نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) النمل

فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا

تبسم وهو يضحك .. يضحك من سعادته وفرحته بنعمة ربه... أن فهم كلام نملة... وهي على صغر حجمها إلا إنها عادلة وحكيمة، لم تتهم سليمان وجيشه باطلا.. كما يفعل بعض القادة المبجلين... لم تقل إلا الحق..{ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } قالت وهم لا يشعرون...النملة لم تتهم سليمان ولا جيشه بالجهل أو العمى.. بل قالت وهم لا يشعرون... لن يشعروا بوجودكم... أي عدل هذا؟؟ أي حكمة هذه؟  ليتنا نتعلم أن نتكلم بالحق .. وأن نحكم بالحق... وأن نتحرى الحق في كل أحوالنا وحياتنا..

لقد خصص لنا المولى عز وجل 88 نداء لنتعلم كيف نكون مؤمنين... فالمؤمن عادل.. والمؤمن متفاءل..والمؤمن هادئ مطمئن... والمؤمن لا يخاف إلا من ربه... والمؤمن ذو حظ عظيم.. ليتنا نرقى بأنفسنا لنصبح مؤمنين حقا...

سمعت محاضرة لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي قال فيها : { الأخلاق هي الإيمان.. ومن زاد عليك في الخلق .. فقد زاد عليك في الإيمان }..

 فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا

كلمة الحق تجعل الإنسان سعيدا وفخورا بنفسه... وتجعله قريبا جدا من الحقائق كلها... وتحري الصدق يقربنا من الله...

هناك وصايا الرحمن في سورة الأنعام.... وهذه الوصايا تحملنا إلى بداية القرآن .. إلى فاتحة الكتاب ... ثم إلى نداء الله لمن به آمن ليعطينا دعائم المنهج... ويعطينا القيم الواجبة واللازمة لعملية الإيمان... فمعنى أن يعطي الله لقب مؤمن لمن به آمن، هذا معناه أنه أصبح مؤهلا لكي يحمل راية الإيمان...

ولكي يصبح مؤهلا ليحمل راية الإيمان عليه أن يؤهل نفسه بإتباع وصايا ربه ونداءاته... حينئذ سيكون مؤهلا بمؤهل عالى يمنحه له الخالق العظيم ... ليحكم في الأرض بما أنزل الله... ويعمل على نشر العدل والحكمة ويقيم الوزن الحق بالقسط، لكل أفعاله وكلماته وعلاقاته وعمله...

وقد يقول لي قائل : إذا هؤلاء الذين لم ينالوا حظا من التعليم؟  أقول له أن الله سبحانه وتعالى يسر لكل إنسان ما خلق له... فمثلا هناك الميكانيكي الذي ورث المهنة عن أبيه... وهناك المهندس الذي تلقى العلم في أكبر الجامعات .. ثم أصبح صانعا للمحرك .. وكل ما لدينا الآن من تكنولوجيا ..

هذا هو الفارق بين أن تنادي شخص وتقول له الأسطى فلان... وبين أن تعطيه الدولة شهادة معتمدة من الجامعة التى درس فيها بأنه أصبح طبيبا أو مهندسا أو محاسبا ...

ومع ذلك فكل ميسر لما خلق له... المهندس له دور .. والعامل له دور... وعندما يجتمع العلم مع الإيمان فإنه يصنع إنسانا كاملا متكاملا وأقرب ما يكون من الأنبياء... فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العلماء هم ورثة الأنبياء...

ولدينا آية جميلة حكيمة توضح لنا قيمة العلم والإيمان..

وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55)وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَلَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِوَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(56) فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57) الروم

عدم العلم بالشيئ يجعلك لا ترى أوضح الأمور وابسطها.. فهذا موقف يوم القيامة .. يقسم فيه المجرمون أنهم لم يلبثوا غير ساعة... فيرد عليهم  اصحاب العلم والإيمان بأن هذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون..

فهيا بنا نتسلح بأخلاق الواصايا التى وضعها  لنا المولى عز وجل... وهيا بنا ننفي الشرك عن قلوبنا وأنفسنا بأن نلبي ونطبق نداءات ربنا التي بها نحصل على لقب مؤمن من الله و ونحقق دعائم التوحيد بالله العلي العظيم..

 

.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 81 مشاهدة
نشرت فى 1 مايو 2012 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

249,412

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »