اللحظ يهدده أن المحبوب يفنده حتى لقياه يزهده
|
|
البيت الآتى للصب ملاك يعبده أن ضلله شيطان الهوى وحديث الشوق لرؤيته ومحياه فردوس هنا ولما كالكوثر فى فمه وإذا الإنسان جنى ذنباً قد حار الصب ولم يعلم فسليم الذوق يسالمه عذر العذال ومن عجب ويراه تقي لا يصبو
|
فزوايا المهجة مسجده (مضناك جفاه مرقده) هلا بالوصل تبدده وينادى الكافر ينشده أقيام الساعة موعده
|
|
أن كان بلال الخال دعا أمنيك القلب ارحم عبدا وخميس الحزن محاصره دعوى الإسلام يسلمها يا ليل الصب متى غده
|
وقلت مضمناً:
قل لى بربك كيف ذاك يعاف إذ ليس فيما تدعى إنصاف أو كنت ليثاً شأنه الإسعاف لكن من الطرف الكحيل أخاف
|
|
يا من نهاه عن الغرام عفاف دعنى فتلك قضية منقوضة إن كنت تدعى فى الوغى أسد الشرى أنا لا أخاف من الأسود إذا دنت
|
وقلت مضمناً الحديث الآتى ذاكرا الرواة:
لقبوه بين الورى بنيه وجمال ويقتدى بنيه ما روى الترمذى ومن سيليه وابن عباس يسندوه إليه (اطلبـوا الخير مِن حسان الوجوه)
|
|
من يروم العطاء يطلبه ممن ذى ذكاء وفطنة وكمال حيث قالوا أبو هريرة يروى عن عطاء عن طلحة وسعيد بصحيح الإسنـاد قـد قــال طـه
|
وقلت مشطراً:
تبسم عن دورنا ولنى صرفا ذهلت فلم أملك لساناً ولا طرفا وفى جعبتى أودعت من هاته النصفا فلما اجتمعنا ما لقيت ولا حرفا
|
|
تمنيت من أهوى فلما لقيته وحين شربناها ودب دبيبها وكنت معدا للعتاب دفاتراً ويممت واديه وشوقى زائد
|
وقلت مشطراً الأبيات الآتية:
ففى لقياك طب المستهام أدواى القلب من ألم السقام تمر بشقوتى بين الأنام وشره لا أراك بألف عام من الوجد المبرح والهيام ويزعجنى خيالك فى المنام شريف الحب مصباح الوئام رأيت الحب من شيم الكرام
|
|
رضيت بنظرة فى كل يوم فجودى واعطفى كرما لعلى ويوم لا أراك بألف شهر وفى حين النوى تعمير نوح وعام لا أراك يضيق صدرى ويؤلمنى تذكركم نهارا أحبك لا لفاحشة ولكن وقد شغفتْ بكم روحى لأنى
|
وقلت مشطراً:
وقد خل الديار من العذارى أقبل ذا الجدار وذا الجدار فأخلع فى محبتها العذار ولكن حب من سكن الديار
|
|
أمر على الديار ديار ليلى ومن شغفى بهن وحر وجدى وما حب الديار شغفن قلبى وأنفى النوم عن جفن قريح
|
وقلت مشطراً:
ورسمك يا زكى بين الجنان وشخصك ليس يبرح عن عيانى ووجدى زائد ولكم أعانى وذكرك لا يفارقه لسانى
|
|
خيالك فى التباعد والتدانى وبعدك قاتلى ومضيع لبى وشوقك فى الجوارح مستكن لأنكِ قد ملكتِ القلب منى
|
وقلت مشطراً:
وكنا ارتبطنا بأقوى سبب وقلبى لذاك أراه اضطرب سمحت بقربى ونلت الأرب شربنا سوياً كئوس الطرب
|
|
حبيبى هجرت بغير سبب فضوعف وجدى وقل الكرى واكثرت عهد النوى بعدما فبالله عودا لدهر به
|
وكنا ارتبطنا بأقوى سبب وقلبى لذاك أراه اضطرب سمحت بقربى ونلت الأرب شربنا سوياً كئوس الطرب
|
|
حبيبى هجرت بغير سبب فضوعف وجدى وقل الكرى واكثرت عهد النوى بعدما فبالله عودا لدهر به
|
الباب السادس عشر
فـى الهجـــــاء
كان غرضى أن لا أذكر شيئاً فى هذا الباب ، ولكن تتميمًا للديوان نورد فيه بعض ما نظمنا قلت فيمن لا أسميه:
عتل بالسفاهة قد تفرد وصاحب ابنة مذ كان أمرد من اليخ الشتائى فهو أبرد ومنه القطر قد أرغى وأزبد وفى الإسلام لا يرضاه أحمد وبيت اللؤم والشحنا مشيد بحبل السخط فى الدنيا مقيد لأسفار السخائم فهو سيد وعفريت الصبى إذا تسهد فلا تطهير حتى لو تشهد وحجة صاحب التضليل أيد لعاد الكف مشلولا وأسود إذا خط اليراعة فى مجلد بتاج الهون فى الدنيا تقلد يعيش مع الورى والعيش أنكد
|
|
سألت الناس عن وغد زنيم وفى زمن الصبا قد كان لصاً وقواد إذا ما صار شيخا يهودى تبرأ منه موسى مسيحى تبرأ منه عيسى وحصن للرذائل والمخازى تعيس الحظ ذى لؤم وشؤم وكالأنعام وهو أضل منها وعنوان الجحيم لكل عاصى وكالخنزير فى خلق وخلق وكالكلب العقور بأرض مصر إذا ما لامست كفاه كفاً وتسود الصحائف من يديه وسلطان على أهل البلايا نظيف الجيب رث الثوب لكن
|
للاستقلال والمجد الممجد إذا ما بلبل الدستور غرد فقالوا كل ذلك فى ابن أسعد
|
|
وكالطفل الرضيع إذا استبقنا يولول كالتى ثكلت بنيها تذبذب فى الملا عشرين
|
وقلت فيه أيضا مضمناً الشطرة الأخيرة:
من عهد آدم وهى فى حسن خفى ع وفصلت زمن المليك الأشرف عهد الخديو المالك المتعطف يابن الخنا أظهرت كل تأسف من ظهرا بغير تعقل وتلطف وحلفت إيمانا بغير تصرف (قلبى يحدثنى بأنك متلفى)
|
|
لك جبة من عنكبوت نسجها حتى أتى نوح فكانت فى الشرا ولبستها من عهد توفيق إلى عباس لكن مذ تغير لونها وبذ�
المصدر: إيمان مهران، ديوان القاضي ..مؤلِّف النشيد الوطني المصري ، مكتبة الأنجلو المصرية، 2015
|