الإسلام وحماية الأعراض
=======
لعظم مكانة المسلم , ولحماية عرضه من كلّ ما يشوبه شرع الإسلام هذه الأمور :
* النهي عن السخرية بالمسلم، وأن يعيب المسلم أخاه ويتنقّصه، سواء كان ذلك بالهمز أو اللمز؛ فالهمز: بالفعل. واللمز: باللسان، أن يعيبه بلسانه أو بعينه، أو يشير إليه، قال تعالى:
{وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} الهمزة : 1 .
*
* النهي عن الظن ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله : )إيَّاكُم والظَّنَّ ، فإنَّ الظَّنَّ أَكذبُ الحديثِ ، ولا تحسَّسوا ، ولا تجسَّسوا ، ولا تحاسَدوا ولا تدابَروا ، ولا تباغَضوا ، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا) رواه البخاري , فعِلل القلوب وأدواؤها مشهودةٌ في أفعال السلوك، فالمبتلَى والمأسورُ قلبُه بآفة الحقد والحسد والغل مفضوحٌ أمره بفلَتاتِ لسانه، وأفعالِ سلوكه. وكل ما في القلب من عوار تستخرجه الجوارح واللسان. فلا يليق بمجتمع الإسلام تداوُل أقاويل وأحاديث سندُها الظنُّ والتخمين، والرجمُ بالغيب من غير تثبيتٍ ولا تبيين، فذلكم مما يحمِل المفاسد العُظمى، ويتضمَّن الآثام الكبرى , وعلى المسلم أن يطهر قلبه من هذه الآفات ويدعو الله تعالى دائماً بذلك قال تعالى
) وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) الحشر : 59
* النهي عن تتبع العورات , فبعض الناس شغل نفسه بتتبع عورات المسلمين ، والخوضِ في الأعراض والتشهيرِ بأخطائهم ؛ فلا يكاد يُذكر عنده أحدٌ إلا انتقصه وعيَّبه، وذَكرَ فيه مأخذاً ليُعيَّب به. قال النبي r: (إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم ) صححه الألباني .
*
* النهي عن اللغو ،وكل مالا فائدة فيه ولا خير ، ومن ذلك التسارع في شتم أعراض المسلمين، والقدح في أديانهم وأمانتهم بغير حقٍّ ولا برهان، فربُّنا - جل وعلا - يقول في حق المفلحين: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) المؤمنون: 3
ويقول سبحانه : (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ( القصص: 55.
*
* النهي عن الاشتغال بعيوب الآخرين , فبعض الناس يرى النقص في غيره عواراً وعيباً، ويراه في نفسه جِبلّةً وطبيعةً بشرية، تراه بصيراً بعيوب الناس، متعامياً عن عيوب نفسه , فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال ( يُبصِرُ أحدُكم القَذَاةَ في عينِ أخِيه ، وينْسَى الجِذْعَ في عينِهِ) صححه الألباني , ديدنُه الخوضُ في الأعراض، وتتبعُ العورات، وانتقادُ العيوب؛ يلمز هذا، ويسبُ ذاك، يطعنُ في عدالة فلان، ويقدح في ديانة فلان.
واخيرا نقول
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) آل عمران : 102.
اتقوا الله تعالى حق التقوى، فإنها جماع الخيرات، وسبيل السعادة والنجاة، بها تزكو النفوس، وتستقيم الألسن، وتصلح القلوب، فاتقوا الله تعالى في كل ما تقولون وتفعلون) وَٱتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون (البقرة: 281.
والحمد لله رب العالمين
ساحة النقاش