دكتور / حسن بخيت

بوابة العرب للثروات الطبيعية

authentication required

 

لعبت سيناء دوراً هاماً فى تاريخ مصر فقد كانت طريقاً للجيوش وأرضاً للمعارك وعلى ترابها سالت دماء الذين كانوا يحرسون بوابة مصر الشرقية.

• فعلى طريق )حورس)بسيناء مرت جيوش تحتمس الثالث مرات عديدة وهو فى طريقه للتوحيد بين مصر وبلاد الحيثين عام 1442ق.م ، وبعده سار على نفس الطريق الملك أحمس الأول عندما طارد فلول جيوش الهكسوس المنهزمة. •وعلى أرض سيناء تقدمت جيوش الفتح الإسلامى بقيادة عمرو بن العاص ليدخل الإسلام إلى مصر. • كما شهدت تقدم جيوش صلاح الدين الأيوبى عندما طارد الصليبين انتصرت عليهم فى معركة حطين عام 1187 م . • وعلى أرض سيناء تم إيقاف تقدم المغول والقضاء عليهم فى معركة عين جالوت 1260 م . • وفى عام 1858 أسس سعيد باشا الحجر الصحى للحجاج بمدينة الطور. •وفى عام 1910 بدأت عمليات الحفر والتنقيب عن البترول فى سيناء. •كما شهد عام 1956 م العدوان الثلاثى على مصر واحتلال سيناء وفى عام 1967 م وقع على أرضها حرب الأيام الستة التى انتهت باحتلال إسرائيل لكل أرض سيناء وفى عام 1973 شهدت أرض سيناء العبور العظيم للقوات المسلحة المصرية واسترداد الأرض وفى مارس 1989 تم رفع العلم المصرى على طابا والتى كانت آخر بقعة من الأرض تم استرجاعها وأصبح هذا التاريخ هو العيد القومى لمحافظة جنوب سيناء .

     تضم شبه جزيرة سيناء ثلاث محافظات وهي شمال سيناء ووسط سيناء وجنوب سيناء ومساحتها 61000 كم2 أي ما يوازي ثلاثة أمثال مساحة الدلتا وسيناء التي كانت ومازالت وستبقى درع مصر الشرقية الواقية وحارثها الأمين وسيناء منجم المناجم بالنسبة لمصر بما كانت وما زالت تحتويه أرضها من الثروات التعدينية والبترولية لم تجد عبر القرون الطويلة الماضية من يلقي عليها الضوء ارتفاعا لمستوى أهميتها الإستراتيجية والاقتصادية إلا عند بداية النصف الأخير من القرن العشرين وعلى وجه التحديد في أعقاب قيام ثورة 23 من يوليو سنة 1952 م التي بدأت تمد البصر عبرها وبيد أن الاهتمام الأكبر والحقيقي لم يوجه لسيناء إلا على أثر عدوان الخامس من يونيو سنة 1967 م الذي انتهى باحتلالها من قبل العدو الإسرائيلي.

      التاريخ المصري قديمة وحديثه يشهد أن سيناء كلها كانت جزءا من تراب الوطن المصري وأنها كانت كذلك عبر القرون الطويلة بدءا من التاريخ الفرعوني القديم وانتهاء إلى يومنا هذا بحيث لم يفصلها عن أرض مصر حتى غزوات الغزاة والطامعين لتبقى سيناء كما بقيت منذ أقدم العصور وكما ستبقى دائما مدخل مصر الشرقي ودرعها الشرقية الواقية .

      تعتبر سيناء من أهم المناطق السياحية في جمهورية مصر العربية حيث تضم بعض الأماكن الأثرية مثل دير سانت كاترين ، الوادي المقدس ، وجبل الطور ، وهي تضم كثير من الجبال التي لا تعد ولا تحصى ، وهي أيضا تطل على بحرين هامين هما :-

* من الشمال / البحر الأبيض المتوسط الذي يشتهر بمياهه النقية النظيفة.

