authentication required

ذكري تحرير سيناء

ما تزال ذكرى تحرير سيناء ماثلة في أذهان المصريين الذين يعتبرونه يوماً لاستعادة الكرامة بعد طرد الكيان الصهيوني من الأرضي المصرية لكن علي الجانب الآخر يقف سياسيون ومفكرون يشكون الوجع والألم من تلك الذكري التي يرونها لم تؤت ثمارها بعد مفاوضات التحكيم التي نتجت عن اتفاقية كامب ديفيد وأجبرت الحكومة المصرية على نزع السلاح من أرض سيناء, معتبرين أن مصر دفعت المقابل في تضحيات السلام التي قدمها الرئيس السادات ومقاطعة جميع الدول العربية لمصر وأن السادات نفسه دفع حياته ثمنا لهذه الاتفاقية.

"مصر الجديدة" رصدت في الملف التالي وجهات النظر حول الاحتفال بهذه الذكرى وطرحت السؤال.. هل عادت سيناء للمصريين؟  عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية يرى أن ما كسبناه بالسلاح ضيعناه بالسياسة، فسيناء التي حارب من أجلها المصريون وبذلوا الغالي والرخيص لم تعد للمصريين كما أن مصر خسرت كثيرًا من علاقاتها الدولية والعربية من أجلها ودخلنا في

 قطيعة طويلة مع الدول العربية التي كافح جمال عبد الناصر كثيرا من أجل لم شملهم تحت راية العروبة.

ويضيف قنديل: أنور السادات لم يحافظ على النصر العسكري الذي حققه وسارع وارتمى في حضن  الولايات المتحدة التي أصبحت الآن جارا- بالسلاح- لكافة الأنظمة العربية بعد أن كانت تهيمن على المنطقة من بعيد، أيضًا رفعت الولايات المتحدة شعارات الإصلاح الديمقراطي والتغيير، واعتادت الولايات المتحدة على"خض ورج" الأنظمة العربية والتهديد برفع الحماية عنها، وفي المقابل تلجأ الأنظمة إلى نوع من المقايضة على رجاء السماح الأمريكي بمد أجل خدمة هذه الأنظمة ومنها النظام المصري والذي يحاول كسب رضا إسرائيل كأقصر طريق لرضا البيت الأبيض. وهنا أشير إلى حزمة من الإجراءات التي قام بها النظام المصري منها توقيع اتفاقية "الكويز" مع الولايات المتحدة وإسرائيل وتوقيع اتفاقية الغاز مع إسرائيل والإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام وغيرها.

وتابع قنديل: إن هذه الإجراءات تشكل في مجملها "كامب ديفيد مبارك " بعد أن استطاعت كامب ديفيد السادات تحقيق أمرين في غاية الخطورة وهما نزع السلاح المصري من جبهة سيناء وتبعها نزع سيادة القرار من القاهرة بفعل المعونة الأمريكية التي حصلت عليها مصر بعد توقيع كامب ديفيد في سنة 1979 وانتهت هذه الاتفاقية إلى إخراج مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني وتراجع الدور المصري عربيا من دور الريادة والقيادة إلى دور الوساطة ثم الوكيل السياحي لتسويق السياسة الأمريكية في المنطقة ومع كامب ديفيد مبارك تطور الأمر إلى مستوى اخطر بدمج مصر في منظومة الشرق الأوسط الجديد تحت القيادة الإسرائيلية بعد أن تم صهره بنار السلاح الأمريكي.

ويقول قنديل : عيد تحرير سيناء هو ذكرى الوجع وليس ذكرى التحرير حيث عادت سيناء منزوعة السلاح والسيادة لمساحة 150 كيلو متر.

وأكد قنديل أن التخوفات التي صاحبت حرب 73 من أن تعود سيناء وتذهب مصر هي كانت حقيقة لأن سيناء لم تعد بالسيادة الكاملة المصرية بل ذهبت بمصر جميعها إلى أحضان الإسرائيليين والأمريكان.

وأدان عبد الحليم تعامل الدولة مع المصريين في سيناء على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية بالإضافة إلى التعنت الرهيب تجاه الأهالي ومنح ميزات للمصريين وسلبها من أهالي سيناء مثل حق امتلاك الأرض ودخول جامعات معينة وغيرها من الميزات الأخرى, وهو ما جعل بعض الاهالى فى يناء على حد وصف عبد الحليم يشعرون أن الاحتلال الإسرائيلي كان أفضل من تعامل السلطات المصرية معهم .

