غذي قلبك بالحب وعقلك بالعلم وستجد نفسك التابع الأمين

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176).

[ الأعراف ]

أولا: نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا

إذاً الله تبارك وتعالى يرزقنا ما نحتاج من الآيات كما يرزقنا ما نحتاج من الطعام والشراب، لكي يُتم نعمتهُ علينا فنسمو إلى المستوى اللائق بالإيمان .. وأول معطيات الإيمان هي تقوى الله..

غذي قلبك بآيات الله لأن بها ما تحتاجه من نور

ثانيا: فَانْسَلَخَ مِنْهَا

الإنسان بطبيعته يحتاج إلى النور ليكتمل نموه كما يحتاج إلى الطعام والشراب فعندما ينسلخ من آيات ربه فقد خرج من النور إلى الظلمات، وفي الظلام تعيش الشياطين من الإنس والجن، فيستقبلونه ويرحبون به وقد يفرحوا به لأنه أصبح مثلهم مغفلا.

ثالثا :  فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ

     بمجرد أن سلخ نفسه من الآيات ونسيها اتبعه الشيطان، يظل وراءه حيث مضى حتى وهو نائم لا يتركه فليس لديه عمل آخر في الدنيا إلا الضلال والفسوق والعصيان.. لأنه يعرف أن مصيره المحتوم إلى النار وهو لا يريد أن يدخلها وحده.

رابعا : فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ

     لكي نفهم خطورة الغواية علينا أن نتدبر الآية التالية:

إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ

[ سورة الحجر 42 ]

في بداية الأمر الشيطان اتبعه عندما انسلخ من آيات ربه أما الآن أصبح هو من أتباع الشياطين، يعنى أصبح شيطان صغير والعياذ بالله .. وقد يفوق التلميذ أستاذه.

وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176).

[ الأعراف ]

فائدة عظيمة جدا لابد لنا أن ننتبه لها .. الإنسان عبارة عن عقل وقلب وروح وجسد ونفس تأمر وتنهى وتشتهي وتميل وتحب وتبغض .. وكل له غذاء :

فالعقل غذاءه العلم والقلب غذاءه الحب والجسد غذاءه الطعام والنفس غذائها التقوى والروح غذائها القرآن..فإن غذيت نفسك بتقوى الله وروحك بكلامه سبحانه وتعالى كنت من العابدين

***

إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ

[ سورة فاطر ]