*من الجنوب / البحر الأحمر الذي يشتهر بالشعاب المرجانية الرائعة وأسماكها الجذابة التي تنال إعجاب جميع السائحين من جميع بلدان العالم .

سيناء في عصرنا هذا:-

       ثم بعد ذلك بدأت المشروعات الكثيرة تدب ذراعها إلى أرض سيناء منها المشاريع السياحية والاستثمارية وغيرها وأخيرا تم البدء في عمل مشروع استثماري بسيناء وهو ( مصنع أسمنت سيناء) شركة مساهمة مصرية . وفي هذه الفترة بدأت سيناء في الرجوع إلى النهضة  والانتعاش بعد انتهاء هذه الحروب .

وحتى الآن سيناء تتمتع بجو نظيف وهادي وشواطيء نظيفة تنال كل المعجبين من كل أنحاء العالم .وإلى مزيد من التقدم والرقي .

تاريخ سيناء القديم

 

لا شك أن الوضع الجغرافي لسيناء كان له تأثيره علي التوزيع السكاني ، بل من الملاحظ أنه كان له أيضا تأثير علي الاسم الذي أخذته سيناء . فهناك خلاف بين المؤرخين حول أصل كلمة "سيناء "، فقد ذكر البعض أن معناها " الحجر " وقد أطلقت علي سيناء لكثرة جبالها، بينما ذكر البعض الآخر أن اسمها في الهيروغليفية القديمة " توشريت " أي أرض الجدب والعراء ، وعرفت في التوراه باسم "حوريب"، أي الخراب . لكن المتفق عليه أن اسم سيناء ، الذي أطلق علي الجزء الجنوبي من سيناء ، مشتق من اسم الإله "سين " إله القمر في بابل القديمة حيث انتشرت عبادته في غرب آسيا وكان من بينها فلسطين ، ثم وافقوا بينه وبين الإله " تحوت " إله القمر المصري الذي كان له شأن عظيم في سيناء وكانت عبادته منتشرة فيها. ومن خلال نقوش سرابيط الخادم والمغارة يتضح لنا أنه لم يكن هناك اسم خاص لسيناء، ولكن يشار إليها أحياناً بكلمة " بياوو" أي المناجم أو " بيا " فقط أي " المنجم " ، وفي المصادر المصرية الآخري من عصر الدولة الحديثة يشار إلي سيناء باسم " خاست مفكات " وأحياناً "دومفكات" أي "مدرجات الفيروز" .

أما كلمة الطور التي كانت تطلق علي سيناء في المصادر العربية، فهي كلمة أرامية تعني "القمر" ، وهذا يعني أن طور سيناء تعني " جبل القمر " ، وكان قدماء المصريين يطلقون علي أرض الطور اسم " ريثو " بينما يطلقون علي البدو في تلك المنطقة بصفة عامة اسم " عامو ".

وقد ظل الغموض يكتنف تاريخ سيناء القديم حتي تمكن بتري Petri عام 1905 من اكتشاف اثني عشر نقشا عرفت " بالنقوش السينائية "، عليها أبجدية لم تكن معروفة في ذلك الوقت ، وفي بعض حروفها تشابه كبير مع الأبجدية الهيروغليفية ،  وظلت هذه النقوش لغزا حتى عام 1917 حين تمكن عالم المصريات جاردنر Gardinar من فك بعض رموز هذه الكتابة والتي أوضح أنها لم تكن سوي كتابات كنعانية من القرن الخامس عشر قبل الميلاد من بقايا الحضارة الكنعانية القديمة في سيناء .

