<!--<!--<!--

الملوحة تهدد الأسماك ببحيرة البردويل

فى إستراتيجية عامة وعالمية تتجه كل الأنظار إلى توفير الغذاء بشتى السبل ،ومصرنا الغالية بإعتبارها جزءاً من هذا العالم تعانى حالياً نقصاً واضحاً فى البروتين الحيوانى .

ويرجع هذا إلى صغر حجم الثروة الحيوانية ومحدودية القدرة على زيادتها هذا علاوة على الزيادة السكانية المرتفعة لذا إتجهت الدولة بل العالم كله إلى الإهتمام المتزايد بالثروة السمكية كجزء مهم من الغذاء البروتينى وتعتبر بحيراتنا المصرية أحد أهم المصادر الرئيسية لإنتاج الأسماك والتى تسهم بشكل فعال فى بنائها الإقتصادى وتتميز بحيرة البردويل عن غيرها من البحيرات الأخرى فى كونها مصدراً مهماً من مصادر إنتاج الأسماك الفاخرة التى تتمتع بسمعة عالمية طيبة ومع تطبيق إتفاقية الجات ستجد أسماك بحيرة البردويل طريقاً واضحاً للتصدير الأمر الذى يتمشى مع الإستراتيجية العامة للدولة من حيث فتح باب التصدير والعمل على زيادته .

وبنظرة مستقبلية نجد أن بحيرة البردويل تجد إهتماماً كبيراً من الدولة ممثلة فى الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية من توفير الإعتمادات بإنشاء رؤوس الحماية وتطهير البواغيز وإنشاء القنوات الإنتقالية بما يؤدى إلى تحسين نوعية المياه وتوفير الكائنات الطبيعية التى تتغذى عليها وإستراتيجية الهيئة تعمل على الوصول بإنتاج البحيرة فى المستقبل إلى 3000طن منها 60% من الأسماك الفاخرة ذات القيمة الإقتصادية العالية .

اَملين من الله أن نصل إلى المعدل المناسب للإنتاج للبحيرة بصورة عامة والأنواع الفاخرة بصورة خاصة وذلك بعد تقليل جهد الصيد الواقع على البحيرة وذلك بتشغيل وحدات صيد أقل .

وتتشرف إدارة البحيرة أن تتقدم بهذا التقرير المفصل عن بحيرة البردويل الذى يساهم فى توضيح الصورة فى الماضى لرسم طريق العمل فى المستقبل .

أولاً : نوعية المياه

نظراً لأهمية نوعية المياه بمسطح البحيرة لذا قسمت البحيرة إلى"12"محطة أخذ عينات وقد إعتمد التقسيم على توزيع محطات أخذ العينات بحيث تشمل مناطق البحيرة وأخذ فى الإعتبار أن تكون جميع المحطات ممثلة لأعماق البحيرة من ضحل وعمق ومناطق فى الأطراف ومناطق مجاورة للبواغيزوقد أخذت جميع العينات بواسطة أجهزة حديثة وروعى ضبط الأجهزة قبل عملية القياس بكل دقة ويتم أخذ عينات المياه منها مرة كل 15 يوماً لتقدير" الملوحة – درجة الحرارةpH  - الأكسجين الذائب "

مناخ البحيرة

مناخ البحيرة هو مناخ شمال سيناء وهو مناخ جاف ومعدل سقوط الأمطار يزداد كلما إتجهنا من ناحية الغرب إلى الشرق ومعدل البخر الشهرى فى البحيرة يختلف موسمياً بحيث يكون أقل ما يمكن فى شهر ديسمبر حوالى 72 مم ويزداد حتى يصل 246 مم فى شهر يونيو .

تأثير البواغيز على الملوحة

من الواضح أن زيادة الملوحة فى البحيرة تؤثر على الإنتاج السمكى بها وحركة المياه بين البحر والبحيرة تتحكم فيها ثلاثة عوامل :

1-                                   قوة وإتجاه الرياح السائدة

2-                                   المقاطع العرضية للبواغيز

3-                                   إرتفاع وإتجاه الأمواج

كما يمكن ملاحظة التأثير المهم لحركة المياه وتبادل التيارات المائية بين البحر والبحيرة على نسبة الملوحة فى البحيرة ففى الفترة من 1968 – 1970 م عندما كان البوغاز الشرقى مغلقاً تماماً فإن نسبة الملوحة بدأت فى الزيادة وفى عام 1970 عندما تم تطهير البوغاز الغربى فقط فإن ذلك لم يكن كافياً وبقيت الملوحة مرتفعة فى البحيرة ففى يونيو 1970 كانت الملوحة فى مصفق 100% بينما فى منتصف البحيرة 60 – 80% .

