د.ايمان مهران

أعمال تهتم بالإبداع والمبدع والتواصل الإنساني عن طريق الفن

<!--

<!--<!--

الباب السادس

فـى الحِـكَــم 

أو كالصحائف مطوى ومنشور
فالكل صنفان مسرور ومثبور
كل بمتجره لاشك مغرور
من الكريم بيوم الحشر مأجور
وتاب لا راجعا فالذنب مغفور

 

الناس كالدر منظوم ومنثور
أو كالعقيق على خد وفى عنق
أما الحياة كسوق أمه نفر
لكن من عمل الإحسان مجتهدا
ومن أنى فى زمان الجهل منقصة

 

 

 

 

وقلت مملياً تلميذاً:

وادخر سيدا حميد الخصال
يتبخترن فى أشد اختيال
واترك الطيش حيلة الجهال

 

لا تصاحب من الرجال سفيًها
وإذا أبصرت النساء نهارا
فالزم الصمت والحياء دواما

 

 

وقلت لأهل الهوى:

لقد ساء من شاء المحبة متجرا
فسوف يريه الدهر أعجب ما يرى
يكون فقيرا أو غنيا مقترا
على جسمه طمر ولن يتنكرا
كثيرا أراها موسرا ليس معسرا
على شرط أن لا تعلم القول مفترى

 

لعمرى وما عمرى على بهين
فمن غره حب الحسان عشية
لأن الغوانى لم يملن إلى فتى
ومن ود صدق القول فليأت ضحوة
سوى أنه يأتى حبيبته التى
يقول لها قول امرىء متصنع

 

فقد صرت بعد القطن أفترش الثرى
لذاتك حين ابتعت فى الليل مسكرا
وعمرك حر لا يباع ويشترى
أتزرى به إذ كان للفقر مظهرا
وتعطيه مالا أمؤوب مقهقرا

 

يقول لها إنى أريد معونة
ومن خالص المال الذى قد وهبته
تجودين لى منه بشىء لأننى
لعمر أبى ماذا يكون جوابه
أم القلب يحنو صبوة فتغيثه

 

 

 

 

الباب السابع

فى غـزل المؤن

إن هذا الباب للشاعر بمثابة الماء للسمك وكم من متغزل لم يعشق وعاشق لم يتغزل.وإليك ما قاله الجاحظ فى كتابه (البيان والتبيين) وهذا نصه – وهذا الفرزدق وكان مشتهرا بالنساء وكان زير غوان وهو فى ذلك ليس له بيت واحد فـى النسيب مذكور ومع حسده لجرير وجرير عفيف لم يعشق امرأة قط وهو مع ذلك أغزل الناس شعرا..

وهانحن نورد شيئا مما نظمناه تتمة للفائدة قلت متغزلا:

فتاة دأبها حفظ العهود
وان سدلت فعن ليل مديد
وان نفرت فعن ظبي شرود
وإن غضت فعن طرف مبيد
وإن ضحكت فعن در نضيد
وإن أمرت فعن ملك سعيد
وأصبح منه فى فرح شديد
كأنى صرت فى دار الخلود
يكون جزاءه نار الخدود

 

عشقت من الحسان لحسن حظى
فإن سفرت فعن صبح مضىء
وإن خطرت فمن غصن كثيب
وإن نظرت فعن لحظ يمانى
وان غضبت فعن أنياب ليث
وان نطقت فعن ملك كريم
لماها كوثر يروى فؤادى
أمتع أعينى وأزيد أنسا
ولو نظرى أتى ذنبا لديها

 

 

 

 

 

 

 

***

أحب إلى من أيام عيد
أحب إليَّ من مُلك الرشيد
وإن حبيبتى بيت القصيد

 

ولقياهما لدى ولو بليل
وساعة خلوة لأبث شجوى
وعندى الغانيات قصيد حسن

وقلت :

حب الفقير لصاحب الكف الندى

 