والواضح أنه خلال الدولة القديمة كانت هناك صلة بين سيناء ووادي النيل ،  ولعبت سيناء في ذلك التاريخ دورا مهما كما يتضح من نقوش وادي المغارة وسرابيط الخادم. فقد كانت سيناء بالفعل " منجما " للمواد الخام كالنحاس والفيروز الذي يستخرج المصريون القدماء ما يحتاجونه في الصناعة، كما كان سكان شمال سيناء وهم "الهروشاتيو" ( أي أسياد الرمال ) ، وجنوبها وهم " المونيتو " الذين ينسبون إلي الجنس السامي، كانوا يشتغلون بالزراعة حول الآبار والينابيع، فيزرعون النخيل  والتين  والزيتون وحدائق الكروم، كما يشتغلون بحرف الرعي علي العشب التناثر في الصحراء، ويرتادون أسواق وادي النيل فيبيعون فيه ما عندهم من أصواف وعسل وصمغ وفحم ويستبدلونه بالحبوب والملابس، كما كانت الحملات الحربية تخرج من مصر في بعض الأحيان لتأديب بعض البدو في سيناء  نتيجة الغارات التي كانوا يشنونها علي الدلتا.

وتدل آثار سيناء القديمة علي وجود طريق حربي قديم وهو طريق حورس الذي يقطع سيناء، وكان هذا الطريق يبدأ من القنطرة الحالية، ويتجه شمالاً فيمر علي تل الحي ثم بير رومانة بالقرب من المحمدية، ومن قطية يتجه إلي [[العريش]]، وتدل عليه بقايا القلاع القديمة كقلعة ثارو، ومكانها الآن " تل أبو سيفة " ، وحصن "بوتو" سيتي الذي أنشأه الملك [[سيتي الأول]] ، الذي يقع الآن في منطقة قطية.

ولم تقتصر أهمية سيناء من الناحية التاريخية في تلك الفترة علي ما تسجله تلك النقوش، ولكن ارتبط اسمها أيضا بحادث مهم آخر ، وهو أنها كانت مسرحا لحادث خروج بني إسرائيل The Exidous  من مصر وتجولهم في صحراء سيناء.

وخلال العصرين اليوناني  والروماني استمرت سيناء تلعب دورها التاريخي، فنشأت فيها العديد من المدن التي سارت علي نمط المدن اليونانية، والتي كان أشهرها هي مدينة البتراء Petra ، وهي مدينة حجرية حصينة في وادي موسى، كانت مركزا للحضارة النبطية التي نسبت إلي سكانها من الأنباط ،  وهناك خلاف كبير حول أصل الأنباط ، والمرجح أنهم من أصول عربية نزحت من الحجاز ، لأن أسماء ملوكهم كانوا ذوي أسماء عربية كالحارث وعبادة ومالك.

وقد استخدم النبطيون طرق التجارة، وعدنوا الفيروز في وادي المغارة والنحاس في وادي النصب، وكانوا يزورون الأماكن المقدسة في جبلي موسى وسربال، كما سكن رهبان من البتراء [[دير سانت كاترين]] في صدر العصر المسيحي، وكانت أبرشية فيران قبل بناء الدير تابعة لأبرشية البتراء .

هكذا يتضح لنا أنه كانت هناك حضارات مزدهرة في سيناء خلال فترات التاريخ القديم، فكانت سيناء بمثابة  منجم المعادن الذي مد حضارة مصر القديمة بما تحتاجه، ولم تكن تلك صحراء خالية من العمران. كما اتضح  وجود صلات وثيقة بين سيناء ووادي النيل طوال تلك الفترة، ولم يكن هناك انفصال تاريخي بينهما ، ويدل علي ذلك تلك الآثار المصرية الموجودة علي أرض سيناء.

وإذا ما انتقلنا إلي العصر الإسلامي نجد أن [[عمرو بن العاص]] حينما قدم إلي مصر لفتحها قد سلك طريق حورس في شمال سيناء، فاستولي علي العريش ، وتقدمت قواته ففتحت بولوزيوم أو الفرما، وبعدها تقدم إلي [[بلبيس]] التي كانت نقطة مهمة علي الطريق الذي يقطع سيناء إلي الشام.