أما ضياء رشوان الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية فيرى أن سيناء بعد تحريرها أصبحت خطرًا على الأمن القومي المصري ولاحظنا ذلك في  تزامن العديد من التفجيرات الإرهابية مع احتفالات مصرية في نويبع وشرم الشيخ ودهب والذي  لا

 يمكن أن يكون مصادفة فالقوى الراديكالية التي لا تعترف بإسرائيل لم توافق على عقد النظام المصري سلام معها حتى ولو كان المقابل استرداد الأرض المحتلة ولذلك خسرت مصر الجبهة الأمنية الداخلية وكان نتيجة ذلك اغتيال الرئيس السادات وقيام هذه القوى بالعديد من التفجيرات والأعمال التخريبية وكل ذلك كان نتيجة أننا عندما استردينا سيناء دفعنا المقابل من السيادة الوطنية على أرضنا ودفعنا ثمنه من علاقاتنا ووضعنا العربي ودفعنا مقابله من الاقتصاد المصري الذي تدهور وأصبح لعبة في يد الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويرى الدكتور رفعت سيد احمد مدير مركز يافا للدراسات الإسرائيلية أن الإسرائيليين ما يزالون في سيناء ووضعهم فيها أقوى من المصريين، فعلى سبيل المثال نجح الإسرائيليون في إقامة نصب تذكاري لأحد عشر طيارا "إسرائيليا" بمدينة الشيخ زويد، في قلب سيناء المصرية ولا يزال هذا النصب قائما منذ العام 1967ومنقوش عليه أسماء الإسرائيليين  حتى الآن، أما الشهداء المصريون الذين سقطوا في هذا المكان فلا يجدون من يقرأ عليهم الفاتحة.

وأضاف: المثير أن هذه الصخرة تحولت بعد ذلك إلى "حائط مبكى" جديد يحج إليه الإسرائيليون كل عام ليذرفوا دموع التماسيح على قتلاهم، وليتحول الأمر إلى مسمار جحا جديد على أرض مصر، يضاف إلى “أبو حصيرة” والمعبد اليهودي وغيرها من الأماكن على الأراضي المصرية.

 وتابع: رفعت: إن حتى ولو كان منصوصا على هذا التمثال في اتفاقية السلام، فاليهود دائما يخلقون مسامير جحا تمكنهم من التدخل في شئوننا مثلما حدث في “أبو حصيرة” ولذلك لابد من  إزالة هذه المسامير من ارض مصر، وإذا كانت الحكومة تقول إن سيناء حررت بالكامل فلتتخلص من النصب، أما إذا لم يكن ذلك قد حدث فليعلنوها صراحة، ويؤكد رفعت  أن هناك ضغوطا أمريكية و”إسرائيلية” وراء بقاء الصخرة.

ويتساءل بتهكم: إذا كنا لا نستطيع أن نزيل تمثالا فمن باب أولى يمكن أن نقول إن مصر لم تسترد سيناء كاملة السيادة ولكننا استرددناها ومعها التبعية والإذلال.

فيما أكد حافظ أبو سعده رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان إن يوم تحرير سيناء يحمل ذكريات سعيدة للمصريين لأنه يعنى عودة ثلث الأراضي المصرية من المحتل الإسرائيلي.

 وأضاف أبو سعده إن يوم تحرير سيناء يذكرنا بوجود عدو بجانبنا ينتظر اغتصاب الأراضي المصرية بعد طرده منها, وهو الأمر الذي يجب أن نربى أولادنا عليه، ونحذرهم من العدو الإسرائيلي المترقب لاغتصاب أراضنا.

ويكمل أبو سعده : يوم تحرير سيناء يعد اليوم الذي استطاعت مصر أن تستعيد سيادتها على أراضى كانت مغتصبة , وأصبح علينا الآن أن نعمرها.

وأدان أبو سعده بطء المشروع القومي لتنمية سيناء, وطالب الحكومة بأن يكون هذا المشروع على أجندة أولويتها لما له من أهمية قصوى.

ومن جانب آخر أستنكر أبو سعده التعامل الأمني السىء مع أهالي سيناء, والمصريين, في الوقت الذي ينعم فيه الإسرائيلي المحتل بميزات كثيرة لا يحصل عليها المصري.

وطالب أبو سعده الحكومة المصرية بالنظر من جديد في نصوص اتفاقية كامب ديفيد, وأن يتم التعامل مع الإسرائيليين مثل التعامل مع الأجانب ولا يسمح لهم بدخول الأراضي المصرية إلا عن طريق تأشيرات مسبقة وليست بطاقة تعريف الهوية.

واعتبر أبو سعده التواجد الإسرائيلي هو أحد أهم الأسباب التي تعطل مشروعات التنمية في سيناء, حيث يتخوف المستثمرين من استخدام أموالهم في سيناء, خاصة في ظل الأوضاع الأمنية التي تجعل أي مواطن يذهب إلى أرض سيناء يحتاج إلى تصاريح أمنية مسبقة.

وطالب أبو سعده الحكومة المصرية في نهاية حديثه بأن تزيل كل العوائق أمام أبناء سيناء, وألا يكون هناك تمييز في التعامل معهم, وأن تضع الحكومة المشروع القومي لتنمية سيناء على أولويتها وتسارع بتطبيقه.

هل يعترف الإخوان بعدم مشاركتها في حرب أكتوبر؟

علي الجانب الآخر اعتبر محللون في الشأن السياسي تعمد جماعة الإخوان المسلمين تجاهل الاحتفال بعيد تحرير سيناء، وعدم ذكر المناسبة على موقعها الإلكتروني الناطق باسمها لا من قريب ولا من بعيد- بمثابة اعتراف منها بعدم مشاركتها في حرب أكتوبر.

