الذهب يتفوق على البترول -الجزء الثالث
دكتور / حسن بخيت
رئيس المجلس الاستشارى العربى للتعدين والبترول
تحول الذهب خلال الفترة الأخيرة الى سلعة «استثمار الأزمات»، فبعد ان كان يستخدم تقليدياً لموازنة مدخرات الدول وبعض الإغراض الاستثمارية الأخرى أصبح إحدى القنوات الاستثمارية المهمة التي تلجأ اليها الصناديق الاستثمارية عندما تتعرض العملات الرئيسية أو أسعار السلع الرئيسية لهزات عنيفة كتلك التي حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية. وبرز الأمر جلياً خلال الفترة التي شهد فيها الدولار الاميركي تأرجحاً واضحاً مما دفع المستثمرين للتدافع لشراء كميات اكبر من الذهب، الأمر الذي أدى الى ارتفاع أسعاره .
ان التحدي الأكبر يتمثل في ضرورة وجود معايير واضحة ومحددة لتعدين الذهب على نحو مقبول بيئيا واجتماعيا.
ان اتباع الاساليب العلمية فى منظومة تعدين استغلال الذهب بدا من المنجم مرورا بالمصنع انتهاء بالتسويق هو دفعة للاقتصاد الوطنى ولابد لكل المعنين ان تتظافر جهودهم نحو هذا الهدف.
هناك مؤشرات ايجابية لمستقبل التعدين وخاصة الذهب بمصر وهذا يعتمد كما اسلفنا على عدد من الركائز والمفاهيم الاساسية فليكن فى الحسبان ان جذب الاستثمار الأجنبي في قطاع الثروة المعدنية ليس فقط مجرد جذب الأموال بل الاهم هو الاستحواذ على خبرات الادارة الحديثة والحصول على التكنولوجيات المتطورة لايجاد كوادر مصرية قادرة على الوفاء بالتزمات خطط الدولة المستقبلية والتطلع الى غزو الاسواق الاقليمية والعربية فى مجال التعدين مما يعود على الدولة بالنفع الكبير.
من الشىء الطبيعى انه سينشىء عن النشاط المنجمى ما يسمى بمدن المناجم التى ستمد هذه الشركات بالعمالة المطلوبة وبادوات الاعاشة والوقود وغيرها من الخدمات اللوجستية و المستلزمات الضرورية مثل إنشاء شركات لخدمات التعدين تشمل مكاتب دراسات الجدوى وشركات المعدات الثقيلة ومعامل التنقية ومعامل التحاليل وشركات النقل الثقيل ونقل المياه بالاضافة الى محطات الوقود وغيرها من الانشطة ذات ا لعلاقة وهذا فيه انتعاش اجتماعى له من الاثر الايجابى فى توفير فرص عمل للشباب وأحداث حراك أجتماعى واضح .
ولكى نضمن لمنظومة تعدين الذهب النجاح فلابد ان تتحلى بالاشتراطات والمعايير العالمية فى هذا الشأن وهذا يتتطلب انشاء معهد مصرى لمهن التعدين المختلفة والخدمات المعونة له من معامل واجهزة كشف وخلافه وان بكون مصنفا عالميا ومعتمدا ويكون وظيفته الاساسية تدريب وتاهيل الكوادر المختلفة طبقا لاصول التعدين الحديثة واعطاء رخص مزاولة المهنة واجراء التحاليل المعتمدة وبالتالى نستطيع ان نضخ لهذا القطاع الكوادر المدربة والمؤهلة القادرة على اعداد د برامج للبحث والتنقيب واعداد تقارير الجدوى الاقتصادية ومراجعة تقارير الشركات الاجنبية فحتى الان لا يوجد معايير او اكواد متبعة لعمليت الاستكشاف ولا يوجد جيولوجى واحد مكود او مصنف كما ان الشركات الاجنبية العاملة فى مجال البحث والمبرمة مها أتفاقيات تقوم بارسال الالاف العينات للتحليل بالخارج لعدم وجود معامل معتمدة تستطيع الاستناد اليها اثناء تقديم دراسات الجدوى الاقتصادية مما يفقد الدولة الكثير من العوائد المالية بالاضافة الى فقدان الكثير من فرص العمل كما ان هناك عجز شديد فى الكوادر المدربة والمؤهلة وليس هناك اى مراكز معتمدة لمزاولة المهنة وكما تعانى هيئة الثروة المعدنية من ضعف الامكانيات اللوجستية وكذلك برامج التاهيل فى هذا الشان
ساحة النقاش