القيادة الإدارية داخل المدرسة (1)

تعتبر الإدارة التربوية في الوقت الحاضر من الأمور الهامة التي شملها التطوير، والتي لا يمكن إبقاءها تقليدية

ومن هنا كان لزاماً على الدول أن ترسم سياستها التربوية حسب معطيات العصر، وتختار قادتها التربويين القادرين على إدارة النظام التربوي بشكل فعال وسليم، مستخدمين الطرق والأساليب

الإدارية الحديثة.

وانطلاقاً من الاتجاه الجديد لدور المدرسة وأهميتها كوحدة أساسية في بناء المجتمع وتطوره، لم يعد الناظر مجرد مطبق للنظام، ولا مجرد قائم على حفظ الأثاث أو مراقبه الواجبات المدرسية

بل تعدى ذلك وأصبح قائداً للمدرسة، ومالكاً للمهارات الأساسية ومتعمقاً بخلفية علمية وكفاءة ومقدرة إدارية، كما أصبح قادراً على التغيير والتحسين في التنظيم المدرسي، واعياً بالأهداف،

وأصبح نجاح المدرسة إذا تجاوزنا النشاط متوقفاً على كفاءته الإدارية.

ورغم ذلك، فإن عملية القيادة الإدارية لا تتوقف على مدير المدرسة فقط مهما كانت صفاته

بل تتوقف أيضاً على أفراد الجماعة الذين يتعامل معهم القائد، وعلى مستوى العلاقات الإنسانية بينه وبينهم، ومن هنا يظهر دور القائد الإداري في خلق جسور من الثقة والدفء في العلاقات

الإنسانية.

إن مدير المدرسة الفعّال هو الذي يستخدم مهاراته وخبراته في تطبيق الأساليب العلمية الحديثة للإدارة، بحيث تتناسب مع طبيعة العمل الإداري الذي يمارسه، وبحيث يصبح كفاياته رهناً برؤيته

الواضحة لحركة التعليم وبنظرته المتكاملة إلى العملية التربوية

لذا نجد أن من التربويين من رأى أن هناك مجموعة من المهارات الضرورية لمدير المدرسة وأهمها:

" المهارات الذاتية، المهارات الفنية، المهارات الإنسانية، المهارات الإدراكية ".


أولاً : مهارات ذاتية وتكوينات نفسية:

وهي تشمل السمات الشخصية والقدرات العقلية والمبادأة والابتكار

فطبيعة العمل الإداري الشاق تستوجب من مدير المدرسة أن يتوفر لديه صحة جيدة وقوة ونشاط ،وقدرة على التحمل، حتى يستطيع أن يشيع الحيوية والنشاط في العاملين بالمدرسة

وأن يكون قادر على ضبط النفس فلا يغضب بسرعة، صابر متزن، يدرس الأمور بعناية قبل أن يصدر الأحكام.

كذلك عليه أن يمتلك عنصر الشعور بالمسئولية وقوة الإرادة ومضاء العزيمة والثقة والاعتداد بالنفس.

هذا في حين يعتبر الذكاء من أهم القدرات العقلية اللازمة للإدارة

وقد أثبتت كثير من الدراسات أن هناك صلة بين الذكاء والنجاح في القيادة

فالذكاء يجعل القائدة لديه بعد تصوري يتعرف من خلاله على المشكلات ويستطيع مواجهتها

كذلك الذكاء يمد الفرد بسرعة البديهة والفطنة ومواجهة الأمور بحزم.

كذلك من المهارات الذاتية للمدير توفر عنصر المبادأة والابتكار

حيث يستطيع القائد أن يكتشف عزيمة كل موظف وقدراته فيصل إلى أفضل السبل لشحذ عزيمة الموظفين للعمل وبث روح النشاط والحيوية في شرايين المؤسسة التربوية.

إن صفة المبادأة صفة مهمة للقائد التربوي حيث تمكنه من اتخاذ القرارات الصائبة

ومن هنا ضروري أن يتصف المدير بالشجاعة والقدرة على الحسم وسرعة التصرف مع القدرة على ضبط النفس والاتزان

ومعنى ذلك أن يستطيع التحكم في عواطفه وإدارة نفسه بعيداً عن العصبية والتهور.

ثانياً: مهارات فنية ومعرفية:

يتسم العصر الذي نعيشه بالتغيرات والتطورات المتلاحقة في أساليب التعلم والتعليم

ومن هذه الزاوية يتحتم على مدير المدرسة أن تكون ملم بكثير من المعارف والمعلومات

بل أكثر من ذلك يعرف متى وكيف يحصل على ما يريد من المعلومات اللازمة من مصادرها

ولا ينتظر أن تصل إليه أو يزوده أحد بها، فهو يمتلك الروح البحثية دائماً،يسعى للتجديد والابتكار والإبداع.

ومن هنا لكي يكون المدير ناجح في عمله لا بد له أن كون لديه المقدرة على ربط الأمور الإدارية بالخطوط العريضة لسياسة السلطة

وأن يمتلك من المعارف ما يؤهله لأن يكون لديه القدرة على اختيار أفضل الأساليب التي تكفل الحصول على أكبر قدر من الكفاية الإنتاجية

حيث يجمع ما بين التنظيم والتنسيق وتفويض السلطة .

هذا بالإضافة إلى أن يمتلك مهارات معرفية واسعة في علم النفس وأصول التربية كي يستطيع أن يساير الطبائع البشرية التي يتعامل معها.