سيناء عبر التاريخ

سيناء الفرعونية

 

      عبر سيناء اقتفى احمس الاول فلول الهكسوس المنهزمة ، ورفض ان يقيموا بأرض سيناء ، ولم يتركهم الا بعد ان طردهم حتى تل الفارعه على مشارف غزه. وقد استطاع رمسيس الأول ان يعتلى عرش مصر بعد ان كان قائدا لهذا الطريق الهام الذى اطلق عليه الطريق الحربى" طريق حورس " وجاء من بعده أبنه سيتى الأول ليجهز هذا الطريق ليكون قادرا على استقبال الحملات العسكرية الكبرى كما كان أيام الملك الفرعونى العظيم تحتمس الثالث أعظم ملوك الاسرة الفرعونية الثامنة عشر والملقب بالفاتح العظيم حيث وصلت الامبرطورية المصرية الى بلاد فارس وآسيا الصغرى .وكان رمسيس الثانى هو أعظم فراعنة مصر على الاطلاق حيث أعاد مجد الاجداد واقام الامبراطورية الثانية ، حيث أرسل الحملات العسكرية تباعا مستخدما الطريق الساحلى لشمال سيناء (طريق حورس) لإخضاع مملكة الحيثيين القوية والتى استطاع هزيمتها وعقد أول صلح مكتوب فى العالم .
وعلى أرض رفح سطر الفلاحون المصريون الذين استعان بهم بطليموس الرابع (فليوباتر) ملك مصر فى عصر البطالمه لقتال (انطيوخس) حاكم سوريا ملحمة رائعة حيث ثبتت قوات الفلاحين حين اشتد وطيس المعركة وخشى بطليموس الرابع الهزيمة ففر هاربا مع فرسانه الاغريق ، بينما استطاعت الفرق المصرية من ابناء النيل الثبات فى أرض المعركة ورد المعتدين الى خارج البلاد عام 317 ق.م.

سيناء فى العصر المسيحى
        وكان لسيناء شرف استقبال سيدنا المسيح عليه السلام وأمه مريم وهو مازال طفلا ومعهم يوسف النجار فى رحله الهروب الى مصر خوفا من الطاغية هيرودوس الذى امر بقتل الطفل الوليد ، فكانت له الطريق الآمن ،ولذلك كانت كل بقعه طاهرة استراحت فيها هذه العائلة الكريمة مزارا للحجاج اتباع السيد المسيح عليه السلام فى العصور التاليه حتى قبل الفتح الإسلامي بقليل.

 

الفتح الاسلامى

 

الملك الصليبى "بلدوين " يعبر بقواته سيناء من الطريق الساحلى ويهاجم الفرما ويحرقها بمن فيها بعد محاصرتها ولكنه     يموت مسموما ويقوم اصحابه بتحنيطه ورمى احشاءة على ضفاف بحيرة سيربونيس التى تغير اسمها الى بحيرة "بردويل" وترتد قواته منسحبه الى فلسطين.
بعد أن سيطر جيش الفتح الاسلامى على فلسطين وبيت المقدس واقترابه من حدود مصر الشرقية بقيادة عمرو بن العاص  يصل كتاب أمير المؤمنيين عمر بن الخطاب إليه ويتقدم على رأس اربعة آلاف مقاتل إلى أن يصل إلى غرب العريش مساء يوم 12 ديسمبر ليله عيد الأضحى سنه 639 م (18هـ) فيأمر بفض كتاب أمير المؤمنين حيث جاء فيه. " أما بعد فإن ادركك كتابى هذا وأنت لم تدخل مصر فارجع عنها وأما إذا ادركك وقد دخلتها أو شيئاً من أرضها فأمضى واعلم إنى ممدك " فألتفت إلى من حوله وقال أين نحن ياقوم تعالوا فى العريش فقال وهل هى من أرض مصر أم الشام فأجابوا انها من مصر وقد مررنا بعمدان رفح أمس المساء فقال هلموا بنا إذا قياماً بأمر الله وأمير المؤمنين. وهنا يهنىء القائد جند الاسلام قائلاً : هذا المساء عيد و مع مرور الايام أضحت منطقة " المساعيد " الحالية تعرف بهذا الاسم و يتقدم عمرو بن العاص على رأس جيشة ثم ليتحقق بعد ذلك الفتح الاسلامى لمصر بكاملها. وعلى احد تلال مدينة العريش كان هناك مركزا متقدما لرصد تحركات الصليبيين فى فلسطين أقامة صلاح الدين فى تل البزك (موقع النبى ياسر حاليا) خشية هجومهم على مصر. فقد كانت سيناء الطريق الذى سارت عليه قوات صلاح الدين الايوبى لمواجهة الصليبيين فى موقعة حطين شمال القدس بفلسطين والانتصار عليهم عام 1187م. وفى عام 1260م استطاعت القوات المصريه من ابناء وادى النيل بقيادة الملك المظفر قطز بعد عبورها سيناء من هزيمة الجيش الذى لا يقهر محطم الممالك والجيوش وهو جيوش المغول والتتار مارا بسيناء وقد حمى مصر بل العالم بأسره من شر هذه القبائل الوحشيه.

 

في عهد الفراعنة :

       تعتبر سيناء من أهم المناطق التي كان يأتي لها الفراعنة في كل عام حيث كان كانت تبدأ رحلتهم السنوية مع مطلع الشتاء لاستخراج تعدين الفيروز والنحاس . ومن أهم الآثار التي خلفها قدماء المصريون بجهة سرا بيت الخادم ، هيكل سرا بيت الخادم الذي يقع في شمال بلاد الطور ، ويبلغ طوله 230قدما وعرضه من 15 إلى 45 قدما وله سور طوله 80 مترا ، وعرضه 35 مترا ، وبالهيكل يوجد كهف الآلهة هاتور آلهة الشمس . وإلى شمال الهيكل يوجد معبد الملوك وهو بناء فخم من آثار الملكة حتشبسوت ، وليس ذلك فقط وإنما يوجد قلعة في سيناء الشمالية تسمى ( الفرما) وكانت تسمى عند اليونانيين باسم " بلوسيوم" وتسمى حاليا " بالوظة " .كان قدماء المصريين يذهبون إلى سيناء كامتداد لواديهم ،وكجزء كانت لهم كل الولاية عليه .

     في عهد اليونان والرومان:

      ولقد خلف الرومانيون واليونان لاسيما في القسم الشمالي من سيناء عديدا من الآثار النفيسة .على أن أهم هذه الآثار هو " دير طور سيناء " الذي مازال موجودا حتى اليوم .

     في عهد الإسلام :

      فمنذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوجد في دير طور سيناء صورة " عهد "قديم منسوب إلى النبي يعرف " بالعهدة النبوية ".وفي عصر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب تم فتح مصر بقيادة عمر بن العاص عبر سيناء ثم تعاقب عليها بقية الخلفاء الراشدين الذين بانتهاء عصرهم انتقلت الخلافة إلى الدولة الأموية التي اتخذت من دمشق عاصمة لها فالدولة العباسية التي اتخذت بغداد عاصمة لها فالدولة الفاطمية التي تركت من آثارها بسيناء مسجدا بدير طور سيناء بناه الحاكم بأمر الله ما زال قائما حتى اليوم .

ثم جاء عصر الحروب الصليبية من 1096 م – 1270 م والتي قامت بحجة ظلم الأتراك السلجوقيين لنصار الشام وحجاج بيت المقدس ودامت قرابة لمائتي عام غزا الصليبيون الشرق خلالها ثماني مرات وأحرق ملكهم " بلدوين " مدينة " الفرما " بسيناء بكل أهلها ومساجدها وإليه ينسب اسم بحيرة " البردويل " أحد مصادر الثروة السمكية في مصر

ثم جاءت الدولة الأيوبية ومؤسسها " صلاح الدين الأيوبي " وهو من أعظم من عرفهم التاريخ رجولة ومن أكبر ملوك الإسلام وإليه يرجع الفضل في دحر الصليبيين في موقعة " حطين " وتحرير بيت المقدس بقرب "عين سدر " وقرية " مبعوق " .

ثم جاءت دولة المماليك البحرية ومن أشهر ملوكها الظاهر بيبرس الذي انتصر على التتار في موقعة عين جالوت فدولة المماليك الشراكس ومن أشهر ملوكها " قانصوه الغورى " باني قلعتي نخل والعقبة بسيناء ثم بدأ الفتح العثماني لمصر على يد السلطان سليم الذي هزم قانصوه الغوري في موقعة " مرج دابق " قرب حلب ثم إستمر في سيره حتى فتح غزة والعريش وقطية ثم تقدم إلى الصالحية سنة 1516 م ومنذ هذا التاريخ ظل العثمانيون يحكمون مصر إلى أن قامت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 م فخرجت من سيادتهم .

ثم كان الاحتلال الفرنسي على مصر من عام 1798 م – 1801 م على يد نابليون بونابرت وقد أقر امتياز رهبان دير طور سيناء الخاص بمنحهم الآمان جريا وراء " العهدة النبوية " .

في عهد أسرة محمد علي:

     وقد بدأ حكم محمد علي باشا سنة 1805 م ،ولما تولى أمر مصر كانت سيناء في جملة ما دخل في حوزته من أملاكها ، وكان أهلها من العرب يخضعون من حيث العرف لقضاة منهم ،ثم بعد ذلك قام إبراهيم باشا بجملة إصلاحات في سيناء كان من أهمها ترميم بعض آبار المياه بجهة قطية وبئر العبد والشيخ زويد ،كما نظم لأول مرة بريدا على الهجن ( الجمال ) عبر سيناء وحتى غزة وجعل محطاته القنطرة شرق وقطية وبئر العبد وبئر المزار والعريش والشيخ زويد ورفح وخان يونس وغزة .

     ثم جاء عباس باشا واهتم بسيناء اهتماما كبيرا ومن آثاره بها الحمام الذي بناه فوق النبع الكبريتي قريب مدينة الطور ، ثم جاء سعيد باشا ومن آثاره في سيناء محجر الحجاج بمدينة الطور عام1858م. ومن بعده إسماعيل باشا الذي افتتح قناة السويس في 17 من نوفمبر سنة 1869 م ،كما أرسل لجنة علمية إلى الطور للتنقيب على المعادن . ثم خلف توفيق باشا وفي عهده قامت الثورة العرابية سنة 1882 م ثم جاء الخديوي عباس حلمي باشا الثاني الذي قام بزيارة مدينة الطور سنة 1896 م والعريش سنة 1898 م ثم زار أعمدة الحدود عند رفح ، كما جدّد بناء جامع العريش ورمّم بئر قطية وحفر بئراً جديداً عند النبي ياسر بجهة العريش .

في عهد الاحتلال البريطاني:

     منذ أن احتلت بريطانيا مصر سنة 1882 م ، وقعت سيناء كجزء من أرض مصر ضمن مناطق النفوذ البريطاني ، وفي ذلك الوقت لم يعن البريطانيون بحالة التعليم في سيناء بل عملوا على تكريس الأمية فيها ،ومن الأمرين الهامين في ذلك الوقت هم :-لجنة هرتزل سنة 1902 م وكانت تطلب تأجير ساحل سيناء الشمالي لإقامة المستوطنات اليهودية عليه

حادثة طابا والحدود عام 1906 م :-

     أراد السلطان العثماني أن يسلخ سيناء من ولاية مصر سنة 1906 م وكانت حدود مصر فلسطين آنذاك تتمثل في خط الحدود الفاصل بينهما من رفح شمالاً إلى العقبة جنوباً .

في عهد ثورة 23 من يوليو سنة 1952م وما بعدها :-

بعض الشيء عبر سيناء فانتشرت في ربوع سيناء المدارس بعد أن لم يكن بها ولسنوات قليلة قبل الثورة سوى مدرسة ابتدائية واحدة في مدرسة العريش عاصمة سيناء ودبت فيها بعض مشروعات التعمير التي كان من أهمها أبرزها مشرع شرق القناة ،التي عبرت بموجبة مياه النيل ولأول مرة لأرض سيناء عبر قناة السويس لتروي 20.000 فدان شرق القناة ، إلا أن المشروع قد مات في مهده بعدوان 5 من يونيو سنة 1967 م. كما توافرت الثورة على حفر مزيد من آبار البترول في الجزء الجنوبي من سيناء . وبمأساة 5 يونيو سنة 1967 م احتلت سيناء من جانب العدو الإسرائيلي . ثم كان يوم العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر سنة1973 م يوم القرعة على عدونا حين داهمته وأطبقت عليه قواتنا المسلحة من كل جانب مرددة نشيد بدر الخالد الله أكبر .. الله أكبر ..

 

 

القائد الفرنسى العظيم نابليون يصل الى العريش عام 1799م وهو فى طريقه الى الشام و يدهش لبسالة القوات المدافعة عن قلعتها ، كيف يمكن لهذه القلعه الصغيرة ان تواجه جيشا جرارا يدك حصونها لأكثر من اسبوعين بالمدفعية الثقيلة ولم تستسلم بعد ، فقد كتب فى هذه المدينة من أرض مصر نهاية حلم نابليون بتكوين امبرطورية الشرق وخروجه من مصر بتوقيع معاهدة العريش 1800م.
    وفى عام 1948م شهدت مشارف مدينة العريش تحطيم حلم اسرائيل باحتلال سيناء حيث قام جندى مصرى شجاع بالتصدى لدبابات العدو المهاجمة لمدينة العريش قرب قرية لحفن جنوب العريش واستطاع توجيه اصابة مباشرة انفجرت بعدها الدبابة الكبيرة القوية والتى كانت على رأس القوه وانسحبت باقى القوة مذعورة بإتجاة الشرق. وفى العصر الحديث كانت شرارة ثورة 23 يوليو أول ما انطلقت من العريش حيث ان الكتيبتان التى حاصرت قصر الملك بعابدين والمناطق الهامة بالقاهرة كانت من قوات اللواء محمد نجيب قائد منطقة العريش وأول رئيس لمصر  وفى عام 1956 م شهدت سيناء فشل مغامرة العدوان الثلاثى على مصر حيث اتفقت انجلترا وفرنسا وإسرائيل على الاعتداء على مصر حيث تحتل انجلترا وفرنسا منطقة قناة السويس وتحتل اسرائيل سيناء بمقتضى هذه الاتفاقيه . اما فى عام 1967م فقد اكتملت فصول المؤامرة بقيام الحرب بين اسرائيل والعرب بمساعدة وتاييد امريكا المعلن واحتلال اسرائيل لسيناء والضفة الغربية والجولان . وعلى ثرى سيناء الطاهرة كانت معارك السادس من اكتوبـــــــر المجيــــــــــد ( 10 رمضان ) عام 1973م حيث عبرت قواتنا المسلحه الباسلة القناه وخط بارليف ورفعت رايات النصر وسطرت ملحمه خالدة فى تاريخ العسكريه .
  وكما كان القدماء يطلقون على سيناء " الارض التى تحرسها الالهه" فاننا نؤمن بان سيناء هى الارض المقدسه التى باركتها السماء ويحرسها الله من الاعداء.

 

 

 

المصدر: هيئة المساحة الجيولوجية المصرية
hasan

hassan

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1575 مشاهدة
نشرت فى 17 أكتوبر 2012 بواسطة hasan

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,220,971