موسوعة سيناء (الجغرافيا والمكان )
تعد سيناء من أهم المناطق الحيوية في جمهورية مصر العربية لما لها من أهمية استراتيجية بالغة من حيث الطبيعة الجغرافية وطول سواحلها وشواطئها الدافئة ومناخها المعتدل كما تحتوى أرضها على العديد من الثروات لطبيعية منها البترول ومعادن وخامات كثيرة هذا بالإضافة إلى المئات من النباتات والأعشاب البرية النادرة كما كرمها الله وعظم من شأنها بان جعلها مهبطا للرسالات ومسارا للأنبياء كما شهدت سيناء كثيرا من الهجرات البشرية ومسرحا لحركة الجيوش ودخلت مصر عبرها كثيرا من الغزوات والحملات بدءا من الهكسوس وانتهاءا الحرب المصرية الإسرائيلية عام 1973 ويذلك اعتبرت سيناء هي البوابة الشرقية لمصر.
تشغل سيناء الركن الشمالي الشرقي من مصر- وهي شبه جزيرة محصورة في معظمها بين خليج السويس وخليج العقبة من جنوبها الغربي والشرقي علي التوالي ، والبحر المتوسط من شمالها. وتغطي سيناء حوالي 000ر61 كم2 وتمثل حوالي 6% من إجمالي مساحة مصر .
ويلتقي خليج السويس وخليج العقبة في شبه جزيرة رأس محمد الموجودة في أقصي جنوب سيناء. وتتنوع التضاريس في سيناء وتتراوح من أعلي الجبال (كاترين 2637 م) (جبل موسى 2132 م) (أم شومر 2585 م) إلي الهضاب التركيبية (هضبة التيه، هضبة العجمة) ثم التلال والجبال القبابية (جبل المغارة ، جبل حلال، جبل يلق ) ، فى حين يسود إلي الشمال من كل هذا ، سهل ساحلي تغطي معظمة الكثبان الرملية الكثيفة .
ويصب العديد من الأودية في خليجي العقبة والسويس والبحر المتوسط ، وتنتهي هذه الوديان بدلتات مختلفة المساحة ، بارزة في مياه البحر - ودلتات خليج العقبة (وتير - خليج السويس (بعبع - فيران - سدر) ..
الموقع الجغرافي
تقع شبة جزيرة سيناء شمال شرق مصر يحدها شمالاً البحر المتوسط وتنتهي جنوباً عند رأس محمد، ويحدها شرقاً الحدود السياسية بين مصر وفلسطين المحتلة والساحل الغربي لخليج العقبة، ويحدها غرباً قناة السويس والبحيرات المُرة والساحل الشرقي لخليج السويس. وهي بذلك تمثل بوابة مصر الشرقية، إضافة إلى أنها تُعد حاجزاً طبيعياً بين مصر وأعدائها من آسيا. وتتخذ شبة جزيرة سيناء مثلثاً تتفق قاعدته مع سـاحل البحر المتوسط حـوالي دائرة العرض 30 َ 31 ْ شمالاً، وتقع رأسه عند رأس محمد عند مفرق خليجي العقبة والسويس جنوب دائرة العرض 28 ْ شمالاً، وهي بذلك تمتد عبر 3.5 درجة عرضية تمثل ثُلث امتداد مصر من الشمال نحو الجنوب.
ولسيناء أهمية استراتيجية كبرى ( خاصة شمال سيناء ) حيث تمثل الحصن الشرقى لمصر وهو المعبر الذى عبرت منه معظم الغزوات التى استهدفت مصر سواء فى التاريخ القديم أو الحديث.
تكون شبة جزيرة سيناء جزءا من منطقة الرصيف الأمامي للدرع العربي الكبير, وتظهر صخور هذا الدرع فى الجنوب وبميل إقليمي باتجاه الشمال حيث يليها ويكسوها قطاع الصخور الرسوبية. والجزء الجنوبي من شبة جزيرة سيناء عبارة عن مثلث مقلوب القاعدة على الخط الوهمي الفاصل بين رأسي الخليجين –ضلعي المثلث هما خليج السويس والذي يبلغ طوله 340 كم وخليج العقبة والذي يبلغ طوله 250 كم,ويقع راس المثلث فى راس محمد أو بداية البحر الأحمر.