وبناءعلى الدراسات لتنظيم عمليات الصيد فى البحيرة فقد وجد أنه حتى تكون نسبة الملوحة فى البحيرة فى أنسب معدلاتها فإنه يجب المحافظة على كل من البوغازين مفتوحين فى اَن واحد وبصورة جيدة وعند عودة البحيرة للسيادة المصرية كانت الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية " إدارة بحيرة البردويل" لم تدخر جهداً فى المحافظة على البحيرة ووضعت الإدارة مهمة المحافظة على البواغيز مفتوحة وبصورة جيدة جزءاً لايتجزأ من عملها فكانت عمليات التكريك والتطهير المستمرة للبواغيز .

وفى صيف 1995 كان متوسط الملوحة للبحيرة 54.6% بينما فى صيف 1996 سجلت 50.5% وفى صيف 1997 سجلت 50.9% مما إنعكس بالإيجاب على الإنتاج السمكى كماً ونوعاً فى هذه الأعوام .

وقد قام قسم البحوث بالإدارة بعمل دراسة شملت مناطق مختلفة على بحيرة البردويل لدراسة الخواص الكيميائية لمياه البحيرة بهدف معرفة نسبة تركيز العناصر والأملاح الذائبة فى البحيرة ومدى تأثيرها على الكائنات الحية البحرية وعلى مدى التغيرات الفصلية لهذه المياه وتقدير مسبباتها وكذلك الحصول على بيانات كيميائية لمياه البحيرة يمكن أن تكون مرجعاً للأعوام المقبلة ومدى مقارنتها بالتحاليل الكيميائية لمياه البحر وكذلك مواكبتها لعمليات تطهير وحفر البواغيز والوقوف على مدى التغير الحادث والذى سيحدث بعد إتمام عمليات الحفر والتطهير .

جمع وتحليل العينة

جمعت العينات بواقع عينتين من كل محطة شهرياً على أن يتم تحليل العينات فى المحطة نفسها ويتم تدوين القراءات .

الملوحة

تختلف ملوحة البحيرة من مكان إلى اَخر ومن شهر إلى شهر فنجدها بالمناطق المتاخمة للبواغيز منخفضة مقارنة بالمناطق البعيدة ففى بوغاز"1" متوسط الملوحة 40 جزءاً فى الألف وتبدأ الزيادة البطيئة فى الإتجاه الجنوبى ناحية الرواق لتصل إلى 43 جزءاً فى الألف عند مكسر الرواق وفى الإتجاه الغربى للبوغاز"1" لتصل إلى 46 جزءاً فى الألف عند الرومية ثم تبدأ فى الزيادة المطردة بمعدل مرتفع بعد مكسر الرومية لتصل إلى معدلات مرتفعة ومناطق عالية الملوحة فى أطراف البحيرة الغربية حول رابعة والمناطق القريبة منها وكذلك يكون متوسط الملوحة فى بوغاز"2" 42 جزءاً فى الألف وتزداد ناحية الجنوب وناحية الشرق بمعدل أسرع من الزيادة فى بوغاز"1" لتصل إلى 47 جزءاً فى الألف عند قرن حمده وكذلك فى إتجاه القلس ليصل عند القلس إلى 44 جزءاً فى الألف ويصل إلى مناطق ذات ملوحة مرتفعة عند مصفق 56 جزءاً فى الألف .

صفر درجة الحرارة

تتأثر درجة حرارة المياه بدرجة حرارة الجو وأشعة الشمس وخاصة فى المناطق الضحلة ونجد أن أقل متوسط شهرى لدرجة حرارة المياه فى البحيرة فى عام 1997 كانت فى شهر فبراير 13.3 درجة مئوية بينما أعلى متوسط لدرجة الحرارة فى العام نفسه كانت فى شهر يوليو 29.6 درجة مئوية وأن أعلى درجة قيست فى مصفق فى شهر يوليو وبلغت 30.2 درجة مئوية بينما أقل درجة قيست كانت فى منطقة ماط إبليس وكانت 12.4 درجة مئوية .