أحببت من بين الكواعب ناهدا

وبنورها بين البرية اهتدى
وشريف خاطرها وفرط توددى
ما كنت اعرف أمس يومى من غدى
مرضت وآلمها سؤال العود
والأقربين وكلما ملكت يدى
واصلت حبي رغم أنف الحسد
وصدودها عندى كحر تنهدي

 

هى شمس حسن ألبست حلل البها
لولا مودتها وحسن طويتى
ووفاءها عهدى وخلفى عاذلى
وإذا سمعت ولست أسمع إنها
بالروح أفديها وصحبي كلهم
وإذا أراد الحاسدون تباعدى
وعذابها عندى كعذب رضابها

 

 

***

حتى نبدله بحب الأمرد
ذو شقوة عندي وحظ أنكد

 

يا قوم هل حب الحسان مهانة
تعس الذى يهوى الوليد فإنه

 

***

يدع المحب أخا هنا لم ينفد
قطعت بالحسنى لسان مفندى
أرنو إلى علم الجمال المفرد
وغدت لأثواب التعارف ترتدى
قصدى وكن برا بذاك الموعد
عند ابتسامك لى يضيع تجلدى
أولى وأحسن من ملاقاة الغد
أهل الجوى والكاعبات النهد
أرهقت منك ملكتنى يا سيدي
وغدا التعطف نحو تلك مهندي
سهم اللحاظ لكى تبرر مقصدى
شرك الهوى من ذلة من منجدى
يصبو إلى خد زهى بتورد
يا من أعضت مسرتى بتسهدى
فأصاب سهمك موضعا لم تقصدى
تحيى إذا أنفاسه بترددى

 

أما الحسان خلقن للحب الذى
وإذا شرحت غرامهن مفندا
أصبحت لما أن بدت لى دمنة
وطرحت أردية الصدود وجئتها
قالت غدا أرجو اللقاء فحققن
فدنوت منها ثم قلت أنا الذى
فإذاً يكون لقاؤنا متواصلا
قالت فذا ميدان آساد الهوى
أن رمت فلننزل معا حتى إذا
فنزلت إذ أشهرت سهم تواضعى
فرأيتها قد جردت برشاقة
فأصاب موضع مقتلى ووقعت فى
هدرت بسيف لحاظها دم عاشق
لكننى ناديتها بتلطف
ريشت سهمك كى يصيب حشاشتى
قالت حبيبى لو يمت صب الهوى

 

 

 

 

 

 

 

 

وقلت:

وأنت إذاً غصن على الأرض قد مشي
أما قد ملكت السمع والقلب والحشا

 

أمية أنت الشمس والبدر والرشا
هبي اننى متعت منك بنظرة 

 

وقلت:

لكنني فى لظي والقلب متبول

 

إنى تذكرتها والناس فى جزل

عين كأن مقال النصح تضليل
وفوق جسمى ثوب الشجو مسبول
عن الحياة بحين القرب مشغول
إن التى من هواها الجسم منجول
وركاء عبهرة غيداء عطبول

 

فطار قلبى شوقا نحوها وبكت
توشحت بوشاح الصد قاتلتي
وليس لى ذنب إلا أننى دنف
عاتبت دهري أحياناً وقلت له
خود خدلجة قبَّا بهكنة

 

 

 

 

 

وقلت:

وان التنائي للمحب معذب
فيرضي كان الصب فى الصد يرغب
كئوس عذاب عند ذلك تعذب
عطوف إذا صدت ويرضى وتغضب
ولم يدر أن كانت إليه ستنسب
يظن بأن الصدر للصب أرحب
وتؤلمه بالصد حينا وتعتب
ومـن منكمـو ألفـى رحيمــا يعذب

 

