نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

حرر عقلك وقلبك فتخشع نفسك لله رب العالمين

خلاصة تطبيق نداءات سورة البقرة.

وذلك بإتباع الخطوات التالية:

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ

(الزاريات)

أولا:

أول خطوة يجب إتخاذها هي تحرير عقولنا إقتصاديا، وهي أن نعلم علم اليقين أن الله تبارك وتعالى هو الرزاق ذو القوة المتين.. وأن غاية وجودنا في الحياة هي عبادة الله بمعاملة الناس معاملة حسنة وإعمار الأرض وعدم الفساد فيها واحترام الكبير والعطف على الصغير والعفو عن الناس..( فهذه هي درجة الإحسان في العبادة ).

ثانيا:

أن نحاول جاهدين أن نحرر أنفسنا إقتصاديا، أدخر مصروفك، وإن لم تستطع فعليك بالصيام عن بعض الأشياء التى تستهلك فيها النقود، وبما توفره تاجر، اشتري شيئا ثم قم ببيعه ولو بنفس ثمنه لتتمرس في التجارة وتكتسب المهارات اللازمة للإستمرار في الحياة.

ثالثا:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10)  تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)

( الصف )

( ضع هذه الآية الكريمة في حيز التطبيق إذا ما فشلت في البيع والشراء )

سنحاول قراءة الآيات السابقة والتالية على هذه الآية، لنعرف المقصود من التجارة التى تنجينا من العذاب الأليم، ولنعرف كيف أن الله تبارك وتعالى نادى علينا وأثبت لنا الإيمان به ثم يطلب منا أن نؤمن  به وبرسوله صلى الله عليه وسلم ؟

سأضع لكم تصوري لهذه الآية الكريمة، وعلي حضراتكم التأكد من واقعية كلامي من عدمه، بأن تتفكروا فيها وتتدبروها وتستمعوا لعلماءنا الأفاضل الذين لم يتركوا مجالا فيه تذكير أو تحذير إلا وقاموا به جزاهم الله عنا خيرا :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10)  تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ

أن نحرر عقولنا من كل فكرة تنافي وتناقض  إيماننا بالله العلي العظيم، إيمانا يجعلنا ننفق ولا نخاف الفقر لأننا نعرف أنه هو الرزاق ذو القوة المتين، إيمانا يجعلنا أحرارا فلا نذل أنفسنا لجبار أو ظالم أو مفتري، إيمانا يحرر عقولنا من الأفكار السلبية والنظرة المتشائمة الواهية ويجعلنا أغنياء بالله عن العالمين..

وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)

نجاهد في سبيل الله بأموالنا وأنفسنا معناها  تطبيق ما جاء في النداءات التى درسناها وتفصيلها كما يلي:

<!--أن نطبق النداء الثاني ونستعين بالصبر والصلاة لنفوز بمعية الله العلي العظيم.

<!--أن نطبق النداء الثالث  ونأكل من الطيبات، بمعنى نشتريها بمال حلال ولا نتفوه بأي كلمة خبيثة أثناء الشراء أو البيع أو التعامل عموما مع الناس.

<!--أن نطبق النداء الرابع ونعرف أن هناك قصاص في الدنيا والآخرة فنحفظ أنفسنا من الظلم والمظالم ونعامل الناس ونحن ناظرين لرب الناس ومستعيذين به من الوسواس الخناس.

<!--أن نطبق النداء الخامس بأن نصوم عن الحرام وعن كل ما يغضب الله، وعن الكلام الفاحش سماعه أو قوله أو حتى السماح به، وعن الغش وعن النميمة وعن أذية الجار وبأن نحب للناس ما نحب لأنفسنا وبأن نعفو عنهم لكي يعفو الله عنا.

<!--ونستمر في جهادنا في سبيل الله بأن ندخل في السلم كافة (النداء السادس)، ونعيش في سلام مع أنفسنا ومع الناس ومع العالم كله، ولا نتأثر بظلم الظالمين لأننا سنعتصم بالله رب العالمين.

<!--تطبيق النداء السابع بأن ننفق مما رزقنا الله، من مال وقوة وصحة ومواهب، وحب ومودة ورحمة وأسرة وبيت ومأوى وعمل وسمع وبصر وأفئدة، كل تلك المسائل هي رأس مال نتاجر به مع الله العلي العظيم، فلا نضل ولا نشقى.

<!--تطبيق النداء الثامن بأن نمتنع عن الفخر والمفاخرة والمن والأذى حتى لا نبطل صدقاتنا، فقد جعل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الكلمة الطيبة صدقة، فلا تبطلها بكلمة خبيثة تمن بها أو تتفاخر بها أو تتعالى بها على الناس.

<!--تطبيق النداء التاسع بأن ننفق من طيبات ما كسبنا، وهذه بصراحة هي دليل اليقين بالله العلي العظيم، فنحن نؤمن بالله، ولكن عندما نصل إلى عين اليقين بالله سنستطيع أن ننفق مما نحب لأننا سنصبح أبرارا، وهذه يجب أن نتمرن عليها، وكأننا نحاور أنفسنا لنروضها كما نفعل مع الطفل الصغير، مثلا نقول لها أنت تحب هذا الطعام هيا بنا نتصدق بجزء منه حتى يرزقنا الله طعاما أطيب وأحسن منه، وهكذا ولله المثل الأعلى.

<!--ثم نطبق النداء العاشر بأن نبتعد عن الربا قدر المستطاع، وأقول قدر المستطاع، ولكن دائما نجدد النية في كل تعاملتنا أننا سنترك الربا نهائيا ولن نقترب منه إبتغاء مرضاة الله العلي العظيم.

<!--أن نطبق النداء الحادي عشر بأن نكون أمناء مع أنفسنا ومع الآخرين فلا نستدين إن استطعنا، فإن لم يكن بد من الإستدانة فلنكتب ذلك بآمانة وننوي السداد فيسدد الله عنا بإذن الله .

ما سبق هي كل النداءات التى جاءت في سورة البقرة، والتى اعتبرها أنا والله أعلى وأعلم لتأسيس أنفسنا وبناء مجتمعنا على أسس دينية عادلة، فنعيش في سلام...

أما عن باقي النداءات في سورة آل عمران ( هل تتذكروا أسم الدورة؟ نداءات الرحمن في سورة البقرة وآل عمران إسعدادا لرمضان؟ ولا نسيتم ؟) فهي توجهنا التوجيه الصحيح لنتعامل مع العالم الخارجي بكل فئاته ومتضارباته ومتناقضاته التى لم ولن تؤثر فيمن طبق ما سبق من نداءات.

يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)

( الصف )

هذه هي النتيجة المرجوة من تطبيق النداءات، أن يدرأ عنا ربنا العذاب الأليم في الدنيا والآخرة، ثم يدخلنا بإذن الله جنات تجري من تحتها الأنهار..

هذا ما وفقني الله إليه، ولولا حبي لكم ما نهرتكم، فأنا اعتبركم إخوتي  وأهلي الذي جمع الله بيني وبينهم بالمحبة في جلا ل الله ووجه الكريم.

أدعو الله لكم أن تكونوا خير خلف وخير سلف وخير سفير للإسلام، وأن تكونوا قدوة حسنة تقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم وبإصحابه الكرام وتلبوا نداء ربكم فيقتدوا الناس بكم وتدخلوا الجنة بسلام إن شاء الله.

إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)

(فاطر)

سبحانك اللهم وبحمدك.. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك

 

والحمد لله رب العالمين .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 64 مشاهدة
نشرت فى 23 يونيو 2014 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,427

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »