نهر النيل وأنهار مصرالجوفية
دكتور / حسن بخيت
رئيس المجلس الاستشارى العربى للتعدين والبترول
مصر هبة النيل ....مقولة سمعناها ونسمعها ونرددها وتتعلق الاامال بهذا النهر الذى أعتبره البعض بالخالد وتغنى به المغنون وتنرنم به الملحنون... تسقط أمطاره على الهضاب العالية وتتجمع قطراته من كل صوب وحدب لتندفع من الجنوب الى الشمال حبا وشوقا لحضن مصر الدافىء فتروى به أرضها ويشرب منه شعبها وتطرح الاشجار ثمارها وتغرد الطيور فوق أغصانها .
وفى بعض الاحيان ومن كرم هذا النهر كانت تحدث الفيضانات ألى أن تم تشيد وبناء السد العالى ليرشد هذا الكرم ويحتفظ به لحين الحاجة.... ومضت الايام الى أن جاء من يريد أن يقف سد منيعا لمنع هذا النهر من النزول الى حبيبته مصر ربما كان الحقد سببا أو الحسد دافعا أو المؤمرة عاملا أو ربما لاشياء اخرى لا نعلمها... وعلي اثر ذلك أرتجفت القلوب وأشرأبت الاعناق وتساءلت ....من هذا الذى يريد ان يمنع عنا شريان الحياه ؟!.. من هذا الذى يريد ان يمنع مجرى نهرا لم يقمه البشر بل رب هذا البشر ؟ من هذا الذى يريد ان يغير الطبيعية التي خلقها الله ؟ وارتفعت الاصوات تنادى حى على الجهاد فالمسئلة حياة او موت .
علي العموم لن أتكلم هنا عن كيفية التعامل مع هذا الملف ولكن سأتتطرق لسيناريو أخر وهو لو فرضنا أن مصر بلد بلا نهر ماذا سيحدث لها ...... هل كنا سنظل كما نحن نسرف في الاهدار ونغرق الاطيان والمياه التي نشربها هي التي نغتسل بها ونرش بها الحدائق والشوارع أما سنري نمطا جديدا لسلوكنا أفرادا ومسئولين .
أعتقد لرأينا اهتما ما متزايدا بكل مصادر المياه الاخري خاصة المياه الجوفية ومياه السيول والامطار ومصر عامرة والحمدلله بهذه الخزنات المملؤة عبر الالاف السنيين والمتسربة من مياه الامطار والسيول والفيضانات والنهر الحالي والانهار القديمة والتي تحتاج الي أسترالتجية للتعامل معها فيما يخص مشاريع التنقيب والميزانيات المرصودة والكوادر المدربة والتشريعات الحاكمة واولاويات المناطق فهناك مناطق تزحف مياؤها الجوفية نحوحدودنا الشمالية بسيناء أو يتم سحبها بفعل فاعل فتخضر أراضيهم وتظل أراضينا صفراء والانهار تجري من تحتها .
وكذلك لوجدنا أهتماما لاستخدام نظم الري الحديثة بالتنقيط وغيرها ولاصبحت كليات الهندسة والزراعة من أهم كليات مصر في هذا الشأن ولرأينا التنسيق بينهما علي أعلي مستوي لاختيار انسب الطرق الاقتصادية وانسب الزراعات المربحة والاخري ذات البعد الاستراتيجي وتأتي عمليات تحلية مياه البحار علي قائمة المشاريع الملحة خاصة أننا نملك مساحات شاسعة من البحار والبحيرات .
ويتزامن مع هذا كله تغيير في مخططات البناء والتشييد فيمل يتعلق بتصميمات مواسير المياه والصرف الصحي بما يتناسب مع نوعية المياه سواء الصالحة للشرب والاخري اللازمة للا نشطة الاخري من غسيل وري أشجار وحدائق .
ان شاء الله لن يجف نهرنا وسيزداد .. لان مصر والنيل هبة الله للبشرية ولكن ان الاوان لكي نتعامل مع ملف الموارد المائية بلغة العلم وبادارة حديثة وبحس وطني بعيدا عن الافراط أو التفريط ولا ننتظر الكوارث حتي تحركنا .
ساحة النقاش