نشرت جريدة الاهرام في عددها الصادر في 18 أبريل 2014 في الصفحة السابعة ان وزارة الزراعة واستصلاح الارضي قد اعلنت استمرار الحملات الكبيرة لازالة حالات التعدي علي الاراضي الزراعية ومؤكدة ان الحملات كان لها دوراً كبيراً في انخفاض معدلات حالات التعدي. وانها تستهدف ايضا القضاء علي تلك التعديات فور وقوعها وقبل ان تتفاقم وان الحكومة تبذل قصاري جهدها للقضاء علي ازمة التعدي علي الاراضي الزراعية وصرح الوزير ايمن ابو حديد بان جملة حالات التعدي علي الاراضي الزراعية منذ قيام ثورة يناير وحتي الآن وصلت الي مليون و92 ألف حالة علي مساحة 47 ألف و150 فداناً . . لافتا الي انه تم ازالة 120 ألف حالة علي مساحة 6 آلاف و965  فدانا . . واكد الوزير انه ليس هناك اي تهاون مع المخالفين والمتعدين علي الاراضي الزراعية . . وان جميع اجهزة الدولة تتكاتف من اجل التصدي لتلك الازمة . . مشيراً الي انه قريبا سيتم اقرار التعديات الجديدة علي قوانين الزراعة المصرية ومنها قانون التعدي علي الاراضي الزراعية والذي يغلظ من عقوبة التعدي علي الرقعة الزراعية بالغرامة والحبس واستشهدت الوزارة بما اكدته دار الافتاء المصرية من " أن التعدي علي الاراضي الزراعية بالبناء عليها لا يجوز شرعا . . لان ذلك يؤدي الي ضرر عظيم . . قد يهلك به الانسان والحيوان " .
    وقال ان محافظات المنوفية والبحيرة والغربية والقليوبية اعلي المحافظات في حالات التعدي . . بينما شمال سيناء والوادي الجديد ومرسي مطروح والسويس . . الاقل .
    ولم تتم الاشارة من قريب او بعيد سواء علي لسان الوزير او احد المسئولين في وزارة الزراعة والهيئات التابعة عن التعديات التي تحدث علي مسطحاتنا المائية في البحيرات ونهر النيل وحتي المناطق الساحلية . . الي ان كتب الاستاذ علي سالم في عموده في المصري اليوم – المنشور في العدد الصادر يوم 15 أبريل 2014 تحت عنوان " البحيرات " والتي ورد فيها :
كانت البحيرات المصرية لآلاف السنين مصدراً للخير والثروة السمكية . وفي أقل من خمسين عاما تحولت الي مصدر اكيد للتلوث ومناسر للصوص وأوكار للشر والفساد . وما بقي به من اسماك لم يعد صالحا للاستهلاك الآدمي . من مذ أقل من نصف قرن أو نحو ذلك . كان السمك والجمبري هو طعام الفقراء . ودارت الايام دورتها وتحول السمك الي طعام للأثرياء فقط . بل ربما للشريحة العليا من الأثرياء . كان من السهل علي عام 1961 أن أتقدم من منفذ البيع لمحل سمك شهير في أرض شريف بالعتبة . وأمد له يدي بنص فرنك ( قرشين ) وأطلب منه بقرشين سمك مع رغيف . في كل حي من احياء القاهرة الغنية والفقيرة كان يوجد عدد كبير من المحال التي تبيع السمك .
    هل ما حدث لهذه البحيرات بمثل مشكلة لم يتصد لها احد . أم أن هذا التحول من الخير للشر جزء من كل . أي أننا حرصنا في النصف قرن الماضي علي تحويل كل منابع الخير في مصر إلي مصادر للتلوث والشر ؟ . . طبعا حديثي عن البحيرات المصرية يسري أيضا علي النيل.
    السؤال هو : هل ما حدث للنيل وللبحيرات يشكل مشكلة مزعجة للنخبة ؟ أم أنهم ينظرون الي ذلك باعتبارها فتنة لعن الله من أيقظها . أريدك أن تلاحظ أننا لا تقترب عادة من تلك المشاكل التي يعود إلينا الفضل في صنعها .  وربما أيضا نسعد بها باعتبارها صناعة مصرية وليست من صنع الامبربالية .
    راجع أوارق الصحف . راجع برامج الفضائيات . لن تجد اشارة ولو من بعيد لتلك المشكلة .. لماذا ؟
    انتهي كلام الاستاذ علي سالم . . وهنا اريد ان اضيف ان جميع المسطحات المائية والتي تحتضن مصايد الاسماك المصدر التقليدي للانتاج السمكي تتعرض لعمليات تعدي صارخة تأخذ اشكالا متعددة مثل تجفيف وردم مساحات كبيرة من البحيرات والمياه الساحلية للتوسع العمراني والسياحي واستصلاح تلك الاراضي للزراعة رغم ان هذه المساحات التي تم التعدي عليها هي ايضا مساحات منتجة لسلع غذائية تتكلف اقل بكثر من  مثلها في الانتاج النباتي والحيواني . كذلك تلوث هذه المسطحات وظهور الصيد الجائر نتيجة لضعف انتاجية المصايد وزيادة اعداد الصيادين في نفس الوقت وهو نوع اخر من التعديات علي مواردنا السمكية وتجريفها .
    نرجو من السيد وزير الزراعة والادة المسئولين ان يوجهوا جهودهم ايضا الي ازالة التعديات الواقعة علي مسطحاتنا المائية كما هو حادث في الاراضي الزراعية او بمعني اخر المعاملة بالمثل وتحقيق مبدأ العدالة أو المساواة في حماية الاراضي الزراعية والمسطحات المائية .
                                                       بقلم - أ . أحمد برانية

المصدر: الاتحاد التعاونى للثروة المائية - جريدة الصياد - العدد 68 مايو - يونية 2014
fisherman

الاتحاد التعاونى للثروة المائية

الاتحاد التعاوني للثروة المائية

fisherman
Cooperative Union of Egyptian Water Resources الاستاذ / محمد محمد علي الفقي رئيس مجلس الادارة [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

476,896