ألا إن حب الغانيات مهذب
على أن بعض الصد يصلى بؤاده
عجيب لمن يهوى فتاة تذيقه
عليل إذا بانت صحيح إذا دنت
إذا ما جنت يوما يداه جناية
وجاء إليها فى الغد ومرحبا
فتؤلمه طورا بتعنيفها له
فمن منكمو ألفى عطوفا منكـدا

 

 

 

 

 

 

وقلت:

ولو بدلوا أنس المحب بأسره
إذا قطعوه لا يبوح بسره
له لهب يشتاط وجدا بجمره
أخاف بأن ألقى الأسى بين ثغره
بأنس وحيانا الزمان بيسره
بأعيننا أصلا أماكن حجره
ولاح لنا بالليل بازغ بدره
لنــا غسقـا والله بالـغ أمـره

 

فداءك ملك العالمين بأسره
وأنى على رغم الأعادى أخو هوى
يبيت رقبى والجوى بين أضلعى
ولف ما يطفى اللهيب سوى لما
ولم أنس طول الدهر ليلا قد انقضى
قضينا سويعات وما عرف الكرى
أدرنا كؤوس الصفو والجو قد صفى
وقد أمر الرحمـن بالقرب والهنــا

 

 

 

 

 

 

 وقلت:

عذب ولو شرب الحميم
ما لم يكن من كف ريم
ألذ من دار النعيم

 

العشق للصب الحميم
والكاس ليس بمسكر
والعيش فى ظل الحبيب

د بدار شقوته يقيم
والعز فى وصل يدوم
والوصل أشهى للسقيم
ـرى واعترت فكرى الهموم
اهدت إلى قلبى الكلوم
فأخو الهوى طبعا رحيم
لى هجرها أرعى النجوم
ة كؤوس أنس أو نعيم
ماء الإساءة والوجوم
إذا تخيره الكتوم
لسواى قلت لمن يلوم
هو الصراط المستقيم
فى مذهبى أن الغــــــرام

 

لكن مقروح الفؤا
ويرى المذلة عزة
والهجر مر طعمه
ما حيلتى أن قل صـــــــبـ
لا أشتكى إلا لمن
فإذا عفت عن ذنبها
وأنا الوفى وفى ليــــــا
أنا ما شربت مع الحيــــا
حتى تزوج بكرها
العشق أحسن ما رأيــــــت
وإذا ترآى غيره

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وقلت:

كلم وذا شغف وذا أبعاد
ومررت بين رواسخ الأطواد
وبها استضاء فضاء ذاك الوادى
عنى مضي رشدي وبان رشادي
ويئن أخرى لا يود كسادي
ميدان للآرام والآساد
لكن كبي قبل الطراد جوادي
وتبدل الإيناس بالتسهاد
فكأن ذاك مفتت الأكباد
من مدمعى وجفوت طيب رقادى
كانت لزينب أو لمثل سعاد
طياته سحرا وهمت بواد
فأعادت الأرواح للأجساد
جعل الرضاب رواية للصادى
غير الهوى ولكل قوم هاد

 

بعد النعيم غدوت ذا وجد وذا
فأخذت راحلتى وجزت مراحلا
فرأيت ظبية ما الغزالة وجهها
رمت الدنو فأسرعت وتباعدت
فتبعتها والقلب يخفق تارة
لما انتهت من شوطها وقفت لدى
وقفت تحاربنى فرمت طرادها
فرجعت منهزما أسير غرامها
ورأيت بارقها يقد حشاشتى
وقضيت ليلى سابحا فى لجة
والليل أرخى ستره كغدائر
فهممت أفتش وقصة فضللت فى
لكن دنت منى غداة صدودها
قالت ضللت فقلت كلا والذى
يهذى سواى فرنده لم يهدنى

المصدر: إيمان مهران، ديوان القاضي ..مؤلِّف النشيد الوطني المصري ، مكتبة الأنجلو المصرية، 2015
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 223 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

65,762

د.إيمان مهران

imanmahran
فنانة تشكيلية وكاتبة »