حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) البقرة
لا تأخذوا كلامي على إنه تفسير .. فلست أهلا ولا كفؤا لهذا الشرف العظيم.. ولكنها خواطري وفهمي ومحاولة إلقاء الضوء على بعض النقاط التى رأيتها في الآية الكريمة… حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ طبعا المعنى الأولي البسيط الذي تذهب إليه عقولنا هو المحافظة على الصلاة بمعنى أن نداوم عليها ولا نضيعها، هذا معنى مؤكد وبديهي ومسلم به ولا يحتمل النقاش.. وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى ولكن عندما يضيف ربنا سبحانه وتعالى جملة أخرى لنفس المعنى فهذا يجعلنا نفكر قليلا، والصلاة الوسطى، قال بعض علماءنا الكرام أنها صلاة العصر، وقال الشيخ الشعراوي رحمه الله أنها تنطبق على كل الصلوات، فنحافظ عليها… وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) البقرة. أن نقوم لله قانتين يوضح لنا المقصود تماما من الصلاة، والمحافظة على الصلاة عموما والوسطى خصوصا، وهي أن نقوم لله قانتين، بمعنى أن نكون له سبحانه طائعين في عموم حياتنا وخصوصها، وأن نكون له خاشعين في عموم حياتنا وخصوصها، فلا نضيع صلاتنا بفعل النواقص من القول والعمل بعد الصلاة أو قبلها، وإنما نكون قانتين لله في جميع تحركاتنا وسكناتنا، وصمتنا وكلامنا، وجلوسنا وقيامنا، حتى عندما نناف فننام لله قانتين ..وفيما يلي بعض الآيات التى نستعين بها على الخشوع لله رب العالمين والتى توضح لنا أهمية المحافظة على اتصالنا بالله العلي العظيم .. إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) فصلت وهنا يتضح لنا نتيجة المحافظة على الصلوات وعلى الصلاة الوسطى، تتنزل علينا الملائكة، فنحن عندئذ سنتكلم كلاما طيبا، وسنتجنب الكلام الخبيث والذي تهرب منه الملائكة، وسنشعر بسعادة بالغة من أثر تبشير الملائكة لنا بالجنة إن شاء الله. وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)الفرقان. حتى عندما يبيتون يكون حالهم حال الساجدين لله رب العالمين، ينامون على ذكر الله ويستيقظون على تسبيحه وحمده سبحانه وتعالى علوا كبيرا .. فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239) البقرة. هذه تؤكد لنا كل ما سبق من معاني .. أنه حتى في ميدان المعركة يجب أن نحافظ على الصلوات عامة وعلى الصلاة الوسطى خاصة… وعندي إحساس قوي أن الصلاة عموما هي الصلاة الوسطى، فهي في الوسط بين السموات والأرض، وهي وسيلتنا للإتصال بعالم السماء وهي الوسيط بيننا وبين الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم … هذا والله أعلى وأعلم. إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الأحزاب. صلاتك هي غذاء ك السحري الذي يذهب عنك السقم والملل والفتور والكسل والهم والحزن ، فحافظ عليها واستمتع بحياتك سبحانك الله وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. استغفرك واتوب إليك
ساحة النقاش