نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

 

نظرية جديدة في التسبيح

فجأة وبعد عمر طويل قضيته بكل ساعاته وأيامه بين هنا وهناك.. وبين هذا وذاك.. وبعد طول حرمان من حلاوة الزمان.. يفتح الله أمامي نظرية جديدة في التسبيح.. بعد أن تدبرت الآية .. بعد أن قضيت أياما وليالي اتذكر الماضي بكل ما كنت اعتقده خاطئا.. اكتشف فجأة صحة النظرية وقوتها ... فعرضتها في بيتي فوافقوني عليها.. وبدأنا التسبيح..

بعد وقت قليل.. يوما أو بعض يوم .. تتغير حياتنا.. تخشع قلوبنا.. تدمع عيوننا.. نبكي بحرقة نادمين على كل لحظة مضت وقد حرمنا أنفسنا من حلاوة الزمان مع تسبيح الله وذكره والعيش في آمان في رحاب عنايته ...

بدأنا نعذر الناس.. وبدأنا نسامح أنفسنا.. وبدأنا نستغفر ربنا بجد وجدية وندم حقيقي على ما مافات من عمرنا، بغير ذكر الله وتسبيحه...

بدأت المشاكل تتلاشى .. وبدأ الرفق يسكن جوانب شخصيتي .. بعد أن كانت السرعة والجدية والحزم  هم العناوين العريضة التى عرفني بها الناس... السرعة والحزم كانت مغلفة بقسوة ملحوظه.

بدأ اللين يدخل إلى قلبي... وبدأ الرفق يدخل إلى حياتي.. وبدأ الناس يعرفونني أكثر ويتقربوا إلي أكثر .. وبدأ التقدير منا لكل شيء يأخذ مكانه في حياتنا...

أخي في الله قدمت لك تلك المقدمة التى ربما أطلت فيها لتكتشف أهمية النظرية,, فهي ستغير حياتك.. سترى العالم بطريقة اخرى.. ستذوب مشاكلك.. ستكتشف أن كل ما كان يؤلمك ويزعجك في الماضي البعيد والقريب ليس إلا رحمة من ربك رحمك بها..

والأن هيا بنا إلى النظرية خطوة بخطوة وكلمة بكلمة من كتاب الله

الحكاية بدأت معي بمعلومة صغيرة جدا قرأتها في صفحة على الفيسبوك.. كنت قد درستها من سنوات طويلة، المعلومة تقول .. أن طوافنا حول الكعبة يكون بعكس دوران عقارب الساعة... وتحليل الكاتب أن بهذه الطريقة يكون القلب قريبا من الحجر الأسود ومن الكعبة..

ومما هو معروف لدى العالم كله أن دوران القمر حول الأرض، وكذلك دوران الأرض حول الشمس إنما يكون عكس عقارب الساعة، إن حركة الكون كله تدور عكس عقارب الساعة....

هنا اكتشفت أنني خلال سنوات عمري كلها كنت أسير عكس الكون كله.. وكانت صلابة رأي وقوة أرادتي جعلاني أدخل في حرب عقيمة مع الزمن ومع كل ما يقذف به إلى من مشاكل عقيمة وكلها من نوع واحد.. الناس والحياة.. فالناس تتصارع من أجل مصالحهم الشخصية.. والحياة تطحن بلا رحمة  كل من تجده أمامها،حتى بعد حصوله على غايته كالنجاح أو الغنى،  وكنت أنا اترك الناس يتهافتون على الفتافيت التى تتساقط منى أثناء صراعي مع الحياة.. فلم أكن أريد منهم شيئا البتة غير قليل من بقايا الإنسان... الذي اختفي مع الزمان..

وكان صراعي مع الحياة معتقدا أنني بما لدي من قوة وعنفوان أستطيع أن أحصل على ما أريد.. ولم أكن أريد سوى الحب... كان كل همي وصراعي من أجل العثور على الإخلاص .. قلبا مخلصا محبا، وإنسانا بمعنى الكلمة يقدر المشاعر الإنسانية..