إن مهارات مدير المدرسة رهناً برؤيته الواضحة لحركة التعليم ونظرته المتكاملة والشاملة إلى العملية التربوية وعلاقته بغيرها من المؤثرات الثقافية؛ ولذا فقد أكد حافظ على أهم المهارات الفنية

الواجب توافرها لدى مدير المدرسة وهي:

1- مهارات في تطوير المناهج الدراسية.

2- مهارات في تقويم الخطة التربوية وترجمة برنامج المدرسة إلى خطة واقعية.

3- مهارات في تفويض السلطات .

4-المهارة في اتخاذ القرارات.

5- المهارة في القيادة.

6-المهارة في تفويض الصلاحيات.


ثالثاً : مهارات إنسانية:

وهي تعني فن التعامل مع البشر، والتعامل مع الناس على قدر عقولهم، فهي أولى المهام

بل وتعتبر مركز الإدارة التربوية، لأن الإدارة تتطلب باستمرار التعامل مع البشر على كافة مستوياتهم سواء داخل المدرسة (معلمين – طلبة – مشرفين)، أو على مستوى المجتمع المحلي بكافة

 مؤسساته والعاملين فيه

هذه المهمة تتطلب من مدير المدرسة بصفته قائد للعلاقات الإنسانية أن يكون مطلع بعمق في الطبائع البشرية و يستطيع توجيه تلك العلاقات الإنسانية بطريقة مدروسة ومحددة لتفعيل العملية

التربوية

إذ نجد في المدارس الفاعلة أن القائد الإدراي يتمتع بنشاط دؤوب يستطيع أن يوجد مناخاً مدرسياً يتم التركيز فيه على الجوانب الأكاديمية، والسيطرة على البيئة الداخلية من معلمين وطلبة

وموارد.

ويذكر (جون ويلز) مجموعة من المهارات يطلقون عليها مهارات المساواة، يمكن أن يستخدمها مدير المدرسة في تحسين العلاقات الإنسانية وهي:

1- كل فرد مهم وكل واحد يحتاج إلى الاعتراف بجهده.

2- القائد ينمو حين تتوزع مهام القيادة.

3- القيادة يجب أن يشترك فيها الآخرون.

تتطلب المهارة الإنسانية أن يكون مدير المدرسة لديه القدرة على بناء علاقات حميمة طيبة مع مرءوسيه

وذلك من خلال معرفته بميول واتجاهات المرءوسين وفهم لمشاعرهم وتقبُل لاقتراحاتهم وانتقاداتهم البناءة

مما يُفسح المجال أمام المرءوسين للإبداع والابتكار وحسن الانتماء للمؤسسة التي يعملون فيه(المدرسة).

إن العلاقات الإنسانية ليست مجرد كلمات طيبة، أو ابتسامات يوزعها مدير المدرسية بين الحين والحين الآخر سواء مجاملة أو غير ذلك

بل هي فهم عميق لقدرات وطاقات ودوافع وحاجات البشر الذين يتعامل معهم، ومحاولة استثمار كل هذه الإمكانيات لحفزهم على العمل بروح الفريق لتحقيق الأهداف المنشودة

" وتشير الأبحاث الحديثة في مجال الإدارة على أن فشل كثير من الإداريين في عملهم وفي تحقيق أهداف العمل مرجعة نقص في المهارات الإنسانية عندهم، أكثر من أن يكون قصوراً في مهارة

العمل نفسه".

ومن هنا يتوجب على المدير الواعي أن يحاول جاهداً أن يحد من تأثير النظرة السلبية للآخرين

وفي أقل تقدير يحاول أن تبقي هذا الأثر في مستوى بحيث لا يفسد عليه تصرفاته فيقع ضحية للجهل

لذا يجب أن يكون متفتح الذهن والعقل متوقد الذكاء متواضع ، يشجع الآخرين على تحمل المسؤولية، لأنه يدرك أن الإنسان قادراً على تجاوز قصوره بالمثابرة والشعور بالقيمة الذاتية.

" مما لا شك فيه أن المديرين في كافة المستويات الإدارية لن تكتمل لهم مقومات الإدارة الناجحة ما لم يقفوا على حقيقة دوافع الأفراد سواء تلك الدوافع الشعورية أو اللاشعورية وحاجاتهم

ومكونات وهياكل شخصياتهم الإنسانية واتجاهاتهم النفسية وقدراتهم وميولهم إلى جانب مستوى الذكاء والعمليات العقلية من إدراك وإحساس وتفكير" .

ومن خلال العلاقات الإنسانية يكون مدير المدرسة مسئول عن التغيير الفعّال للسلوك البشري للأفراد داخل المدرسة

فالإدارة الرشيدة تحاول استقطاب المحايدين والمنحرفين عن أهدافه ويغير اتجاهاتهم نحو التعاون والمشاركة

فالسلوك الإنساني يمثل أحد المحددات الرئيسية للكفاءة الإدارية وإنتاجيتها

والعوامل الأخرى المساعدة في العمل الإداري، إنما تكتسب أهميتها من خلال العمل الإنساني".

 

hany2012

شذرات مُتجدده مُجدده http://kenanaonline.com/hany2012/

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 144 مشاهدة
نشرت فى 20 ديسمبر 2011 بواسطة hany2012

ساحة النقاش

هـانى

hany2012
موقعنـا موقع علمى إجتماعى و أيضاً ثقافـى . موقع متميز لرعاية كل أبنـاء مصر الأوفيـاء، لذا فأنت عالم/ مخترع/مبتكر على الطريق. لا تنس"بلدك مصر في حاجة إلى مزيد من المبدعين". »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,770,121