جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الحياة الزوجية .. ساحة حرب |
|
أصبح الحديث عن الخلافات الزوجية "اليومية" أمرا عاديا يتكرر كل يوم وفي كل مناسبة بين النساء، بل حتى الرجال احيانا. وفي ظل الضغط النفسي والأسري أو الاجتماعي الذي يخيم بظلاله على الحياة العائلية والعلاقة الزوجية، يغدو وجود المشاكل في البيوت أمرا لا يثير الاستغراب لأن النفس البشرية معرضة للاجهاد والتعب شأنها شأن أي عضو في الجسم من ناحية، ومن ناحية أخرى يكون الخلاف طبيعيا لاختلاف الشخصيات ، فكل أمرئ ينشأ في بيئة يتعلم فيها الكثير ويكبر وفق سلوكيات معينة قد تبدو غريبة أو غير مألوفة للطرف الآخر، وقد يتعارض سلوك الزوجين مع بعضهما تماما. واذا القينا اللوم على الاختلاف في الطبائع البشرية، فقد يتسلل الى الأذهان سؤال بديهي، لماذا لم تكن هذه الطبائع سببا في خلافات بين امهاتنا وآبائنا وجداتنا ومن سبقهم؟ لم كانت الحياة الزوجية اكثر استقرارا وهدوءا؟ السيدة (بلقيس راضي) متزوجة منذ سبعة عشر عاما تقول "أرى أن الغضب هو السبب الرئيس للمشاكل في البيوت، فالهدوء ركن أساسي من أركان التفاهم والحب، وطريقة لامتصاص الغضب، ولكن الأستسلام للغضب قد يدفع الإنسان الى قول مالا يجب قوله والى الإساءة للطرف الآخر وبعض الكلمات لايمكن نسيانها وقد يتحول الغضب الى عنف يكون ضحيته في العادة الزوجة أو الأطفال". أما عن تجربتها الزوجية في هذا المجال فتقول بلقيس "زوجي عصبي المزاج جدا، وقد كانت السنة الأولى من زواجنا بمثابة ساحة معركة فقد فوجئت بطبعه العصبي وصراخه وغضبه خصوصا وإني تربيت في بيت هادئ يحترم التفاهم والنقاش وتبادل الآراء بدون إنفعال، وبصراحة وصلت الى درجة اليأس وشعرت بأن زواجي سينتهي بكارثة ولكني كنت أدرك إن في داخله قدرا من الطيبة لم أفهمها الا بعد فترة طويلة فتعاملت معه على هذا الأساس، أي اني أخذت اتقبل غضبه بالصمت والبسمة وتجاوز مايقوله فصرت أعرف اللحظة التي قد يصل غضبه الى حد غير معقول فألزم الصمت، وأعرف تماما ماقد يثير غضبه فأحاول تجنبه وهو بدأ يقدر ويتفهم حرصي على تهدئته فقلت نوبات غضبه لأنه بدأ يشعر بالخجل من فورة الغضب خصوصا بعد ان كبر الاولاد". نساء هذا الزمن قد يكون الغضب جزءا من الطبيعة البشرية التي تسيطر على بعض الرجال، ويحتاج الى تفهم الزوجة وصبرها خصوصا فيما اذا لمست في الزوج الحب والتفاني كما هو حال السيدة بلقيس، لكن تبقى هذه حالات خاصة، وما يثار من كلام حول الخلافات الزوجية اصبح اشبه بحالة مرضية تلازم العوائل العراقية، وفي عودة الى السؤال السابق حول التغير في نمط الحياة الزوجية بين الماضي والحاضر، أجاب (سمير عبد الامير)/ مدرس رياضيات: - المرأة لم تعد تشبه امهاتنا وجداتنا، فقد تعلمت خرجت الى ساحات العمل وتعلمت الجدال والنقاش والمشاركة في كل تفاصيل الحياة مع الرجل، فالمساواة اخرجت المرأة الى عالم النور لكنها تسببت في تراجع الكثير من القيم العائلية ، مثل عدم احترام الزوج او حقوقه من قبل بعض النساء، وإهمال اخريات في واجبات البيت، وربما تتمادى بعض النساء الى مطالبتها بالسيادة حتى تزاحم الرجل في سلطته داخل البيت او في طريقة تربية الاولاد، وهكذا كانت العائلة هي الضحية. ويدعو سمير الى عودة التقاليد القديمة في التعامل بين الرجل والمرأة كون تلك التقاليد وإن تعتبر حاليا متخلفة الا ان فيها الكثير من الاحترام للمرأة كونها كانت تدعوها الى طاعة الرجل واحترام بيتها وقيمة الحياة الزوجية مما يمنعها من هجر بيتها او الزوج كما يحدث حاليا، اضافة الى ان احترامها لزوجها وعدم دخولها في جدال لايدفعه الى الاساءة اليها او ضربها كما يحدث ايضا في الوقت الحالي حيث اصبح العنف والضرب امرا طبيعيا بين ازواج هذا الزمن". تعقيدات المحامية (فاتن علي)/ ترى ان السبب ليس عمل المرأة أو خروجها الى الحياة كما يقال، بل هي التعقيدات التي طرأت على الحياة بشكل عام ليس في العراق فقط بل في مختلف انحاء العالم ايضا، وتضيف "مشكلة ارتفاع نسب الطلاق مثلا ليست حالة خاصة في العراق بل في مختلف شعوب العالم الاوربي والعربي، فقد تداخلت الكثير من الاشياء مثل الضغوطات المادية والمعرفة العلمية ووسائل الاتصال لتدفع بكلا الطرفين، المرأة والرجل الى عوالم جديدة فيها نصيب كبير من التعب والتوتر والقلق حتى تراجع الصبر وقلت القدرة على الحب والصراحة، واعتقد ان احد الاسباب الرئيسة هو قلة الفترات التي تجتمع فيها الاسرة بسبب انشغال كلا طرفيها في العمل حتى ساعات متأخرة، احيانا سفر رب الاسرة، بينما كانت الحياة سابقا اكثر بساطة واقل في متطلباتها ما يدع مجالا كبيرا للتواجد والتقارب بين الزوج والزوجة، فالعاطفة تقلل القسوة". صارت عادة بعض الازواج يدمنون الخلافات حتى تصبح جزءا من حياتهم اليومية، فالسيد (أبو كريم)، متزوج منذ ثلاث وعشرين سنة يقول " من أكثر الاشياء التي أبغضها في زوجتي هي جدالها في غير محله، وهذا مع الأٍسف استمر حتى الآن، ولا أنكر أنها انسانة طيبة وزوجة ممتازة وربة بيت وأم صالحة لأولادي، لكنها تحب كثرة الكلام والنقاش وتحول أبسط الأشياء الى قضية أو كما يقال (تسوي من الحبة كبة)، وانا بطبعي لا أحب كثرة الكلام، لذا أشعر أن المشاكل صارت جزءا لايتجزأ من حياتنا الزوجية والعائلية، حتى أولادنا تعودوا على هذا الوضع ولم يعد يضايقهم ما يحدث، فسابقا كانوا يتألمون ويعانون، أما الآن، فصار كل منهم يلجأ الى غرفته لامباليا ليشغل نفسه بشيء ما، أما أنا فأضطر أحيانا الى تركها تتكلم وأخرج من البيت أو أصعد للنوم في غرفتي، فقد فشلت كل محاولاتي في تنبيهها لسوء هذا الطبع وتأثيره السلبي علي وعلى العائلة. في حالة اخرى يشكو السيد عادل فرحان من غيرة زوجته غير المعتادة حيث تحاصره من كل جانب فتكون سببا لإثارة المشاكل في البيت، ويضيف"هي في حالة بحث دائم، فور وصولي الى البيت تقوم بتفتيش هاتفي النقال وجيوبي وتشم عطر ملابسي وتبحث في السيارة عن أي أثر، وتقلب الدنيا رأسا على عقب إذا رن الموبايل وكان الرقم غريبا أو اذا سلمت على زوجة الجار، بل تعدت غيرتها الى أهلي وأخواتي، وبصراحة حاولت كثيرا أن اوضح لها أن ما تفعله سينهي سعادتنا الزوجية ولم تفهم . بينما تعاني سيدة من غيرة زوجها وشكه الى الحد الذي أجبرها فيه على لبس الجلباب في مكان عملها ومنعها من لبس الكعب العالي ووضع العطور والماكياج والخروج وحيدة حتى صارت تنفس عن الكبت، كما تقول، بالمشاكل والعراك. و قال (أبو رامي) شاكيا من قلة إهتمام زوجته بمظهرها والفوضى التي تعم البيت وعدم إهتمامها بالأطفال، و كثرة متابعتها للتلفاز التي تسبب لهما المشاكل وكثرة استخدامها للهاتف. والقت (سميرة حسن) باللوم على زوجها لكثرة إهتمامه بأهله حتى أنه ينفق عليهم أكثر مما ينفق على بيته ما يجعلها في حالة صدام دائم معه. وتعزو الباحثة الإجتماعية (رنا قدري) سبب المشاكل الرئيس مهما تعددت أشكالها الى "عدم وجود رؤية موضوعية للمشكلة، فالأنانية والتمسك بالرأي لاتضع حلا لأي مشكلة. البيوت تتصدع عندما نتعامل مع مشاكلها من زاوية واحدة ، فنجد أن الذي يواجه المشكلة في الأسرة يفقد التوازن والصواب في العلاج ، والرؤية الموضوعية للمشكلة تسهم في تحديد المشكلة ، ومعرفة آثارها ، وأفضل الطرق في علاجها. القضية التي نجهلها دائما في مشاكلنا الأسرية هي التسرع في التعامل معها ، والحل هو في تبسيط الأمور وتخفيف حجم المشاكل والتفكير في الصفات الجميلة للشخص الآخر وليس العكس فمنح العذر للآخرين يساهم في تقليل التصادم بين الزوجين". |
|
شذرات مُتجدده مُجدده
http://kenanaonline.com/hany2012/
ساحة النقاش