هل نقول وداعاً للتلوث ببحيرة المنزلة ؟
** مشروع جديد رأسماله 18 مليون جنيه لمعالجة مياه بحيرة المنزلة بيولوجياً .
** بحيرة المنزلة أصبحت أكثر البحيرات الشمالية تلوثاً وأقلها إنتاجاً للأسماك .
** 25 ألف متر مكعب من المياه يتم تنقيتها يومياً بموقع المشروع .
تعانى البحيرات الساحلية الشمالية ( البرلس والمنزلة وإدكو ومريوط )العديد من أوجه التلوث بمخلفات الصرف الصحى والصناعى والزراعى مما أثر بصورة كبيرة على الثروة السمكية فى هذه البحيرات ونظراً لإرتفاع معدلات التلوث بدرجة كبيرة يوماً بعد يوم فقد أصبحت المشكلة بلا حل !
وعلى الجانب الأخر قام مرفق البيئة العالمى بنيويورك بتقديم منحة (18) مليون جنيه مصرى لإقامة مشروع للمعالجة البيولوجية لمياه بحيرة المنزلة بإعتبارها أكثر البحيرات تلوثاً تمهيداً للتوسع فى هذا المشروع فى باقى البحيرات الشمالية .
هذا المشروع يطبق لأول مرة فى مصر بعد أن ثبت نجاحه فى أمريكا وكندا والعديد من الدول الأوروبية ويشرف على هذا المشروع فى مصر وزارة الدولة لشئون البيئة والبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة ويتولى الأعمال الإستشارية له هيئة وادى تينسى الأمريكية والمكتب الإستشارى المصرى (الهيئة الإستشارية ) .
ومن المعروف أن مرفق البيئة العالمى بنيويورك قد قام بترشيح الدكتور ضياء الدين القوصى مستشار وزير الموارد المائية والرى مديراً للمشروع ونظراً لأهمية هذا المشروع فى معالجة مياه بحيرة المنزلة لحمايتها من التلوث وزيادة قدرتها على إنتاج الثروة السمكية كان " للصياد "هذا الحوار مع الدكتور ضياء الدين القوصى .
لماذا بحيرة المنزلة ؟
-
لماذا تم إختيار بحيرة المنزلة كبداية لتطبيق المشروع ؟
** د / ضياء القوصى : تم إختيار بحيرة المنزلة نظراً لأنها أكثر البحيرات تلوثاً لذا تم إختيار موقع المشروع هناك فى نهاية مصرف بحر البقر بالقرب من مصبه فى بحيرة المنزلة وذلك نظراً لأن مصرف بحر البقر يتلقى المخلفات ومياه الصرف الصحى المعالجة من جزء من مدينة القاهرة الكبرى (محطات الجبل الأصفر والبركة )وجزء من مياه الصرف الصناعى فى منطقة شبرا الخيمة ومحافظة القليوبية ويبدأهذا المصرف بعد إلتقاء مصرف بلبيس العمومى ومصرف القليوبية الرئيسى ويستمر شرقاً حتى يصب فى بحيرة المنزلة ويبلغ طوله حوالى 80 مليون متراً ويحتوى على مياه صرف صحى وصناعى وزراعى لذا تعتبر مياهه شديدة التلوث وهذا هو سبب إختيار الموقع عند نهاية هذا المصرف وإلتقائه ببحيرة المنزلة حيث درجة التلوث والسمية أكبر ما يمكن .
تنفيذ المشروع
-
كيف تم تنفيذ هذا المشروع ؟
** د/ ضياء القوصى : هذا المشروع تم تنفيذه عن طريق منحة (18) مليون جنيه مصرى مقدمة من مرفق البيئة العالمى بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية ويتولى الإشراف عليه وزارة الدولة لشئون البيئة تحت قيادة الوزيرة الدكتورة نادية مكرم عبيد وجهاز شئون البيئة بقيادة الدكتور إبراهيم عبد الجليل والبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة ويتولى الأعمال الإستشارية فى هذا المشروع هيئة وادى تينسى الأمريكية والمكتب الإستشارى المصرى (الهيئة الإستشارية ) ومن المعروف أن هذا المشروع بدأ فى يناير عام 2000 وسينتهى العمل فى الإنشاءات الخاصة بالمشروع فى نهاية العام الحالى حيث تبدأ بعدها أعمال الرصد والتقويم والزراعة وإنتاج الأسماك بالبحيرة وسيتم زراعة باقى مساحة المشروع (150) فداناً وما يزيد على ذلك من المياه سيتم توجيهها إلى الزراعات أو المزارع السمكية المجاورة التى يقوم عليها أهالى المنطقة للإستفادة بها .