نسبة الأكسجين الذائب

أظهرت النتائج على مدار الأعوام الثلاثة محل الدراسة أن كمية الأكسجين الذائب فى البحيرة دائماً تصل إلى درجة التشبع ونجد أن أقل متوسط شهرى لدرجة التشبع بالأكسجين فى شهر سبتمبر 5.7 مللجرام / لتر بينما أعلى متوسط شهرى لنسبة التشبع بالأكسجين فى شهر فبراير وكانت 8.3 مللجرام / لتر.

وإتضح أن أعلى متوسط نسبة تشبع فى منطقتى النصر والرومية بينما نسبة التشبع فى البوغازين متقاربة.

الأس الهيدروجينى

تراوحت قياسات الأس الهيدروجينى فى جميع المناطق من 7.65 إلى 8.5 وكان أعلى متوسط تسجيل فى شهر سبتمبر 8.5 بينما أقل تسجيل فى شهر أغسطس وكان 7.7 .

الغذاء الطبيعى NATURAL  FOOD من الأهمية بمكان تقدير الغذاء الطبيعى الموجود بالبحيرة لذا تم تقسيم المسطح المائى للبحيرة إلى 12 محطة"موقع" لتقدير الغذاء الطيعى من البلانكتون النباتى والحيوانى .

وبوجه عام يعتبر المستوى الغذائى الطبيعى فى بحيرة البردويل جيداً بالنسبة

الجمعيات العاملة ببحيرة البردويل

يعمل ببحيرة البردويل خمس جمعيات تعاونية وذلك موسم صيد 1997 وهى جمعيتا السلام والعريش وهما يمثلان الصيادين من مدينة العريش والشيخ زويد وكذلك جمعية الساحل الشمالى وجمعية 6 أكتوبر وجمعية البردويل وتمثل هذه الجمعيات صائدى الأسماك بمركز مدينة بئر العبد وقسم رمانة .

ويتلخص دور الجمعيات قبل أعضائها فى الآتى :

1-                                   توفير مستلزمات الإنتاج من شباك ومواتير بأسعار رمزية مع تقسيط أثمانها على الأعضاء .

2-                                   القيام بتسويق الأسماك والحصول على أعلى الأسعار لصالح أعضائها .

3-                                   القيام بتوفير الرعاية الصحية والإجتماعية للأعضاء وأسرهم .

4-                                   القيام بعمل ندوات لتوعية الصيادين وذلك بالإشتراك مع الإدارات المختصة بهيئة الثروة السمكية .

5-                                   تمثيل الصيادين لدى الجهات المسئولة .

مواقع الإنتاج ببحيرة البردويل

يوجد ببحيرة البردويل خمسة مواقع لتجميع الأسماك والسروح بها وهى :

1-              التلول : حيث يمثل الموقع الرئيسى للصيادين وبه يوجد مقر إدارة بحيرة البردويل حيث يقيم به الموظفون إقامة دائمة وهو يمثل حوالى 40.1% من إنتاج البحيرة ويعمل به الدبة والبوص .

2-              إغزايون : وهو الموقع الثانى من حيث الأهمية للصيادين ويعمل به صائدوا حرفتى الدبة والبوص ويصل الإنتاج إلى 42.4% من إنتاج البحيرة .

3-              النصر : ويعمل به صائدوا حرفة الدبة فقط ويأتى فى المرتبة الثالثة من حيث الإنتاج ويمثل 10.7% من الإنتاج .

4-              نجيلة : يعمل به صائدوا حرفة البوص فقط ويأتى فى المرتبة الرابعة من حيث الإنتاج ويمثل 6.7% من إنتاج البحيرة .

5-              الزرانيق : يعتبر أقل المراسى أهمية نظراً لقلة عدد المراكب العاملة به ويأتى كاَخر المواقع إنتاجية حيث يصل إلى 0.1% من إنتاج البحيرة .