د.ايمان مهران

أعمال تهتم بالإبداع والمبدع والتواصل الإنساني عن طريق الفن

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->

الباب الثامن

فى غـزل المذكـر

هذا الباب توأم للسالف والغرض من النظم فيه ذكر معان يعود ضميرها مذكراً لا مؤنثًا وكلا البابين خطرات أفكار :

ما ذاق لذة أنسه إلا أنا
والغصن يسجد أن تأود وانثنى
والبدر يخجل أن بدا باهى السنا
لقدومه ورد الخدود المفتنا
بشرابها بل ماله عنها غنا
الله أكبر ما أبر وأحسنا
ذاك الذى فى عهد صولته جنى
عذب الرضاب فخلتها نيل المنى
قتلى كان القتل ضمن عهودنا
يحييه من بعد الوصال إذا رنا
نأى وتحسده الظباء إذا دنا
رشفى لأكواب المسرة والهنا
وأنا إذاً واصلته مستحسنا
فيها يطيب سراحنا ومراحنا
إذ خلت نفسى عند طيبة أو منى
شاهدته عقب الدعاء مؤمنا

 

قسما بمن سلب العقول وأفتانا
ريم يغار الظبى من لفتاته
والشمس تغرب حين يشرق وجهه
والورد فى الجنات يذبل خاشيا
والراح فى فيه ومثلى مغرم
ملك على أهل الغرام مملك
رشق السهام بمهجتى فكأننى
أنا ما جنيت سوى ورود أسقيت
وأماتنى فى حبه متعمدا
وكما يميت الصب من لحظاته
ولقد نأى والظبى من عاداته
فلقد أبر بوعده وحلاله
واستحسن المحبوب خلوة ساعة
وأتيته فى روضة فياحة
ولبثت حينا بينه متضرعا
وإذا دعوت الله يبقى ودنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وكنت مرة فى السيدة زينب فرأيت جميلاً أن مشى تبعه خلق كثير فقلت:

بجماله سبحان رب أوجده
يهدى بضوء جبينه من وحده

 

ومهفهف أسر الورى فى السيدة
يمشى فتتبعه الألوف كأنه

 

وقلت تحت صورة فوتوغرافية مشطراً:

كنت تهوى محاسنا وجمالا
عجبا يعشق المحب مثالا
لو أرجى من المثال وصالا
أن يحب الخيال منه خيالا

 

لام قوم فى حبه ثم قالوا
فرأيناك مغرما بمثال
أنا يا قوم شاعر ليس بدعا
وإذا كنت شاعرا فجميل

 

 

 

الباب التاسع

فـى الاستعطــاف

خليلا وللبلوى أخا حين أنسب
وهلا كفى هذا الجفا والتجنب
وإنى لطيف منك قد بت أرقب
فما ذنب نومى عن جفونى يسلب

 

أتاركتى للسهد خلا وللقلا
أهلا كفى بعدى وصدك والقلا
ثمان ليال ما اكتحلت بنعسة
مثالك فى فكرى وذكرك فى فمى

ببيت طويل الليل يبكى ويندب
ويا فرحتى أن كنت منك أقرب

 

عهدتك لا ترضين ذل متيم
فيا حسرتى أن كان هجرك دائبا

 

 

وقلت:

فجودى بوصل وارحمى العاشق المضنى

 

حبيبة قلبى ليس للقلب سلوة

وقلت:

 

ولك دلوع لا يمل الأمانيا
رحمت فتى مضنى المحبة ثاويا
وما برح الدهر الخؤون معاديا
وبعد النوى والنأى أمسيت دانيا
يظنان كل الظن أن لا تلاقيا

 

تمنيت أن أحظى بلقياك مرة
فإن جدت لى بالوصل عطفا ومنة
وما زلت أشكوا صدها وتسهدى
إلى أن دنت منى على رغم عاذلى
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما

 

 

 

 

الباب العاشر

فـى العـتــاب

وأصبح قلب المستهام على شفا
وما ذكر الإيناس إلا تأسف
بحالى وما ابدى إلى تعطفا
أأندب حظى أم حياتى أم الوفا
ومات شهيد الوجد لم يك مجحفا

 

نعم عاذلى منا الفؤاد لقد شفا
فقد قطعت احشاء صب بصدكم
فواعجبى هل ذلك القلب عالم
وقد حار فكرى حيث لم أدر بعد ذا
فلو كان قسط المنجز الوعد خلفه

 

 

 

 

وقلت:

ورفقا بصب كثير الحنين
وقد قل صبرى ولم ترحمينى
بليل الشعور ضياء الجبين
أهذا جزاء المحب الأمين
وقد قل زادى وضاع يقينى
قوى متين وأى متين

 

سليمى سليمى حنانا حنانا
خللت شعورا وغطيت وجها
أذات المحاسن كيف يوارى
وقابلت عطفى بنكثك عهدى
فسلمى أنادى ودهرى يعادى
وحبل ودادى على ما أراه

 

 

 

 

 

وقلت:

وبريقها إذا كان لى ترياقا
أهوى الوصال ولا أريد فراق

 

يا من سكرت بقولها وبجفنها
ردى على تجلدى فأنا فتى

 

حتى قلت:

بخلت به وأجابت المشتاق
لم يدر للوصل الجميل مذاقا

 

ما زلت أرجوها اللقا لكنها
من لم يذق طعم الصدود دمع الجفا

 

المصدر: إيمان مهران، ديوان القاضي ..مؤلِّف النشيد الوطني المصري ، مكتبة الأنجلو المصرية، 2015
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 192 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

60,284

د.إيمان مهران

imanmahran
فنانة تشكيلية وكاتبة »