عمليات المعالجة
-
ما هى مساحة المشروع ؟ وكيف تتم عمليات معالجة المياه بالبحيرة ؟
** د/ ضياء القوصى : يقام المشروع على مساحة قدرها (250) فداناً ويتكون من حوض ترسيب تترك فيه المياه بعد رفعها من مصرف بحر البقر لمدة 48 ساعة يسمح خلالها بترسيب الجزء الأكبر من المواد العالقة ثم تنساب المياه ببطء إلى نوعين من الأحواض النوع الأول ويسمى حوض التصرف الأكبر حيث تمر فيه المياه بسرعة كبيرة نسبياً على مجموعة من النباتات والحشائش المائية التى لديها القدرة على إمتصاص المواد الملوثة بسحبها عن طريق الجذور وأيضاً القدرة على أن تعلق بعض هذه الملوثات بجذور النباتات وسيقانها .
أما النوع الثانى فهو أحواض التصرف الصغير والذى تكون فيه سرعة المياه أقل بكثير من السرعة فى الأحواض السابقة رغم وجود نوعية النباتات نفسها بها ويؤدى ذلك إلى تماثل درجة التنقية فى الحواض الأولى لدرجة التنقية الإبتدائية فى النظم التقليدية بينما تماثل درجة التنقية فى الأحواض الأخيرة درجة التنقية الثانوية فى الأنظمة التقليدية .
ثم يتم أخذ جزء من المياه لتمر على ما يسمى " أحواض الضخ الترددى " حيث تضخ المياه من حوض وتدفع لأخر مجاور له بشكل متبادل وذلك بغرض زيادة نسبة الأوكسجين الممتص فى المياه مما يزيد من درجة نقاوتها ويصل بها إلى مرحلة تماثل التنقية الثلاثية فى الأنظمة التقليدية .
الإستفادة من المياه
ويضيف أنه من المقرر الإستفادة من المياه التى سيتم معالجتها إبتدائياً وثنائياً فى زراعة بعض المحاصيل التى لاتؤكل طازجة مثل " الأشجار الخشبية " والمحاصيل الصناعية ( القطن والتيل والجوت والكتان ) والزهور ونباتات الزينة كما سيتم إستخدام المياه المعالجة ثلاثياً فى تنمية الثروة السمكية فى المنطقة عن طريق إنتاج إصبعيات لأنواع مختلفة من الأسماك التى تصلح فى بيئة المنطقة
ويؤكد أنه لهذا السبب فقد قام المشروع بتوقيع بروتوكول التعاون مع المشروع الكندى ( ناوكم ) بغرض الإستفادة من الخبرة الكندية فى مجال إستخدام المياه فى الزراعة وإختيار المحاصيل المناسبة ويجرى الإتفاق أيضاً مع المعهد الدولى لتنمية الثروة السمكية ( إكلارم ) لإستخدام المياه التى يتم تنقيتها ثلاثياً فى إنتاج أصبعيات الأسماك والرخويات .. كذلك تشمل خطط المشروع تخصيص بعض الأراضى للخريجين من أبناء المنطقة لزراعتها وإنشاء المزارع السمكية بها ضماناً لإستمرارية وإستدامة المشروع .
نجاح المشروع
-
ماذا بعد نجاح هذا المشروع ؟
** د / ضياء القوصى : هذا المشروع يعتبر من المشروعات الرائدة حيث يتم من خلال تنقية (25) ألف متر مكعب يومياً من المياه ويمكن بعد نجاح هذه التجربة تعميمها فى معالجة المياه التى يتم صرفها إلى البحيرات الساحلية الأخرى إدكو والبرلس ومريوط بغرض تحسين نوعية المياه بها حفاظاً على الثروة السمكية وأيضاً لحماية المياه الجوفية من التلوث .
-
فكرة هذا المشروع هل حصلت على براءة إختراع أم لا ؟
** د / ضياء القوصى : جزئية الضغط الترددى فقط قد حصلت بها هيئة وادى تينس على براءة إختراع فى الولايات المتحدة الأمريكية وتطبقها من خلال هذا المشروع لأول مرة فى مصر وجدير بالذكر أن هذه الطريقة من الطرق المستخدمة منذ فترة طويلة فى أمريكا الشمالية ( أمريكا وكندا ) والعديد من الدول الأوروبية فى معالجة مياه الصرف الصحى للتجمعات السكانية الريفية التى تبعد عن الشبكات الرئيسية بالمدن ويمكن تطبيق هذه الطريقة فى القرى السياحية بمنتجعات البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر حيث يمكن عن طريقها نشر المساحات الخضراء بهذه المناطق والمحافظة على الشكل الجمالى بها والإستفادة بالمياه فى رى هذه المساحات الخضراء وحماية المياه الجوفية.
طريقة متفوقة
-
هل تتفوق هذه الطريقة الجديدة للمعالجة البيولوجية على الطرق التقليدية ؟
**د / ضياء : نعم فمن المعروف أن تكاليف تنفيذ وتشغيل هذه الطريقة لاتزيد على 10 % من تكاليف التنفيذ والتشغيل فى الطرق التقليدية إلا أنها تحتاج إلى مسطحات أرضية كبيرة يمكن تدبيرها فى الأراضى الصحراوية والساحلية .
بقلم / عمرو اسماعيل
.