<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tabla normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; text-align:justify; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman","serif"; mso-fareast-language:EN-US;} </style> <![endif]-->
بسم الله الرحمن الرحيم
لحظات تدبر ربما لبينا أمر ربنا فنجونا
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) الأعراف.
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ:
هذه هي أول مراحل الإستقامة على أمر الله ... أن نعدل ونحسن في القول والعمل.. يقول المولى عز وجل في محكم آياته { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا } هذا عدل اللسان أما عن الإحسان قال الله تبارك وتعالى { وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }إذا المطلوب هو أن نعدل وأن نحسن فنكون من المقسطين وهذا يحتاج إلى الآتي:
1. بالدرجة الأولى نحتاج إلى وقت.. ويختلف إحتياجنا للوقت من إنسان لآخر، على حسب درجة إستقامته أو اعوجاجه.
2. الإمتثال لأمر الله يوجب معرفة طبيعة الأمر وكذلك معرفة الآمر.. فإن عرفنا الذي يأمر وهو الله تبارك وتعالى أحببناه، فإن أحببناه أطعناه، لأن المحب لمن يحب مطيع.. وفي هذه نجد معنى الآية الكريمة:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ .
3. بعد معرفة الآمر وطاعته وجب علينا العمل بما علمنا .. وذلك يتطلب منا التحلي بالأخلاق الإيمانية والتى وضعها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلة جدا في حديث من سطر واحد:
عن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عنهُ قالَ قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ:
اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كنتَ وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها وخالِقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ
[حديث حسن صحيح]
وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ
إقامة الوجه للعزيز الحميد هي دليل ما لدينا من حب وتعظيم ووقار لله رب العالمين ذو الملكوت والجبروت والعزة والكبرياء..
من لم يستطع أن يقيم وجه بمعنى أن يقف بين يدي الله بفكره ومشاعره واحاسيسه وبلا هواجس، أي يقف بكل كيانه عند ربه يقاوم وسوسة نفسه وشيطانه بالإستعاذة بالله العلي العظيم، فليفرغ قلبه من كل ما به من سوى الله
لا يَسْتَقِيمُ إِيمانُ عبدٍ حتى يَسْتَقِيمَ قلبُهُ ، ولا يَسْتَقِيمُ قلبُهُ حتى يَسْتَقِيمَ لسانُهُ ، ولا يَسْتَقِيمُ لسانُهُ ولا يدخلُ رجلٌ الجنةَ لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2554
خلاصة حكم المحدث: حسن
صلى الله عليك وسلم يا سيدي يا رسول الله .. لقد دلنا على الطريقة المثلى التى ينصلح بها حالنا وحال اسرتنا ومجتمعاتنا كاملة.. عن طريق اللسان، المعاملة الحسنة، لذلك قالوا الدين المعاملة..... إن وجدت نفسك ترد الإساءة بمثلها فقد تساويت مع المسيء وتحتاج لأن يستقيم قلبك ولسانك.
وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
ثم يفتح لنا ربنا باب رحمته الواسعة، ويأمرنا بأن ندعوه بصدق وإخلاص، دعاء المحتاج الفقير إلى الله، دعاء الملهوف إلى رحمة ربه، دعاء المحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ...
كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)
ينتابني أحساس عميق بأننا إذا أخلصنا لله في الدعاء خرجنا من الدعاء كما ولدتنا أمهاتنا بغير ذنوب.. هذا والله أعلى وأعلم .. وربما كما بدأكم تعودون معناها أن يطهر قلوبنا من آثار الذنوب، وربما أعادنا مرة أخرى إلى الفطرة السليمة التى فطرنا عليها..
فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)
هذه هي الفاصلة، التى تفرق بين الحق والضلال، بين أهل الجنة وأهل النار، بين من اختاروا جنب الله ومن وقعوا في الغرور وعبادة الطاغوت... طاغوت النفس والغرور والأوهام.
يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) الأعراف.
يختمها ربنا تبارك وتعالى ختاما جميلا بأن يشمل برحمته كل بني الإنسان، كل من أراد أن يرقى بنفسه ويبتعد عن الشيطان، كل من أراد أن يلتحق بمأدبة ملك الملوك، ومالك الملك، ومالك يوم الدين، كل من أراد أن يسعد في دنياه وآخرته، كل من أراد الإلتحاق بجنة الخلد، وكل من أراد أن يعيش منشرح الصدر سعيد الحال ومرتاح البال.
وكل هذا يحتاج منا لصبر جميل .. صبر الذي يرى أمام عينيه رضى ربه عنه فيحيا بالحب والهناء والرضا يصيبه ما يصيبه فلا يبالي فبرحمة ربه يحيى سعيد في إنسجام
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك
ساحة النقاش