وتنقسم الملامح الجغرافية بشمال سيناء إلى نوعين متميزين؛ أولوهما: البيئة الساحلية، والتي تضم السهول الشمالية التي تجاور البحر المتوسط بعمق 20-40كم، وهي مُغطّاة بالكثبان الرملية المتموجة والمنبسطة.
أما النوع الثاني:هو البيئة الصحراوية، التي تسود وسط شمال سيناء، والتي تقع في أغلبها بمنطقة الهضاب، والتي تتميز بوجود مجموعة من الجبال العالية والمنفصلة وتتخلل هذه المجموعة من المرتفعات مجموعة من الوديان مثل وادي العريش.
المساحة
يبلغ طول شبة جزيرة سيناء من رأس محمد حتى أقصى بروز في البحر المتوسط حوالي 390 كيلومتراً، وعرضها فيما بين مدينتي العقبة والسويس حوالي 210 كيلومتراً، وتشغل سيناء مساحة تقدر بنحو 61 ألف كيلومتر مربع بما يعادل نحو 6% من مساحة الأراضي المصرية (1.002 مليون كيلومتر مربع ).
وهى آخر أقسام السطح فى مصر ، ورغم موقع سيناء فى الركن الشمالى الشرقى من البلاد إلا أنها تمتد عند أطرافها الجنوبية لتقترب من محافظات الصعيد أكثر من قربها للقاهرة سواء بحراً أو براً كما أنها لا تمثل أقصى امتداد شرقى لمصر إذ يفوقها فى ذلك الركن الجنوبى الشرقى عند حلايب ( تنتهى سيناء عند خط طول 35 وحلايب عند 37 ) وبشكل عام فإن الامتداد الشمالى الجنوبى لها ضعف أقصى امتداد شرقى غربى ( 400 كم مقابل 200 كم ) 0 ويعيش 86.5% من السكان على الشريط الساحلي، و تبلغ نسبة مساحة المراكز الساحلية 21.4 % من المساحة الكلية للمحافظة.
المناخ :
يسود سيناء مناخ صحراوي أو شبه صحراوي، باستثناء قطاعها الشمالي الممتد على طول الساحل من رفح في الشرق إلى سهل الطينة في الغرب. وترتفع الحرارة بصفة عامة صيفاً. وتميل للدفء شتاءً، ويبلغ المتوسط السنوي للحرارة نحو 12 ْ مئوية، وتتعرض شبة جزيرة سيناء للأعاصير والمنخفضات الجوية في الشتاء والربيع وأوائل الصيف. وتهب على سيناء رياح شمالية غربية بصفة عامة وغربية شرقية في الأجزاء الشمالية وممطرة في أشهر ديسمبر و يناير و فبراير. أما في سانت كاترين فالرياح جنوبية غربية، قادمة من خليج السويس والبحر الأحمر. وتعد الأمطار، بصفة عامة، قليلة وتسقط بغزارة في فصلي الربيع و الخريف حيث تكثر العواصف الرعدية والسيول المدمرة. فضلاً عن أمطار الشتاء، غير منتظمة السقوط أو ثابتة المقدار. ويقل المطر كلما اتجهنا من الشمال إلى الجنوب، باستثناء أقصى الجنوب المرتفع حيث تزداد فيه كميات الأمطار. ويصل عموماً المتوسط السنوي إلى نحو 23 ملليمتر.