ونشرت الجماعة علي موقعها بعض الأخبار العادية المتعلقة بالأقصى والاحتلال الصهيوني، وخصصت باقي مساحات موقعها لكلمة المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع تحت عنوان حديث من القلب الحلقة العشرون؛ وخصصت الباقي للهجوم علي الحزب الوطني وخاصة نائب الرصاص نشأت القصاص والمطالبة بمحاكمته تحت عنوان: "إرهاب الحزب الوطني"؛ في إشارة من الجماعة بأنها لا تعتبر ذكرى تحرير سيناء يوما للاحتفال عندها رغم أن مكتب إرشاد الجماعة اعتبر يوم الاحتفال إجازة ومنح جميع العاملين بالمكتب إجازة مدفوعة الأجر؛ الأمر الذي اعتبره محللون سياسيون متخصصون في شئون الجماعة بأنه اعتراف صريح من الجماعة بعدم مشاركتها في حرب أكتوبر عام 1973 وهذا ما أكده الدكتور عمار علي حسن خبير شئون الجماعة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الذي أشار إلي أن جماعة الإخوان لم تشارك كجماعة أو حتى كأفراد في حرب أكتوبر؛ مدللاً علي ذلك بأن الجماعة  وقتها كانت منحلة وجميع أعضائها وقيادتها في المعتقلات والسجون وهم الذين تم سجنهم عام 1965 في قضية القطبيين نسبة إلي "سيد قطب"؛ لافتاً إلى أن الشيخ حافظ سلامة زعيم المقاومة الشعبية بالسويس أثناء حرب أكتوبر أكد له أن الإخوان لم يشاركوا في الحرب؛ حتى الذين كانوا منهم خارج السجون لم يتطوعوا فيه كجنود مقاتلين في حرب أكتوبر.

واعتبر عمار تجاهل الإخوان الاحتفال بعيد تحرير سيناء علي موقعها الإلكتروني هو بمثابة اعتراف منها بعدم مشاركتها في هذا النصر العظيم؛ وحتى لا يتهمها أعداؤها من القوي السياسية بمحاولة نسب نصر أكتوبر للجماعة رغم علم الجميع بأن الإخوان كانوا في جحورهم وقت الحرب.

علي جانب آخر اتخذت الجماعة الإسلامية الخط الذي اتبعه الإخوان بعدم احتفالها بعيد تحرير سيناء؛ ولم تحتفل هي الأخرى؛ حيث لم تنشر الجماعة الإسلامية علي موقعها الإلكتروني الناطق باسمها أية أخبار أو مقالات للاحتفال بالمناسبة.

الجماعة الإسلامية تغير من فكرها:

الغريب أن موقع الجماعة الإسلامية تفرغ يوم الاحتفال بالمناسبة بنشر قصص غرامية وجنسية لشباب وفتيات أرسلوا قصص حبهم للموقع؛ حيث نشر الموقع يوم الاحتفال بعيد تحرير سيناء ثلاث قصص حب وجنس لفتيات وشباب كان منها علي سبيل المثال فتاة أرسلت للموقع أنها تعشق شاباً عن طريق التليفون لمدة ثلاث سنوات ومع ذلك لم تره طيلة هذه المدة وقالت الفتاة لإدارة الموقع : هناك شخص جاء ليخطبها وهي ترفضه لأنها تعشق الشاب الذي يتحدث معها في التليفون في الجنس؛ كما أرسلت فتاة أخرى لإدارة الموقع يوم الاحتفال بعيد تحرير سيناء أنها ما زالت تحب خطيبها السابق أن يحضنها ويقبلها؛ أما الرسالة الثالثة فكانت من فتاة طلبت من إدارة الموقع حلاً لمشكلتها وهي أنها تريد أن تتزوج من رئيسها في العمل لأنها تشعر بأنه سيمتعها.

نشر قصص جنسية وغرامية لأول مرة علي موقع الجماعة الإسلامية يوم عيد تحرير سيناء اعتبره عبد الرحيم علي الباحث في شئون الجماعات الإسلامية انقلابا فكريا في تاريخ الجماعة وانقلابا علي ثوابتها ومبادئها المتطرفة دينياً؛ معلقاً بشكل ساخر الجماعة الإسلامية تجاهلت تحرير سيناء يوم الاحتفال بالمناسبة وتفرغت لتحرير الفتيات والسماع لشكواهم الجنسية والغرامية.

المصدر: موقع مصر الجديدة
hegawyhegawy

المهندس/ محمد عبدالله الحجاوي

  • Currently 74/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 983 مشاهدة
نشرت فى 24 إبريل 2011 بواسطة hegawyhegawy

محمد عبدالله الحجاوي

hegawyhegawy
مرحبا بكم في موقعنا »

عدد زيارات الموقع

493,206

تسجيل الدخول

ابحث

م/ محمد عبدالله الحجاوي

حاصل علي بكالوريوس علوم زراعية _ جامعة قناة السويس ، يعمل بشركة الإسماعيلية مصر للدواجن.