إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
[ سورة المائدة ]
جمع الله تبارك وتعالى كل من آمن بالله وأقام الصلاة وآتى الزكاة تحت راية واحدة وولاية واحدة .. فكما أن الصلاة تجمعنا فإن الزكاة تربط بيننا برباط التضامن والتكافل والمحبة في الله...
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)
الآن في هذا الزمن أصبحت الأمور في منتهى الوضوح ، فمن كان وليه الله ورسوله لا تجده ينسجم مع منافق، ولا تجده يرتاح لكاذب ولا يمكن لأي مخلوق من الإنس والجن أن يخدعه لأن الله وليه ورسوله ولم يصاحب إلا مؤمنا تقيا يقيم الصلاة وبرهانه ودليل إقامة الصلاة أن يتزكى .. يخرج زكاة ماله .. ويتصدق بما لديه من حلم وعلم وصبر.. فهذا شخص مأمون الجانب.. وهنا نكون قد طبقنا الوصية التى تقول لا تصاحب إلا تقيا.. أو لا يأكل طعامك إلا تقيا.
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)
كل من آمن بالله ترى علامات الإيمان تصاحبه إينما كان، يحظى بتأييد الله، ونور من الله تبارك وتعالى، ونصر من الله إينما كان.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
من لم يصلى أحذفه من قائمة أصدقائك، من تبدو لك عدواته للمسلمين لابد أن نحذر منه، فهو خطر إينما يوجد، لأن المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ.
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ
ويؤتون الزكاة وهم راكعون.. حالتهم الدائمة الركوع لله، يعمل وهو راكع، ينام وهو راكع، يبيع ويشتري وهو راكع ... يصادق ويعطى ويأخذ وهو راكع أي خاضع لله تبارك وتعالى.. هو في حالة خضوع كامل واستسلام تام لله الواحد القهار، هذا صديق لا يمكن أن نفرط فيه.
أريد أن أختم بآية محببة إلى قلبي .. فيها مفاتيح ذكر الله.. وأصول المحبة، وعلامات النصر والوصل والقرب وراحة البال واطمئنان القلوب:
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ
إن لم نشعر بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا ومنا ومعنا عند تلاوة القرآن أو سماعه فإيماننا يحتاج لتمحيص وفحص فني وفكري.
كل عام وانتم بخير .. إن خير احتفال بذكرى المولد النبوي الشريف أن نتعرف عليه أكثر، ولا نرتاح حتى نشعر به بجوارنا نحدثه ويحدثنا.
ساحة النقاش