تعتبر سيناء جزءا من الإقليم الصحراوي المدارى الحار,وان كانت هناك بعض العوامل آلتي تؤثر وتعدل من درجات الحرارة أهمها القرب من البحر وعامل الارتفاع والحرارة - وبصفة عامة فى شبة جزيرة سيناء ترتفع الحرارة صيفا,وتميل للدفء شتاءا - حيث متوسط النهاية العظمى 25.6 درجة مئوية والصغرى 15.1 درجة مئوية-ويختلف المدى الحراري السنوي من منطقة إلى أخرى داخل سيناء فيصل إلى 10.5 درجة مئوية بالعريش وتنخفض إلى 6.3 درجة مئوية عند سانت كاترين فى الوقت آلتي تكون فيه درجة الحرارة بمدينة طور سيناء 11.3 درجة مئوية وفى ابو رديس 8.3 درجة مئوية وفى شرم الشيخ 8.4 درجة مئوية - ومن هنا يلاحظ أن المدى الحراري السنوي يزداد كلما بعدنا عن البحر باستثناء سانت كاترين نظرا لموقعها الجبلي الذي يضفي عليها نوعا من التجانس النسبي فى الحرارة خلال شهور العام.
والمطر في معظم شبة جزيرة سيناء غير منتظم ويسقط بكميات قليلة فى فصل الشتاء-والأمطار إما أن تكون على هيئة رذاذ رقيق أو فى صورة إعصار يسقط فى صورة رخات شديدة ولفترات قصيرة-والمطر فى سيناء عامل مراوغ حيث أن متوسط كمية المطر لأي شهر أم سنة من السنوات لا يدل على الحقيقة المرتبطة بالتساقط.
التقسيم الإدارى:
انضمت سيناء الى الإدارة المحلية لأول مرة بالقرار الجمهورى رقم 811 لسنة 1974 كما صدر القرار الجمهورى رقم 84 لسنة 1979 بتقسيم شبه جزيرة سيناء الى محافظتى شمال وجنوب سيناء ،
نظراً لطبيعة سيناء الجيولوجية فقد قُسمت إدارياً إلى محافظتين، هما:
1- محافظة شمال سيناء، وعاصمتها مدينة العريش.
2- محافظة جنوب سيناء، وعاصمتها مدينة الطور.
حيث تضم شمال سيناء:6 مراكز إدارية هى العريش - رفح - الشيخ زويد - بئر العبد - الحسنة - نخل ويدخل فى نظامها 82 قرية و 458 تابع. وتتخذ أراضى سيناء صورة شكلين هندسيين منتظمين الجنوبى منهما مثلث قاعدته فى الشمال بين رأسى خليج السويس والعقبة ورأسه فى الجنوب عند رأس محمد أما الشمالى فشبه منحرف أضلاعه ساحل البحر المتوسط فى الشمال وقناة السويس فى الغرب وخط الحدود بين مصر وفلسطين فى الشرق وقاعدة المثلث سابق الذكر فى الجنوب وتتوزع أراضى محافظات سيناء الشمالية وسيناء الجنوبية بين هذين الشكلين ، فالأولى مساحتها 33 ألف كم والثانية نحو 28 ألف كم وتأخذ تضاريس سيناء نفس تتابع الاراضى المصرية من الجنوب إلى الشمال فهى أعلى وأقدم وأشد وعورة فى المثلث الجنوبى ، وأقل منسوباً وأحدث تكويناً وأكثر رتابة فى قسمها الأوسط ، وعند هوامش هذه التكوينات وبالقرب من خطوط السواحل تظهر رواسب البر والبحر0 ولما كانت سيناء تحيط بها المياه فى الوقت الحالى وبعد حفر قناة السويس من كل جهاتها باستثناء الحد السياسى لمصر مع فلسطين وطوله حوالى 210 كيلومتر فإن حدودها البحرية تصل إلى 870 كيلومتر الطولى من الحدود البحرية يقابله 70كيلومتراً مربعاً من المساحة وهذه النسبة تصل فى مصر كلها إلى 341 كيلومتر مربع ، ولذا سيلاحظ أن سواحل سيناء هى أكثر مناطقها قيمة اقتصادية وأهمية عمرانية واستراتيجية0
ساحة النقاش