كهف الآمان من الهلع والجزع والبخل والشح
أعوذ بالله العلي العظيم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) الكهف
هل يا ترى هذه سنة الحياة؟ سنة سنها لنا ربنا حتى لا نسأل عن الغيب وعن الكيف والكم ؟ هل أشترط عليه عدم السؤال لكي يختبر صبره ؟ خاصة وأنه قال له في البداية :
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا
اعتقد أن علينا أن نتأدب مع قضاء الله وقدره فلا نسأل منزعجين، ولا نعترض، بل نرضى ونستسلم وننتظر أن يجلي لنا ربنا رحمته الكامنة في حكمته البالغة البالغة البالغة في كل ما يقع في ملكه سبحانه …
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا
لدينا هنا تصرف العبد الصالح الذي آتاه الله رحمة من عنده وعلمه من لدنه علما، وهو يمثل القوى العظمى أو القضاء والقدر، أو الأحداث التى يواجهها الإنسان، فالعبد الصالح لديه من الله رحمة وعلما، وهكذا يكون قضاء الله وقدره يأتي برحمة ولطف وحكمة بالغة بالغة بالغة..
قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)
وسيدنا موسى عليه السلام يمثل النفس البشرية في عنفوانها وقوتها وحبها الشديد لمعرفة كل شيء يقع من حولها خاصة لو كان له صلة بما تهتم...كلنا يعرف هذه النقطة فينا، عندما نواجه حدثا معينا، أو موقفا يزعجنا، أو شيء ينغص علينا حياتنا، تنزعج النفس وربما سألت واخفت وتمردت، وعبرت وتكلمت بقوة وربما بقسوة.
قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)
ما حدث بين سيدنا موسى والعبد الصالح هو لكي نتعلم الأدب مع قضاء الله وقدره وأن نتحكم في أنفسنا، فكل نبي ورسول جاء ليعلمنا حكمة معينة وخلق معين وطريقة تعاملنا مع الأحداث، وفي هذا المجال يبين لنا ربنا تبارك وتعالى بالتفصيل المريح جدا حالة النفس البشرية عندما تواجه ما لا يعجبها من الأحداث، يقول الله تبارك وتعالى :
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) {سورة المعارج}.
ومن هنا نعرف ونشعر بقيمة الصلاة، ولي كلمة هنا تجول بخاطري، أن الله تبارك وتعالى جعل لنا الصلاة لتحمينا من الهلع والجزع والبخل والشح …وعن الصلاة عندنا اليوم مقالة جميلة في الصلاة في صفحة الصبر ولديكم الرابط في توقيعي لمن أراد أن يقرأها.هذا وما فيه من صواب فبتوفيق من الله السميع العليم، وما بها من خطأ فمني واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين .والحمد لله رب العالمين.
ساحة النقاش