الآن اكتشفت أنني كنت اسير مع عقارب الساعة،. ناسيا متناسيا أنني بذلك اسير عكس الكون كله.. فهيا بنا نعرف ونتابع تفاصيل نظرية التسبيح من خلال كتاب الله ..

تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) الإسراء.

 وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ

لو دققنا النظر في هذه الآية الكريمة لوجدنا أنفسنا نسبح لله دون أن نعلم.. قد يكون ذلك عجيبا ومستغربا عند كثيرا من الناس.. وأقول وأنا ادعو الله أن يوفقني لحقيقة الأمر ... القلب ينبض منذ أن دبت الحياة فينا، وإني أرى والله أعلى وأعلم أن نبض قلوبنا هو تسبيح لله تبارك وتعالى.. فمن استطاع ان يتجنب في صغره الموبقات مطيعا لله ولوالديه فقد التحم واتحد مع قلبه المسبح بطبيعته لله رب العالمين ...

وهذا يفسر لنا هؤلاء الناس الذين تربوا وترعرعوا على طاعة الله، تجد طفلا بريئا هادئا مطيعا ودائما مبتسما، وتجده شابه يتفاني في خدمة والديه والناس، وتجده زوجا يقدس الحياة الزوجية ويصحب عائلته إلى بر الآمان والسعادة والإطمئنان..

لابد وأن نخرج الدنيا من قلوبنا حتى نلحق بوحدات الكون المسبحة لله الحليم الغفور، حليم بنا يغفر لنا جهلنا وضعفنا .. لأننا لو سبحنا ربنا فقط بلساننا مع استمرار الدنيا الفانية في قلوبنا فليس لتسبيحنا أي معنى أو تأثير،هناك معلومة عجيبة وقوية جدا قرأتها في كتاب جنة النعيم في رحاب الرحمن الرحيم، المعلومة تقول أننا عندما نذكر اسم الله فكل حرف من حروف هذا الإسم يسكن أو يغذي غرفة في قلوبنا، طبعا هذا لو عشنا الإسم بإحساساتنا ومشاعرنا، وليس فقط بألسنتنا.. وهذه حقيقة مجربة على مر الزمان.

إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) يونس.

هل فكرت معي لحظة لماذا خص الله المتقون بهذه الآية الكريمة؟.. دعني أفضفض  معك بما يدور في ذهني..

كلنا يسعى إلى تقوى الله .. وفي نفس الوقت كلنا يدور مع عقارب الساعة حتى ونحن نسبح.. يقول لنا المولى عز وجل .. أجعل النهار لعقلك وبدنك وعملك الدنيوي... واجعل الليل لقلبك لتعيش مع آيات الكون المسبح.

إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ

<!--هل تعيش معي كلمات الآية؟

<!--هل دققت  وتيقنت من تلك المعلومة التى ساقها الله تبارك وتعالى إلينا؟

إن الليل يأتي مختلفا... كل ليلة تأتي بشيئ جديد.. فالليلة الماضية تختلف عن التى قبلها.. هذا أوضح من الشمس في كبد السماء.. اختلفت فيها أفعالنا.. وافكارنا .. ومشاعرنا.. والأحداث التى  مررنا بها.. كل شيئ مختلف تماما، في محيط حياتنا اليومية الروتينية، فرغم رتباتها إلا إنها تختلف...

ولكن هناك اختلاف أخر في كون الله المسبح، أشياء تجري في كون الله العلي العظيم لا نعرف كنها ومداها والآيات الدالة على ذلك كثيرة...  فياترى ما حكمة هذا الإختلاف؟؟

وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) الأنبياء

ربما كان الإختلاف حتى لا نتعود المسائل.. ونركن إليها .. فأنت عندما تذهب لبيتك مساءا لتستريح وتنام كما تعودت فقد تفاجئ بشيئ يحول بينك وبين قضاء ليلتك كما تعودت...

وكذلك أثناء النهار.. تخرج من بيتك كما هي عادتك خلال سنوات عمرك.. ذاهبا إلى عملك او مدرستك او مصنعك كعادة يومية فتفاجئ بشيئ يقلب لك موازين عادتك اليومية...

ربما أراد الله تبارك وتعالى ألا تكون حياتنا مجرد روتين يومي نفعله بالتعود بلا تفكر ولا تدبر لما قد تأتي به الرياح مع الليل والنهار، فيذهب عنا الحماس، وتفتر مشاعرنا، فنقول بألسنتنا ما ليس في قلوبنا، وهذا لا يحبه الله منا ولا يرضاه لنا..

إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) يونس

ليس فقط اختلاف الليل والنهار ولكن أيضا ما خلق الله في السموات والأرض... في أثناء سيرك هل رفعت بصرك إلى السماء؟.. هل لاحظت ما يجري الله على خلقه من احداث فتقسمهم إلى سعيد وشقي؟ .. هل لاحظت فقدان الاخرين لما لديك من نعم الله ؟

كل ذلك آيات لكل تقي .. يتقي الله في نفسه ودينه وعمله وبيته وأهله وفي عموم حياته وخصائصها... يعيش حياته معتصما بالله، متمسكا بدينه وحبل نجاته، بلا تفريط ولا هواده، وما الأحداث التى يواجهها إلا ليثبت ولا يفتر أحساسه في عبادة الواحد الأحد..

التسبيح يخرجنا من دوامات الحياة إلى دائرة الملكوت الأعظم المسبح لله، فتنفس الصعداء ونسشعر بقيمة أنفسنا، وبأننا نستحق بحق الله أن تسجد الملائكة لآدم عليه السلام .

ربما أراد الله تبارك وتعالى ألا تكون حياتنا مجرد روتين يومي نفعله بالتعود بلا تفكر ولا تدبر لما قد تأتي به الرياح مع الليل والنهار، فيذهب عنا الحماس، وتفتر مشاعرنا، فنقول بألسنتنا ما ليس في قلوبنا، وهذا لا يحبه الله منا ولا يرضاه لنا..ومما لا شك فيه أن هذا الذي يحدث لك ويقلب روتين حياتك هو رسالة من الله لك، لتتوقف عن الجري، وتفكر لحظات فربما اكتشفت لغز الرسالة وهي في الغالب تتطلب منك أن تعيد حساباتك، وتنظر إلى الحياة بعيون مختلفة عن التى لديك، لترى الحقائق وتنجى بنفسك وأهلك من النار.. هذا والله العظيم مجرب من كل البشر على اختلاف اوطانهم ودياناتهم ومعتقداتهم .

إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) يونس

ليس فقط اختلاف الليل والنهار ولكن أيضا ما خلق الله في السموات والأرض... في أثناء سيرك هل رفعت بصرك إلى السماء؟.. هل لاحظت ما يجري الله على خلقه من احداث فتقسمهم إلى سعيد وشقي؟ .. هل لاحظت فقدان الاخرين لما لديك من نعم الله ؟

كل ذلك آيات لكل تقي .. يتقي الله في نفسه ودينه وعمله وبيته وأهله وفي عموم حياته وخصائصها... يعيش حياته معتصما بالله، متمسكا بدينه وحبل نجاته، بلا تفريط ولا هواده، وما الأحداث التى يواجهها إلا ليثبت ولا يفتر أحساسه في عبادة الواحد الأحد..

التسبيح يخرجنا من دوامات الحياة إلى دائرة الملكوت الأعظم المسبح لله، فتنفس الصعداء ونسشعر بقيمة أنفسنا، وبأننا نستحق بحق الله أن تسجد الملائكة لآدم عليه السلام .

تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)

الآية التالية لتعرف أنك أنت المقصود بكل ما سبق:

وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45)  الإسراء

القرآن لك وحدك أيها المؤمن القارئ له والمتدبر آياته والمتفكر في خلق الله فهذه هي صفات من آمن بالله ربا وبمحمدا صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1043 مشاهدة
نشرت فى 16 مارس 2013 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,333

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »